صفاء العبد دومينيك يحصد ما زرعه .. او لنقل انه هو من جنى على نفسه تماما مثلما فعلت " براقش " التي تعرفونها جيدا ! اما الذي زرعه المدرب الفرنسي هذا فهي التقاطعات والخلافات بين لاعبيه وقبلها الحقد والكراهية والروح العنصرية التي جعلته يتعامل مع منتخب بلاده بطريقة لا تتفق أبداً مع الروح الرياضية ومع المبادئ التي تقوم عليها كرة القدم
بكل ما تزخر به من مفاهيم وقيم إنسانية رفيعة ربما يعرفها الفرنسيون أكثر من غيرهم .دومينيك هذا كان هو من اختار ان يجرد منتخب ( الديوك ) من عناصر قوته هذه المرة عندما قرر التخلي عن لاعبين مهمين قبل التوجه الى جنوب افريقيا ليس لسبب سوى لأنهم من أصول (عربية ) متناسياً إن (الأصول العربية) هذه كانت هي من صنعت للكرة الفرنسية اكبر أمجادها من خلال اللاعب الكبير ، الجزائري الأصل ، زين الدين زيدان الذي قاد الفرنسيين للفوز بكاس العالم لأول مرة في تاريخهم عام 1998 والظفر بكأس امم اوروبا ايضا بعد عامين ، وكاد يحقق لهم ما كان يبدو مستحيلا يوم استنجد به اتحاد الكرة الفرنسي في الوقت الصعب قبل ايام قليلة فقط من مونديال 2006 لينقذ المنتخب الأزرق من محنته وتذبذبه عندما أوصله الى نهائي تلك البطولة قبل ان يخسر فيه أمام إيطاليا بفارق ركلات الترجيح فقط . لا نتجنى على دومينيك هذا ، فلو كان الأمر يتعلق بلاعب واحد لقلنا انها قناعاته الفنية او حساباته التكتيكية التي يمكن ان تدفع به نحو تفضيل لاعب على آخر ، لكن الامر يتعلق باربعة لاعبين تخلى عنهم دفعة واحدة على الرغم من ان الجميع يتفقون على انهم جميعا ، او ثلاثة منهم على الأقل ، كان يمكن ان يشكلوا الركائز الأساسية للمنتخب المتوجه الى جنوب افريقيا . فهاهو زميله ومواطنه المدرب الشهير أرسن فينغر يقول بعظمة لسانه ان من الصعب جدا التخلي عن ( نجوم كبار) بمستوى مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة او صانع العاب الارسنال سمير نصري . وهذا هو مهاجم المنتخب الفرنسي فرانك ريبيري يعبر عن دهشته لـ(تغييب) لاعب مهم مثل بن زيمة بحيث وصف قرار إبعاده بـالمفاجئة المحزنة .وما قاله فينغر وريبيري قاله أيضاً العديد من المراقبين الذين وجدوا في قرار دومينيك انه القرار الذي يمكن ان (يذبح) الفرنسيين في مهمتهم المونديالية هذه ، وهو ما حدث فعلا بعد ان تجمد رصيدهم عقب جولتين عند نقطة وحيدة لا تغني ولا تسمن حيث تعادل المنتخب امام الاورغواي سلباً في مباراته الاولى بعد عرض متواضع ثم تعرض لإذلال قاسٍ عندما خسر مباراته الثانية أمام المكسيك بهدفين دون رد لتصبح مهمته خارج إرادته وفي غاية التعقيد والصعوبة قبل خوض مباراته الثالثة أمس أمام جنوب أفريقيا. نقول: ان دومينيك لم يكن قد أضر بمنتخب بلاده فقط بسبب من تصرفه (العنصري) هذا وإنما هو حكم على نفسه بالإخفاق والفشل والسقوط أيضاً، لأنه اختار اللامنطق عندما فرّط بلاعبين كبار كان يمكن ان يصنعوا للكرة الفرنسية مجداً جديداً مثلما فعل زيدان .. فلاعب ريال مدريد كريم بن زيمة ، الجزائري الأصل ، مهاجم من طراز فريد وهداف متميز شبهه الكثيرون بالبرازيلي رونالدو أيام مجده ..وصانع العاب الارسنال سمير نصري ، ذو الأصل الجزائري ايضا ، هو خليفة زيدان بشهادة كل من يعرفه ، فهو يضاهيه مهارة وقدرة وإبداعاً بعد ان أصبح احد ابرز لاعبي وسط فرنسا في الوقت الحاضر .. اما الجناح الايسر حاتم بن عرفة ، ذو الأصل التونسي، فيكفي ان نشير الى ان قيمة عقده مع مرسيليا وصلت الى (12) مليون يورو ، في حين ان عادل رامي ذا الأصل المغربي هو النجم الصاعد بسرعة الصاروخ وفقا لآراء النقاد في أوروبا . ترى ، هل من تفسير منطقي ، غير الذي ذهبنا اليه ، في إبعاد مثل هذه النخبة من اللاعبين المهمين عن منتخب ذاهب الى كاس العالم ؟ الإجابة واضحة وضوح الشمس حتى وان جاءت مغلّفة بتبريرات او مسببات وربما اتهامات من تلك التي تهدف إلى تشويه او خدش صورة وسمعة هؤلاء اللاعبين مثلما فعلت هناك مؤخراً بعض الصحف الصفراء!
موندياليات.. على نفسه جنى "دومينيك" !
نشر في: 22 يونيو, 2010: 05:29 م