TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودسلاما ياعراق عدد(2617)

عمودسلاما ياعراق عدد(2617)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 05:49 م

عرفته من مشيته
 هاشم العقابي
كنت محظوظا بعض الشيء قبل ليلة البارحة. لا تذهبوا بعيدا فتتصورن أني فزت بجائزة كبرى. حظوظ العراقيين صارت مثل طموحاتهم التي هانت حتى لأدنى طماح غير مضمون.
القصة وما فيها اني كنت في النادي اليوناني الصغير الذي يقع في شارع عماد الدين بالقاهرة. كنت لوحدي "احتسي" ترافقني "النوت بوك" أتصفح بها مواقع الانترنت. وهناك دخل مثقف مصري اكن له احتراما كبيرا فصار جليسي. تركت المناجاة مع الانترنت اذ لا يصح ان يتناجى اثنان دون الثالث.
اقل من نصف ساعة مرت، وإذا بعراقيين قد دخلا. أحدهما من اهل كار "الثقافة"، والآخر حدست  من "مشيته" انه ذو منصب حكومي وقد جاء من العراق في مهمة "ايفادية". قلت بداخلي "صاحت الفرسان طب طاعونها". وبعد أن سلما وجلسا معنا اكتشفت ان حدسي كان صحيحا. لم يخف الضيف الحكومي انه يعرفني لكنه بالمقابل لم يخف أيضا عدم ارتياحه لرؤيتي. ومن دون أن اطيل عليكم، كان الأخ منزعجا مني لاني أنقد المالكي وأترك علاوي او البارزاني أو نيجرفان، حسب قوله. سانده صاحبي في "الكار" مضيفا من خياله انه نصحني بذلك كثيرا فلم استجب.  وصار يمتدح المالكي بطريقة لا تخلو من تشكيك بنا، نحن الذين نكتب في "المدى". انها الاسطوانة ذاتها التي ليس عند المدافعين عن المالكي غيرها. حاولت باختصار ان أوضح له بان لكل كاتب "كعبته" الخاصة يمّم وجهه صوبها حين يكتب. وانا "كعبتي" بغداد. أولوياتي هي الآن مدننا البائسة وناسها المغلبون على أمرهم والمضحوك عليهم باسم الحرص علي بيضة الدين او المذهب. عدا ذلك فأهل كل "مكة"، عربا كانوا او اكرادا او فرسا او أتراكا، أدرى بشعابها.  فلو زار المالكي الف دولة عظمى وظهر في الف برنامج وقال ما قال عن نفسه، فلا يهمني ذلك ما دامت "زنوبة تبيع كلينكس بالشوارع وحمودي يبيع علاليك"، و "حسنة" تغبّش للمسطر بالعمارة تنافس الرجال العاطلين والباحثين عن فرصة عمل شأنها شأن الف "حسنة" أخرى في الكاظمية وكربلاء والثورة والناصرية والبصرة وغيرها. سأظل أنقده ما دام الشعب بلا كهرباء والإرهابيون يسرحون ويمرحون بالبلاد ويستطيعون الخروج من السجن متى شاءوا. سابقي هكذا لأني أرى الأطفال تبحث عن قوتها في المزابل، ونصف شباب العراق ان لم يكن ثلاثة أرباعهم، بدون عمل. انقده لا دفاعا عن غيره. أما الأسماء، التي ظننت انك وغيرك ستحرجني او تحرج زملائي بالجريدة لأننا لا ننقدها، فأقول لك أعطني واحدا من الذين ذكرتهم بيده ميزانية البلد ويمتلك إصدار قرار حكومي لإنقاذ "زنوبة" و"حمودي" من الضياع. دلني عليه. وان ولم يفعل، فسترى ماذا نفعل به. ان المالكي يا "صاحبنا" هو الذي يقود السلطة التنفيذية وأخواتها، وتحت تصرفه أموال ميزانية تحلم بها الدول الكبرى. لكنه ارتضى لنفسه ومقربيه، ومن يدور في فلكه، عيشا كريما ومرفها تاركا العراق في أعلى قائمة أتعس البلدان في العالم، من حيث انعدام الأمن والخدمات وغياب فرص العمل مع غياب الحريات وحقوق الإنسان.
تنحنح ذو المنصب، بعد أن سحب أقسام لسانه صوب حنجرته بصعوبة، فنطق. نطق فورط نفسه مع المثقف المصري، وليس معي، هذه المرة. ربك ما يكطع كما يقولون.
للحكاية تتمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل

الداخلية: طرد أكثر من 4 آلاف منتسب وإحالة 15 ألف قضية إلى المحاكم

ائتلاف المالكي يحذر من عودة المفخخات والتهديدات الارهابية الى العراق

طقس صحو والحرارة تنخفض بعموم العراق

الفصائل تهدد "عين الأسد" بسبب احتمالات بقاء الأمريكيين فترة أطول في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: كشكش يك في مجلس النواب

العمود الثامن: تحت شعار: جئنا لنبقى!!

العمود الثامن: وزير يطارد المستقبل

المغاربة يتألقون وعيا في مدونتهم الاسرية

عاد ترمب… الرجاء ربط الأحزمة

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

 علي حسين عام 1965 قرر رئيس وزراء ماليزيا آنذاك، تونكو عبد الرحمن، أن يطرد سنغافورة من الاتحاد الماليزي، في ذلك الوقت سأل أحد الصحفيين رئيس وزراء سنغافورة ماذا سيفعل؟ كانت الجزيرة بلا موارد...
علي حسين

باليت المدى: البساط الأخضر

 ستار كاووش مضيتُ مبكراً نحو المحطة الرئيسية لمدينة فيينا، ساحباً حقيبتي خلفي ومتجهاً نحو القطار الذي سيقلني الى هولندا عِبرَ ألمانيا. وضعتُ الحقيبة الكبيرة في المكان المخصص للحقائب، وحملتُ الأخرى الصغيرة معي باحثاً...
ستار كاووش

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

طالب عبد العزيز لم يشهد العراق، ومنذ تأسيس الدولة العراقية في العام 1921 نهضة تجارية كالتي يشهدها الآن، ولم تزدهر اسواقه بالبضائع المستوردة وبكل أنواعها الضرورية والكمالية ومن المناشئ العالمية كالذي تعج وتضجُّ بها...
طالب عبد العزيز

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب..مبادرات آنية هامة لدرء المخاطر المحدقة

د.كاظم المقدادي (1-2)يتفق المحللون السياسيون والخبراء الستراتيجيون ان العراق ليس بمعزل عن تداعيات ما يجري في المنطقة، من حرب صهيونية أمريكية مسعورة، لفرض مشروع " شرق أوسط جديد" لتوسيع الهيمنة الأمريكية وإخضاع بقية دول...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram