TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: الماردان .. وأولاد الحرمان!

مصارحة حرة: الماردان .. وأولاد الحرمان!

نشر في: 22 يونيو, 2010: 05:48 م

 اياد الصالحيلم يكن اكثر المتشائمين بإمكانية حدوث مفاجآت في مونديال جنوب أفريقيا توقعاً بما آل اليه موقفا انكلترا وألمانيا في الدور الأول من المنافسة التي شارفت على طي مبارياتها وإعلان اسماء المنتخبات المؤهلة الى دور الستة عشر الذي ستدور رحى طواحينه يوم السبت السادس والعشرين من الشهر الجاري .
فالماردان الانكليزي والالماني بالرغم من الهالة الاعلامية التي احاطتهما صحف بلديهما ودعم حشود الجماهير العابرة الى القارة الأفريقية بكل ما تعنيه الرحلة من مخاطرة مجنونة في بلد تمزقه سكاكين العصابات وسارقي المال وضعاف النفوس ممن يعانون الفاقة والعوز .. يقفان اليوم في مشهد مخجل أمام التاريخ وهما يتطلعان للفوز وليس سواه على الطامحين السلوفيني والغاني على التوالي لضمان الانتقال الى الدور التالي ومواصلة فرض المهابة التي تزعزعت بعد تعادل بطعم الخسارة لانكلترا امام الجزائر وخسارة موجعة في قلب (المانشافت) بطعنة صربية نجلاء !موقف كهذا يعيد حسابات المدربين غير المحظوظين بالمرة وهما كابيلو ولوف اللذان تنتظرهما الملايين من المتابعين والمهووسين بما تكنزه اجندتهما من اسرار كروية بأمل انجاز مهمة التأهل من دون مصاعب سيما انهما يعجان بنجوم ثرية بالخبرة والمجربة بتغيير اسوأ النتائج في البطولات العالمية والاوروبية الى مكاسب مفرحة بأجزاء الثواني ، في وقت لم يعد هناك أي مبرر لتعليقه على حبال الإقصاء في حال تعرضهما الى نتيجتين موجعتين امام بطلي المجموعتين سلوفينيا وغانا حتى ساعة اللقاءين الحاسمين.ان اهم ما يميز طبيعة المباراتين المشوقتين هذا اليوم ان نجوم الفرقتين الانكليزية والالمانية نالوا نصيباً من التقريع الإعلامي والجماهيري بما يكفي الى الدرجة التي كشف نجم الألمان في جميع الأزمان رومنيغيه عن عدم رضاه عما قدمه منتخب بلاده حتى الآن بالرغم من فوزه العريض على كوريا الجنوبية بالأربعة في مستهل مشواره المونديالي ، وعزا ذلك ان هذه التوليفة التي يقودها لوف مطالبة بتعويض أخفاقيّ كاس العالم 2006 ويورو 2008 قبل وداع العام الحالي حيث يشكل انجاز المونديال الأفريقي محطة مهمة للألمان بعد ان قدمت كرتهم نجوما كباراً شغلوا العالم في ارجاء الأندية العملاقة التي تنتظر هي الأخرى بعين الرجاء لان يقف ممثلوها على منصات التتويج مهما كانت جنسيتهم ، ففي ذلك نصر كبير لأنديتهم لا يقل عن تفاخر أوطانهم بهم.والأمر موصول الى منتخب انكلترا الذي تعد مشاركته الحالية الاسوأ على الاطلاق في تاريخ المونديالات السابقة بعد ان وجد المدرب الايطالي كابيلو نفسه محاصراً بمخطط تمرّد لم تألفة تشكيلات انكلترا على مرّ السنين الماضية ما خلف اسئلة كثيرة ربما تفجر اجابات ساخنة وفاضحة عن دور من رسم خطة التآمر على المدرب العجوز إذا لم يتمكن رفاق روني من انتزاع تذكرة التأهل الى الدور المقبل عندها سيعرف كابيلو وكل من تورط سابقا في رمي نفسه من قمة ساعة ( بيغ بن) أي غلطة اقترفوها في مهمتهم التدريبية ؟ّ!واسجل هنا إعجابي الشديد بأسود غانا الذين وقفوا ( اسوداً بحق) على ارض المونديال التاسع عشر ولقنوا كل من جاء ليتعلم الخطط والدهاء من أفانين البطولة درساً بليغا بان الكرة الأفريقية المكبلة باقتصاد متقهقر وبنى تحتية متصدعة وشباب لا يتمتع بأجواء الإعداد والتحضير السليمين كالتي تعيشها المانيا وأنديتها المزدهرة بالمنشآت الحديثة والمال الوفير والمعسكرات النموذجية ، كل ذلك لم يمنع احد عشر اسداً من افتراس الخصوم واعلان أحقيتهم في بلوغ المرحلة الجديدة من الصراع تشريفا لأفقر قارة تتسم بالتحدي والأمل وعدم الركون على ضفاف اليأس والحرمان.Ey_salhi@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram