اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: التربية والتعتيم

العمود الثامن: التربية والتعتيم

نشر في: 15 فبراير, 2022: 12:11 ص

 علي حسين

في كل عام تتآمر علينا "الإمبريالية" اللعينة وتضع العراق في مؤخرة الدول التي في مجال التعليم والتربية، لكنها هذا العام تمادت أكثر وكشرت عن أنيابها الاستعمارية فأخرجتنا ومعنا القوى الكبرى "اليمن والسودان والصومال" من قائمة جودة التعليم التي يضعها مؤشر دافوس ،

وهذه المؤامرات هدفها بالتاكيد الاستهانة بجهود كوكبة من العلماء على رأسهم خضير الخزاعي وعلي الأديب والعلامة عبد ذياب العجيلي ولا ننسى بالتأكيد "أبو القنبلة النووية العراقية" حسين الشهرستاني، ومهندس الطفر على الكراسي قصي السهيل، فبجهودهم استطعنا أن "نرفس" التصنيفات الدولية، فنحن أمة علمت العالم الكتابة والقوانين، واليوم تعلم البشرية كيف يصبح السياسي مليونيراً في سبع دقائق.

عام 1892 كتب القاص الروسي تشيخوف وصفاً لرجل التعليم قال فيه: "أن يكون مثقفاً وفناناً وإنساناً مغرماً بعمله، أما المشرفون على التعليم عندنا فهم بسطاء سذج، أنصاف متعلمين. يجب أن يحتل التعليم المركز الأول وأن يكون متاحاً للجميع". توفي تشيخوف قبل أكثر من مئة عام ويبدو حديثه هذا معاصراً تماماً لما نعيشه اليوم في العراق، وكلماته هذه تليق أن توضع في واجهة أية مدرسة في العراق، أحلام تشيخوف هي أحلام المخلصين لبناء بلدانهم وهي نفس أحلام الشيخ محمد رضا الشبيبي الذي كان مسؤولاً عن التعليم في العهد الملكي لمرات عدة من عام 1924 إلى عام 1948 نراه يكتب في رسالة يوجهها للملك فيصل الأول حول فهمه لدور التربية والتعليم في المجتمع: "الفقر والجهل من أشدّ الأمراض الاجتماعية ألماً وأكثرها " اليوم يطرح السؤال بوضوح كيف يمكننا تطبيق هذه الأحلام في العراق، ونحن نجد أن بعض القائمين على شؤون التربية والتعليم، تداخلت عندهم السياسة مع ألعاب الفساد مع المحاصصة مع زمرة المنتفعين في أن يتولوا مناصب مهمة في هذا القطاع لتكون النتيجة واضحة؟ لا أمل على الإطلاق في محاولة إصلاح النظام التعليمي. بعد سنوات من نهاية النظام الدكتاتوري، نجد أن القائمين على أمور البلاد، ينظرون إلى التربية والتعليم باعتبارهما كماليات، زائدة عن الحاجة، لا يشغلهم التدهور الذي أصاب هذا القطاع، بل أن وزارة التربية عانت ما عانت بسبب اختيار أشخاص لا يمتون بصلة إلى قطاع التربية والتعليم، فتحولت الوزارة العريقة في النهاية إلى حقل تجارب يسعى من خلالها صاحب المنصب إلى تنفيذ سياساته الخاصة ورؤاه الشخصية على قطاع حيوي في حياة الشعوب، ومن الغريب أن نجد اثنين من وزراء التربية في عراقنا الجديد، فلاح السوداني وخضير الخزاعي، كانا يستحرمان الفنون بل إن أحدهما طالب بإزالة التماثيل التي في واجهة معهد الفنون الجميلة كي يستطيع زيارته. أخطاء تكاثرت حتى أصبحنا لا نفرق بين التربية باعتبارها منهجاً في تنشئة الأجيال وبين الأجندات الحزبية التي تريد أن تحول هذا القطاع إلى ساحة صراع طائفي وانتهازي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram