ذي قار / حسين العامل
تشهد محافظة ذي قار ومنذ عدة ايام تصاعداً في وتيرة العنف العشائري تجاه الشركات النفطية والسلم الاهلي اذ بلغ الامر حد اطلاق النار على العاملين في احد المشاريع النفطية ومصرع مهندس في موقع العمل اثر اعتراض العشائر على مرور انبوب نفطي في أراضيهم.
وفيما حذرت شركة نفط ذي قار من آثار التهديدات العشائرية على عمل الشركات الاجنبية، اعلنت مصادر امنية عن مقتل امرأة واصابة اشخاص آخرين في نزاعات عشائرية.
وتعرض فريق عمل من الكوادر الهندسية العاملة في شركة المشاريع النفطية الى اطلاق نار من مسلحين قتل على اثره المهندس (أحمد علي الزيدي) فيما اقدم المئات من ابناء العشائر على اغلاق حقل الناصرية النفطي للمطالبة بالتعيينات، في حين اطلق مجهولون النار على احد ممثلي ابناء العشائر المطالبين بالتعيينات واصابوه بجروح خطيرة.
وقال مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العميد الحقوقي فؤاد كريم لـ(المدى) إن "القوات الامنية القت القبض على قاتل المهندس (أحمد علي الزيدي) واعترف اثناء التحقيق بالجريمة"، مبينا ان "الجاني اقر بانه سبق وان قام بمنع فريق العمل في الشركة النفطية من العمل على الارض التي يدعي امتلاكها"، مؤكدا في الوقت ذاته إصابة منذر البدري وهو أحد ممثلي ابناء العشائر المعتصمين أمام حقل الناصرية النفطي برصاص مجهولين.
وازاء ذلك نظم موظفو شرطة نفط ذي قار وقفة احتجاجية تستنكر جريمة القتل التي راح ضحيتها احد زملائهم، مطالبين القوات الامنية بتوفير المزيد من الحماية للعاملين في المنشآت النفطية.
وكان المئات من ابناء العشائر الساكنين في منطقة الكطيعة المحيطة بحقل الناصرية النفطي قد اعلنوا الاعتصام منذ عدة ايام امام الحقل المذكور للمطالبة بالتعيينات.
من جانبها، اصدرت شركة نفط ذي قار بيانا ادانت فيه اعمال العنف التي تستهدف ملاكاتها ومنشآتها النفطية جاء فيه ان "شركة نفط ذي قار تستنكر بأشد لغة للاستنكار والشجب، العمل الإجرامي الخطير الذي طال أحد الكوادر الهندسية العاملة في شركة المشاريع النفطية"، واضاف ان "هذه الجريمة النكراء تأتي ضمن سلسلة من الجرائم والممارسات اللا قانونية التي تواجهها الشركات الوطنية، ومنها شركتنا الفتية".
وتابع البيان ان "هناك مجاميع تتخذ ذريعة من المطالب الجهوية، وتقوم بالتحريض والشحن ضد المؤسسات الوطنية، وأصبحت هذه الأفعال تهدد حياة الكوادر الوطنية الهندسية والفنية التي كلفت الدولة كثيراً في سبيل أعدادها وتأهيلها"، منوهة الى ان "المجاميع المنفلتة تمارس هذه الأفعال الشنيعة والمدانة قانوناً وعرفاً بحقها". وحذرت شركة نفط ذي قار في بيانها الذي تابعته (المدى) "من مغبة استمرار هذه الأفعال على مستقبل الصناعة النفطية في ذي قار"، مشيرة الى ان "هذه الأفعال تسببت بمغادرة شركات اجنبية كبيرة للأسف كما حدث مع أهم الشركات النفطية الأمريكية التي علقت عملها في حقول ذي قار بسبب تكرار هذه الممارسات".
ويعزو احد العاملين في الشركات النفطية تكرار انسحاب الشركات النفطية الاجنبية من العراق الى عدة عوامل من بينها الابتزاز العشائري والمضايقات الناجمة عن سطوة وتمادي أبناء العشائر القريبة من الحقول النفطية والذين ما عادوا يكتفون بطلبات تعيين العمال بل اخذوا يطالبون حتى بتشغيل شركات ثانوية لا تمتلك الخبرة ويحاولون فرضها على إدارات الشركات النفطية، مبينا أن " العاملين الأجانب باتوا يخشون على حياتهم عند رفض بعض الطلبات غير المعقولة من قبل العشائر".
وتضم محافظة ذي قار العديد من الحقول النفطية من أبرزها حقل نفط الناصرية وهو الأكبر في المحافظة يأتي بعده من حيث الأهمية حقل نفط الغراف وحقل ابو عمود (الرافدين) وحقل صبه، كما أن هناك رقعة استكشافية تحمل الرقم 10 وهذه الرقعة مشتركة بين ذي قار والمثنى وقد أُحيلت في وقت سابق الى ائتلاف نفطي للاستكشاف مكون من شركتي لوك أويل وجابكس اليابانية.
ومن جانب اخر تسببت عدة نزاعات عشائرية شهدتها مناطق متفرقة من محافظة ذي قار مؤخرا بمقتل امرأة واصابة عدد اخر من المدنيين بجروح خطيرة.
وقال مصدر امني ان "نزاعاً عشائرياً اندلع بين عشيرتي الهصاصرة وآل بحمودي في قضاء سيد دخيل (20 كم شرق الناصرية) اثر خلاف على ارض زراعية واسفر عن مقتل امرأة".
ومن جانبه اشار مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار الى ان "قيادة شرطة ذي قار دفعت بتعزيزات امنية لموقع النزاع العشائري وقامت بنشر قوات للفصل بين الجانبين"، مؤكدا ان "التعزيزات شملت ايضا المنشآت النفطية التي تشهد توترا ومطالبات بالتعيين وذلك لدعم شرطة حماية المنشآت النفطية".
وكان مسؤول أمني في قيادة شرطة ذي قار، كشف يوم (26 آذار 2021) عن أن 5 الى 10 نزاعات عشائرية تحدث شهرياً في المحافظة، فيما معظم ضحاياها من النساء والأطفال. يشار الى ان الحكومة المحلية في ذي قار حذرت يوم (23 آذار 2019) من الاستهداف المتكرر للشركات النفطية الاجنبية العاملة في الحقول النفطية، فيما كشف مراقبون عن تورط بعض الشركات المتنافسة والعشائر بابتزاز الشركات النفطية لغرض الحصول على عقود عمل وأتاوات وفرص للتعيين، منوهين الى أن بعض الاحزاب تحصل على منافعها من خلال السلطة أو اللجان الاقتصادية أو من خلال شركات كبيرة تعمل بعقود ثانوية مع الشركات النفطية الرئيسة.
وكانت النائبة عن حركة امتداد نيسان عبد الرضا الصالحي قد اكدت يوم الجمعة (18 شباط 2022) تعرض منزلها لاستهداف بعبوة ناسفة ما اسفر عن خسائر مادية طفيفة دون تسجيل اصابات بشرية.