محمد حمدي
أخيراً، وبعد سنوات طوال حلمتْ بها جماهير النوارس "الزوراء" باستعادة بيتهم البغدادي الأثير، يعود اليهم ملعبهم بحلّة جديدة جميلة مُزداناً بأحدث تقنيّات الملاعب التي توازي اسم الزوراء الكبير وجماهيره الرائعة الواسعة التي ستهتف لهم من القلب بتعداد ستة عشر ألف مشاهداً كنّا نمنّي النفس أن يكون العدد ضعف هذا الرقم.
للضرورة أحكام كما يقال، فليس كلّ شيء بالمُستطاع، وكان الحل الأمثل مع الشروع في البناء قبل نحو عشر سنوات أن يكون الاختيار لأرض بديلة عن الموقع الحالي في منطقة الرحمانيّة وسط بغداد الكرخ، إذ لا يمكن التمدّد في المساحة المحدّدة على الاطلاق، وكان الإصرار شامل من جميع الاطراف التي تتعلّق بالنادي أن لا يُنقل الى موقع بديل كاطراف العاصمة بغداد مثلاً حتى وإن كانت السعة الافتراضية للموقع البديل ثلاثين ألف متفرّج، وهذا أحد الأخطاء الذي كان من المفترض أن لا نقع بها ابداً، ولكن إنتهى وقت النقاش مع وصولنا الى هذه المرحلة.
ومن المفترض أن تتضمّن النسخة الخاصّة بالمجمّع الرياضي الاتفاق مع الشركة الإيرانية على إنشاء المجمّع الجديد للنادي الذي يحتوي على ملعب لكرة القدم بسعة 16 ألف متفرّج وبمساحة 23 ألف متر مربع، وقاعة رياضية بمساحة 2600 متر مربّع، ومسبح ترفيهي وفندق لإقامة الرياضيين، إضافة إلى مرافق أخرى إداريّة وخدميّة، ولكن الحديث سينصبُّ في الفترة الحالية باتجاه الملعب فقط مع احتماليّة استثمار المرافق الأخرى في فترة لاحقة.
مع كلّ ذلك سيكون من الجميل والمقبول به افتتاح الملعب على هذا النحو، والذي سيشهد اليوم الثلاثاء (15 شباط 2022) إقامة مباراة ضمن المرحلة الثانية من دوري الكرة الممتاز تجمع فريقي الزوراء والديوانية، ولكن والحديث يعود الى وزير الشباب والرياضة عدنان درجال وهو مسؤول الجهة صاحبة الامتياز في التنفيذ فإن الملعب سيخضع لمباراة تجريبية لأرض الملعب أو اختبار أوّلي يسبق الافتتاح الرسمي منتصف شهر آذار المقبل لإكمال جميع المتعلّقات الخاصّة بالتجهيز ومجاري المياه الثقيلة فضلاً عن الشكل الخارجي للملعب.
هنا يجب أن نشير الى ملاحظات غاية في الأهمية، سبق وأن تعرّضنا لها في افتتاح ملاعب البصرة الدولي وكربلاء الدولي والنجف والكوت وصولاً إلى ملعب المدينة، إذا ما جرى افتتاح ثلاثة منها على دفعتين بغية إكمال ما هو منقوص وضروري تجهيزه، وهي أنه لا نريد لملعب الزوراء الرياضي أن يمرّ بذات التجربة الصعبة على جماهيره التي تعدّ الساعات وليس الأيام لافتتاح هذا الصرح الرياضي، كما ولابد لنا من التذكير بوجوب أن يكون الموعد المُعلن هو أساسي بجميع الاحوال وغير خاضع للتغييرات وإلا ما الفائدة من إطلاقه أصلاً حتى وإن طال به الأمد، فالإعلان بصدق وبحدود مقبولة أفضل كثيراً من فقدان ثقة الجماهير بتعدّد المواعيد، حتى وإن كان سبب التأخير اطرافاً أخرى لأن المُهمّ هو أن يكون الملعب والصرح الرياضي يوم الافتتاح جاهزاً بأجمل حُلَّة لا تقبل الاقاويل والتشكيك أبداً، وعلينا التذكر بأن العالم سيراقبنا من خلال عدسات الإعلام، ويطّلع على كل شيء تفصيليّاً، وهو سلاح ذو حدّين قد يكون معنا أو ضدّنا!
الشيء الأخير الذي نريد الإشارة اليه، وهو من شقّين، يتعلّق الأول بجماهير الكرة الزورائية التي يقترن الملعب باسم فريقها الأصيل هو ضرورة الحفاظ على الملعب بأقصى درجات الحرص والمتابعة والعمل الطوعي إن لزم الأمر للإدامة والرعاية، والتذكير الأخير لإعلامنا الرياضي الذي مازالت تغطياته خجولة لولادة هذا الصرح الجميل في بغداد الحبيبة!