TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أهذا جيشنا؟

أهذا جيشنا؟

نشر في: 16 نوفمبر, 2012: 08:00 م

منذ ثلاثة أيام اكتريت سيارة أجرة (تاكسي) للتنقل من منطقة إلى أخرى في بغداد. كان السائق شاباً لم يتجاوز الثلاثين بعد. هو متزوج وله طفلان أصغرهما في عمر الستة أشهر. هذا ما أفصح به إليّ خلال أحاديثنا المتنوعة التي لا يمكن الاستغناء عنها في بغداد لتجنّب حال الملل والسأم والضجر المتولدة من شدة الزحام على نقاط التفتيش الكثيرة التي يوجد ما يشبه الإجماع على أن لا لزوم لها لأنها لم تمنع الإرهابيين من القتل تفجيراً أو بكواتم الصوت.
في أحد الزحامات (كان في شارع الجمهورية) توقفت إلى جوارنا سيارة تاكسي فارغة. السائقان كانا يعرفان بعضهما البعض. هذا ما كشفه تحياتهما المتبادلة. بل اكتشفت أنهما صديقان مقربان، فسائق السيارة الفارغة، وهو شاب أيضاً، سأل سائق التاكسي التي اكتريتها عن عدد أيام دوامه في دائرته. أجاب (سائقي): يومان في الشهر. عاد السائق الثاني ليسأل (سائقي): كم تدفع للآمر؟ أجاب (سائقي): شي بسيط، كارت أو كارتين في الأسبوع. سأل سائق السيارة الفارغة مرة أخرى وهذه المرة عن قيمة كل كارت، فأجاب (سائقي): خمسة وعشرون.
انتهى الحوار بين السائقين الصديقين بتفرق السيارتين نتيجة للحركة، فبادرت إلى محاورة (سائقي):
* حضرتك وين تشتغل؟
- في  ...... (مؤسسة عسكرية رئيسة).
* ماذا تشتغل عند الآمر؟
- نفس شغلتي، سائق.
* هل صحيح ما سمعته انك لا تداوم سوى يومين في الشهر؟
- نعم .
* وهذا مقابل بطاقة أو بطاقتي تلفون محمول كل أسبوع؟
- نعم.
* وهذا يحدث معك فقط؟
- لا، البعض يدفع جزءا من راتبه للضباط أو يشتري أشياء.
* وكم العدد.. أربعة خمسة؟
- لا، بالعشرات.
أهذا هو نمط الجيش الذي أردناه بديلاً لجيش صدام؟.. أم بجيش كهذا سنحارب الإرهاب وننتصر عليه ونحقق الأمن للوطن والمواطن؟ أم بجيش من هذا الطراز نستثير الآن الكرد ونستفزهم وربما نحلم بمحاربتهم وتحقيق ما عجزت عنه جيوش ست حكومات سابقة بينها حكومة "الجيش الرابع في العالم"؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. نصير الخفي

    يا أخ عدنان بن قحطان اليعربي ..(باللهجة العراقية) (غير كون الاخ يفتهم ) انو بالمدى ناس ما همهم انفسهم وعوائلهم واطفالهم وامهاتهم بل همهم الوطن ..الذي غاب من مناهج التعليم والبيت والزقاق والمحلةومقهى العكد وشخصيات ...كنا نكن لها كبير موضع الاحترام ممن يلب

  2. مراقب لما يجري....

    هذا ما قاله ملا بختيار أمس في إحتفالية كه لاويز في السليمانية عندما وجَه بعض خطابه إلى المالكي إذ قال: أنصح المالكي بعدم تهديدنا بدباباته لأنناأصحاب خبره طويلة في المقاومة أما أنت ومن يحيطون بك لا تملكون أية تجربة في هذا الميدان ..لاعاب حلقك فيما قلته لسا

  3. علاء البياتي

    كان قبل 2003 جيش اسمه جيش العراق اما اليوم فما موجود هو مليشيات ارهابيه مجرمة شكلها المحتل ..متى تفيقون من وهمكم المسمى صدام الظاهر ان الرجل حتى وهو في قبره يرهبكم الاعمال تقاس بخواتمها ..وها هي خاتمة اعملكم قتل وسلب وتهجير وتفرقه طائفيه وعرقيه وبلد كان م

  4. محمد ماهر

    مقالك هذا كله فقط لتشير الى قوات دجلة ومشكلة الاكراد معها يعني مو حبا بالجيش العراقي ولا بالعراق ولكن كرها بما يكره الاكراد الان .. نفاق !!

  5. كاروان

    مرحبا استاذ عدنان تحيتي وتقديري أرجو من لدن حضرتكم اراسل رقم الهاتف الشخصي لكم على ايميلي الشخصي وذلك بخصوص آليةالعمل وضرورة الاتصال معكم.. karwananwar@yahoo.com دمتم في خير كاروان أنور رئيس تحرير موقع بوك ميديا سكرتير فرع السليمانية لنقابة صحفيي كوردستان

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

العمودالثامن: كيف ننجو؟

 علي حسين عام 1965 قرر رئيس وزراء ماليزيا آنذاك، تونكو عبد الرحمن، أن يطرد سنغافورة من الاتحاد الماليزي، في ذلك الوقت سأل أحد الصحفيين رئيس وزراء سنغافورة ماذا سيفعل؟ كانت الجزيرة بلا موارد...
علي حسين

باليت المدى: بين الحقيقة والخيال

 ستار كاووش خرجتُ من متحف لام وأنا مُحَمَّلٌ بفتنة الأعمال الفنية والابتكارات المختلفة التي ملأت صالات العرض. وما أن وضعتُ قدمي خارج الباب الزجاجي للمتحف، حتى إنعكس لون الحديقة الأخضر على وجهي. حديقة...
ستار كاووش

الزوجَة الطِفلَة بين التراجيديَّة والكوميديَّة الفقهيَّة

د. لؤي خزعل جبر مِن علاماتِ شعبويَّة ووهميَّة الجدل بين المُنتقدين والمؤيدين للتقنين الفقهي الشيعي ما يسود بخصوص معقوليَّة زواج المرأة بعمر التاسِعَة، إذ يرى المُنتقدون إنَّ المرأة في التاسعة طِفلَة، ويقبُح تزويجُ الطِفلَة،...
د. لؤي خزعل جبر

أكثر من حرب على صوت المرأة

حازم صاغية حينما يوصف أحدهم بأنّه "مسموع الصوت"، يكون المقصود أنّه مؤثّر أو نافذ. فالصوت أداة قوّة وتمكين، ولأنّه كذلك كان مَن يطالب أو يحتجّ "يرفع صوته"، فحين لا يُلبّى طلبه يرفعه أكثر إلى...
حازم صاغية
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram