فيما أعلنت قوات البيشمركة في إقليم كردستان أمس أن اشتباك عناصرها مع قيادة عمليات دجلة في قضاء طوزخورماتو الذي أوقع قتيلا مدنيا و١٠ جرحى من الجانبين "مشكلة جرى تطويقها" والاتفاق على عدم تضخيمها، قال زعيم المؤتمر الوطني العراقي النائب احمد الجلبي إن طريقة بغداد في إدارة الخلاف مع أربيل "خطيرة جدا" وستكون مكلفة للجميع وتعيد التذكير بما حصل مع الأنظمة السابقة.
وذكرت مصادر أمنية وأخرى في قائمقامية طوزخورماتو لوكالة "المدى برس" أن إطلاق رصاص كثيف سمع ظهيرة الجمعة وأدى إلى مقتل مدني وجرح نحو ١٠ من عناصر البيشمركة والشرطة التابعين لقيادة عمليات دجلة، مبينة أن تحقيقا موسعا فتح لمعرفة أسباب الحادث.
من جهته قال المتحدث باسم قوات البيشمركة جبار ياور لوسائل الإعلام إن الأمر كان "مشكلة شخصية اتفقنا على تطويقها وعدم تضخيمها"، ونفى أن يكون هناك توتر امني وأوضح للمدى برس أن "الوضع السياسي هو المتوتر وليس العسكري لأن هنالك مسائل عالقة بين بغداد وأربيل، ولم تحل منذ فترة طويلة وهي التي تنعكس وتطرح نفسها على الأرض".
واستدرك ياور بالقول ان "(رئيس الوزراء) نوري المالكي يحاول أن يخرج من المشكلة السياسية بإثارة أزمة عسكرية، لذا فالتشنج والتسلط لا يخدم أي طرف".
وأطلقت أطراف سياسية خلال الأسابيع الماضية تحذيرات وأعربت عن مخاوفها بشأن الجمود السياسي الذي تمر به البلاد وعجز الأطراف الرئيسة عن عقد حوار عاجل حول الخلافات، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من انزلاق في مسار الشراكة الوطنية.
وقال الجلبي، وهو قيادي بارز في التحالف الوطني، إن إقليم كردستان شريك أساسي في الإطاحة بنظام صدام حسين وفي العملية السياسية، واعتبر أن إدارة الخلاف معه بهذه الطريقة وتحريك القطعات العسكرية أمر خطير وغير مبرر.
وذكر الجلبي في حديث لـ"المدى" ان المعارضة العراقية السابقة "لم تكن لتتمكن من إقناع المجتمع الدولي بإسقاط صدام حسين لولا استضافة الكرد لها، وحصول أحزابنا العربية على موطئ قدم في السليمانية واربيل اقنع القوى الغربية بأننا نمتلك أرضاً وتأييدا"، مبينا ان التعامل مع شريك كهذا "لا بد ان يجري عبر حوارات واتفاقات مسؤولة بعيدا عن التوتر العسكري".
واضاف ان وجود الكرد في بغداد "أمر يعزز التعددية السياسية ويساعد على بناء بلد مستقر"، مشيرا الى ان "كل الانظمة السابقة كانت تتفق مع الكرد وتقوم بتسوية الخلافات معهم لكنها تعود وتنقض الاتفاقات وتخوض حربا، وكانت الحرب دوما مكلفة للجميع ومؤدية الى ازمات رهيبة دفعنا ثمنها جميعا، والخلل ظل على الدوام غياب الحوار وعدم الالتزام بالمواثيق".
من جانبه أعلن قائممقام قضاء الطوز التابع لمحافظة صلاح الدين شهاب عبدول، أمس أن تحقيقا موسعا قد فتح لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الاشتباكات بين قوات الشرطة الاتحادية وعناصر الأمن الكردي في القضاء، فيما اتهم "جهات" بمحاولة إثارة النزاع العربي الكردي.
الجلبي لـ(المدى): لولا الكرد لفشلنا في إسقاط صدام.. وتعامل المالكي مع أربيل غير حكيم
نشر في: 16 نوفمبر, 2012: 08:00 م