TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تركيا.. لاعباً رئيسياً فـي المنطقة

تركيا.. لاعباً رئيسياً فـي المنطقة

نشر في: 22 يونيو, 2010: 04:33 م

حسين عبد الرازق أصبحت تركيا لدى الشارع المصري والعربي دولة صديقة تحظى بتقدير وإعجاب الناس العاديين والأحزاب والقوى السياسية الوطنية، واحتل رئيس وزرائها (رجب طيب أردوغان) مكانة عالية في نفوس الجماهير العربية، وشبهه البعض - تجاوزا -
بجمال عبدالناصر ومكانته ودوره القيادي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وبلغ هذا التقدير والترحيب بالدور التركي في المنطقة ذروته عقب عملية القرصنة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية ضد سفن (قافلة الحرية) التي تحركت لكسر الحصار على غزة، وقتل الإسرائيليين تسعة من النشطاء والمتضامنين الأتراك مع الشعب الفلسطيني في غزة كانوا على ظهر السفينة (مرمرة).كان رد الفعل التركي على العدوان الوحشي الإسرائيلي قويا ومؤثرا، بدأ باستدعاء السفير التركي في تل أبيب وإلغاء الحكومة التركية (حكومة حزب العدالة والتنمية) ثلاث مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل كانت مقررة من قبل، وإلغاء صفقة عسكرية خاصة بشراء طائرات استطلاع إسرائيلية بقيمة 180 مليون دولار، وتعليق المحادثات الخاصة بمد خط أنابيب الغاز الطبيعي إلى إسرائيل والمعروف بمشروع (النهر الأزرق) الروسي التركي، ووصف أردوغان عملية القرصنة والقتل الإسرائيلية على (أسطول الحرية) بالجريمة وبأنها (عمل دنيء وغير مقبول) وأن عليها دفع ثمن ذلك، وأعلن (عبدالله جول) رئيس الجمهورية أن العلاقات التركية - الإسرائيلية (لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه).وامتد رد الفعل التركي إلي الولايات المتحدة حليف إسرائيل وحليف تركيا، فقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أثناء زيارته لواشنطن وقبل لقائه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إن تركيا أصيبت بخيبة أمل إزاء رد إدارة أوباما على الهجوم الإسرائيلي، و(نتوقع تضامنا كاملا معنا، ويجب ألا يكون هناك اختيار بين تركيا وإسرائيل، يجب أن يكون الاختيار بين الخطأ والصواب)، وكانت كلينتون قد أعلنت دعم بلادها إدانة الأمم المتحدة (للأعمال التي أدت إلى مأساة الهجوم الإسرائيلي علي الأسطول الإنساني) وقالت إن واشنطن تطالب إسرائيل بإلحاح بأن تسمح للأشخاص المعنيين بالاتصال بقنصلياتهم وللدول المعنية بأن تستعيد فورا قتلاها وجرحاها، كما أكدت أهمية (إجراء تحقيق سريع وحيادي وذي مصداقية وشفاف) في الهجوم!. ويثير الانتباه في الموقف التركي القوي أن الحكومة التركية (لم تلعب أي دور ملموس في تنظيم قافلة الحرية سواء التخطيط لمسيرتها أو الإشراف عليها، كانت الحملة - مثل سابقاتها - عملا قامت به مؤسسات عمل مدني وخيري في أوروبا وتركيا، وبانطلاق القافلة اقتصر دور الحكومة التركية على دعوة الحكومة الإسرائيلية للسماح لسفن القافلة بالوصول إلى قطاع غزة، لكن الهجوم الإسرائيلي المسلح علي السفينة التركية مرمرة.. هو الذي ولد رد الفعل التركي.. وبانطلاق حركة الاحتجاج الشعبي واسعة النطاق ضد إسرائيل في عدد من المدن التركية، أدركت حكومة العدالة والتنمية أن عليها أن ترتفع إلى مستوى الحدث، وأن الموقف يمكن أن يتحول من أزمة دبلوماسية كبيرة إلى فرصة سياسية أكبر) كما كتب مركز الجزيرة للدراسات، وتميز التحرك التركي باستهدافه عدة مجالات، فحرض على مخاطبة الرأي العام المحلي لتوضيح رؤية الحكومة وجهودها، والتحرك على المستوى الدولي في مجلس الأمن للحصول على موقف دولي ضد التصرف الإسرائيلي، والتحرك في اتجاه الإدارة الأمريكية، إضافة للضغط المباشر على إسرائيل ووضع شروط واضحة لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين تركز على رفع الحصار عن قطاع غزة، وتعويض الضحايا، وفتح تحقيق دولي شفاف في الحادث. ونخطئ إذا تصورنا أن توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل بدأ مع العدوان على (أسطول الحرية)، فرغم أن تركيا هي أول دولة إسلامية تعترف بدولة إسرائيل عام 1949 وتشكل مع إيران وإسرائيل (تحالف المحيط) فقد كانت القضية الفلسطينية سببا دائما للتوتر بين الجانبين، ففي عام 1967 احتجت تركيا بقوة على الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية (كامل فلسطيني).وفي عام 1980 أنزلت أنقرة علم الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية لديها ردا على قرار ضم القدس الشرقية واعتبار (القدس الموحدة) عاصمة أبدية لإسرائيل، وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر عام 2000 وصف الرئيس التركي السابق (أحمد نجدت سيزر) الأعمال الإسرائيلية بأنها (عنف واستفزاز) وفي عام 2002 وصف رئيس وزراء تركيا السابق بولنت أجاويد حملة الجيش الإسرائيلي على مخيم جنين المسماة حملة السور الواقي بأنها (إبادة للشعب الفلسطيني)، وفي يناير 2009 خلال مؤتمر (دافوس) عبر أردوغان عن غضبه بقوة ورفضه لما قاله الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تبريرا للعدوان على غزة في حملة (الرصاص المصهور) أواخر عام 2008، وانسحب من علي المنصة في مشهد لا ينسى، وتكررت المواقف المتوترة من احتجاج إسرائيل على إذاعة مسلسلات تركية تصور الاعتداء الوحشي للجنود الإسرائيليين على الفلسطينيين، وواقعة الكرسي المنخفض خلال استقبال سفير تركيا في تل أبيب بوزارة الخارجية (يناير 2010).. إلخ.وفي الفترة الأخيرة تجمع عديد من الأسباب لدى الطرفين لتزيد من حالة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram