اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض ..دكان المضمد

كلام ابيض ..دكان المضمد

نشر في: 21 يونيو, 2010: 06:05 م

 جلال حسن مؤشر خطير في الوعي الصحي، ان يتحول دكان المضمد الى عيادة طبية لتشخيص جميع الأمراض وإعطاء العلاج وصرف الدواء. عشرات المرضى ينتظرون دورهم في الفحص أمام دكاكين صغيرة لا تتعدى مساحتها ثمانية أمتار او بعض زوايا العمارات وتحديدا مساحة أسفل الدرج بيافطات كبيرة.
بعض من المضمدين استأجروا محال ، وقسموا الجزء الخلفي الى مكان فحص المريض بسرير طبي وجهاز فحص الضغط وسماعة طبية متدلية على صدر المعالج ( المضمد) وصورتين كبيرتين الأولى وسيلة تعليمية لجسم الإنسان بهيكله العظمي، والأخرى للطبيب ابن سينا يفحص مريضا ،وزادوها بآيات قرآنية وأدعية دينية كثيرة.اما القسم الآخر من المحل فتحول الى صيدلية عامرة بكافة أنواع الأدوية المحظورة والعامة وبأسعار رخيصة جدا ، طالما تباع هذه الأدوية غير المرخصة من التي لا يعرف منشأها جملة في الأسواق الشعبية، وبعض الأدوية  تسرب من المستشفيات.من أصعب الكليات دراسة بالمنهج النظري والعملي  وجهدا لا تكفيه ساعات اليوم  وبست سنوات متواصلة ، هي كلية الطب، هذه الكلية العريقة لا تمنح شهادتها الا بامتحانات عسيرة واختبارات صعبة، لا تسمح بأدنى خطأ ولا تمنح شهادة ممارسة المهنة الا بعد خدمة تبدأ من القرى والأرياف  لمدة سنتين، وصولاً الى مستشفيات المحافظات، ليس لانها مهنة تتعلق بأرواح وحياة الناس، بل تقع على عاتق الطبيب مسؤوليات  كثيرة لا تقبل التهاون، الطبيب وحده  يعرف النتائج ويقدرها جيدا ويعتمد تشخيصه على قاعدة تستند على العلم والتجربة والخبرة الطويلة والإدراك المهني ،ومعرفة أصول القوانين، لذلك يتجنب أي خطأ لانه يدرك سلفا ان آثاره باهظة الثمن وهي الحياة.مهما بلغت خبرة المضمد فإنها لا تتجاوز زرق الإبر والتضميد وإعطاء المغذي وقياس الضغط ولكن ليس في كل الحالات وحسب حالة المريض وحتى خياطة الجروح البسيطة، جميع هذه الاعمال وغيرها يجري تحت إشراف الطبيب المختص، من اجل تجنب أي خطأ لان النتائج تكون وخيمة طالما الأمر يخص حياة إنسان.ان إعطاء الدواء لأي مريض بناء على نظرية هذا الدواء (يشتغل) بعد ان يحدد المضمد مرض المراجع  وعلى طريقة توفر ما موجود في صيدليته، ما  ينذر بمشاكل طبية قد تكون مميتة وتسبب مضاعفات كبيرة  لان جميع الأدوية وتحديدات المضادات الحيوية لها آثار جانبية يعرفها الطبيب والصيدلي المختص فقط.ان انتشار ظاهرة المضمد العام في الأحياء الشعبية تحتاج الى حل موضوعي من قبل وزارة الصحة  التي لا بد ان تمارس دورها كجهة رقابية أمام فتح محال غير مجازة، وتفعيل دور الوعي عند المواطنين  في برامج  صحية مكثفة للحد من استشراء هذه الظاهرة المتخلفة.rnjalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram