بغداد/المدى يبدو ان الفرقاء السياسيين باتوا في موقف لا يحسدون عليه، ففيما المفاوضات تتعقد وتتشابك فرص الانفراج بشأن تشكيل الحكومة، يشهد الشارع العراقي غليانا بسبب الفراغ السياسي برز، في الآونة الاخيرة على شكل احتجاجات عنيفة بدأت بالمطالبة وربما لن تنتهي باستقالة وزير الكهرباء.
المهم في الامر ان القادة السياسيين امام مهمة شاقة وهي التوصل السريع الى حلول بشان ازمة الحكومة وتقديم التنازلات المتبادلة كما يقول اغلب المراقبين. وفيما تستمر الحوارات والمباحثات بين القوى السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية من اجل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، أبدى أعضاء في البرلمان الجديد تخوفهم من استمرار صراع الكتل السياسية على المناصب، الأمر الذي قد يمدد تشكيل الحكومة إلى بضعة أشهر أخرى وبشكل قد ينعكس سلبا على جميع مفاصل الدولة. وفي ظل غياب الدور الرقابي للبرلمان فان الحكومة قد تستغل ذلك وتعمل ما يحلو لها من دون أية محاسبة كما يرى النائب عن جبهة التوافق كمال الدليمي الذي أشار إلى أن هذا الأمر ظهر واضحا من خلال تراجع مستوى الخدمات في الآونة الأخيرة في عموم أنحاء البلاد، محذرا في الوقت ذاته من احتمال استمرار هذا التراجع وتزايده خلال الفترة المقبلة في حال تواصل غياب الدور الرقابي للبرلمان. وكانت بعض المحافظات شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات للمطالبة بتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وخاصة الطاقة الكهربائية التي تراجعت بشكل ملحوظ تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة في عموم أنحاء العراق، وسرعان ما تحولت هذه التظاهرات إلى أعمال شغب سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى في محافظة البصرة السبت الماضي. وفي هذا الإطار يرى عضو التحالف الوطني عباس البياتي أن الأوضاع الحالية في البلاد لا تحتمل تأجيل تشكيل الحكومة إلى فترة طويلة، داعيا جميع القوى السياسية إلى تجاوز خلافاتها والإسراع في تشكيل الحكومة. فيما يتوقع النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أن يتأخر تشكيل الحكومة العراقية المقبلة لفترة طويلة نتيجة عمق الخلافات بين القوى السياسية الفائزة في الانتخابات وتمسكها بمطالبها. وفي ظل هذه الاجواء، يبدو ان بعض السياسيين يرون في اجتماع عاجل لجميع الكتل السياسية حلا ناجعا لانهاء الازمة. وقالت مصادر مطلعة ان عقد جلسة للكتل الفائزة يمكن ان يسهم بشكل كبير في حلحلة الازمة الخاصة بتشكيل الحكومة من خلال الاتفاقات المشتركة والحوارات التي تجري فيها. واشارت تلك المصادر الى ان جلسة لجميع الكتل باتت امرا ضروريا وملحا لتسوية الخلافات وحل جميع النزاعات في ما يتعلق بالسلطات الثلاث وعدم البقاء على اللقاءات الجانبية التي لم تقدم اي شيء لحل الازمة. وتشهد الساحة السياسية حاليا حراكا واسعا، يتركز على تشكيل الحكومة، لاسيما بين الكتل الثلاث الفائزة، وهي العراقية التي حصلت على 91 مقعدا ومرشحها اياد علاوي، وائتلاف دولة القانون الذي حصل على 89 مقعدا ومرشحه نوري المالكي، بالاضافة الى الائتلاف الوطني الذي حصل على 70 مقعدا وابرز مرشحيه ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي.
مخاوف برلمانية من تأخر تشكيل الحكومة
نشر في: 22 يونيو, 2010: 07:28 م