الكتاب: الجنرال: شارل ديغول وفرنسا التي أنقذهاتأليف: جوناثن فينبيترجمة: ابتسام عبد الله كان عام 1940 مليئاً بالأحداث الدراماتيكية. فقد أصبح تشرشل رئيساً للوزارء، وأنقذ فيه الجيش البريطاني من دانكرك، وانتصرت بريطانيا في معركة بنفس الاسم- وبث جندي فرنسي عبر راديو لندن رسالة غيّرت التاريخ وأنقذت شرف وطنه.
بعناد مطلق، قاد ديغول جزءاً وافياً من الشعب الفرنسي من العار إلى النصر. وفي طريقه أغضب جميع حلفائه تقريباً. حدد درجة خاصة من الصداقة لستالين، ولكن ستالين عدّ فرق جيش فرنسا الحرة ووجدها دون المستوى المطلوب. أما روزفلت فوجده طموحاً ومدعياً وأوشك مرات عدة سحب تأييده له. وقد حجب عن ديغول الموعد الذي حدد لإنزال قولت الحلفاء على شواطئ نورماندي في فرنسا، حتى اللحظة الأخيرة، وكان لحلفائه خطة لتعيين أشخاص من قبلهم لإدارة فرنسا الحرة، في محاولة لإبعاد الحكومة التي كان ديغول قد شكلها في الجزائر، جانباً.وكان وينستون تشرشل باستمرار واعياً لاحتياجات أوروبا بعد الحرب، والحليف الأول شارل ديغول، ولكن العلاقة بين الرجلين تفتتت. وكان ديغول هو الذي صاغ هذه العبارة:" عليك إن تكون اشتراكياً للإيمان بالفضائل العسكرية للبريطانيين". وبالنسبة إليه، كان خطأ بريطانيا الأهم هو تبعيتها للولايات المتحدة الأمريكية. ولم يساوره الندم قط بعد استخدامه حق الفيتو ضد انضمام بريطانيا للاتحاد الأوروبي في أولى محاولاتها. وكانت في نظره حصان طروادة الأميركي في أوروبا.وفي فرنسا ما بعد الحرب، لم تكن الوطنية البسيطة كافية. وكان من المتوقع أن يوضح ديغول فلسفته السياسية، لكنه وجد ذلك أمراً صعباً. وكانت هناك صعوبة ما في تحديد ما يكرهه. وقد وجد إن الحزب الشيوعي الفرنسي خاضع لموسكو. وقد احتقر ديغول سياسيي الجمهورية الفرنسية الرابعة، الذين في نظره كانوا مسؤولين، إلى درجة كبيرة لانهيار 1940. وتطلع ديغول إلى نظام حكومة تكون حرة من المجريات السياسية القادمة والداخلة من الأمور الحياتية. كما انه فضل أوروبا التي تقوم كل الدول المتقدمة فيها بإنعاش تقاليدها.كان ديغول سيد فنون المناورات السياسية التي كان يكرهها في الآخرين. ويقدم المؤلف جوناثن فينبي تقريراً عن تحركات ديغول الجانبية، يوماً بيوم، في عام 1958. كانت الحكومات المتتالية قد فشلت مع مشكلة الجزائر وكان المناصرون المتطرفون لجزائر فرنسية يهددون الجمهورية. ولم يكن ديغول مستعداً لتحديد سياسته تجاه الجزائر، ومحتقراً محاولات الآخرين. أما الجنود الفرنسيون المستوطنون في الجزائر فكانوا يعتقدون انه يقف إلى جانبهم.وعندما عاد ديغول إلى السلطة، غدا مقتنعاً باستقال الجزائر. وخاطب الجماهير في الجزائر من الشرفة معلناً قراره. ذلك القرار الذي اضطرت بريطانيا فيما بعد لاتخاذه بالنسبة لحكومة إيان سمث. لقد فقدت الدولتان الكبيرتان مستعمراتهما. الأولى للجزائر والثانية لروديسيا. وبعد أعوام من ذلك تم انسحاب فرنسا من فيتنام أيضاً.ولم يفقد شارل ديغول كرامته وسيطرته على اللغة الفرنسية، ولكن طلاب عام 1968، هتفوا بلغة خارج نطاق فهمه. فغادر باريس إلى ألمانيا، وقد نجحت مناورته تلك، وبدأت التظاهرات تطالب بعودته. ولكن السحر كان قد خمد. ولتقدم السن ضريبته. ولم يعد بومبيدو قادراً على البقاء خلف الصفوف.rn عن/ الديلي تليغراف
ديغول قاد فرنسا من العار إلى النصر
نشر في: 22 يونيو, 2010: 04:55 م