ترجمة: عمار كاظم محمدكان العقيد جاسم الضابط الكبير في استخبارات محافظة نينوى يتفحص الوجوه بدقة خلال الاسبوع الماضي بينما كان يسير عبر ما يقول عنه رجال الشرطة انه، الحي الأكثر خطورة في هذه المدينة التي تعتبر من اكثر مدن العراق عنفا.
كان المكان خطرا جدا لذا قدم له زملاؤه الاسباب التي تدفعهم الى الاعتذار عن مرافقته لذلك المكان. احد الاعترافات الرئيسة كان ببساطه انه مخيف جدا لذلك اجبر العقيد على ان يذهب الى هناك برفقة 200 جندي وضباط شرطة آخرين الى ذلك الحي، الذي يدعى حي العامل و الذي تدعي قوات الأمن العراقية السيطرة عليه، لكن في الحقيقة، هذا الحي مسؤول عن تنفيذ العديد من حالات الاغتيال، بينما يحاول الجيش الامريكي استئصال ما تبقى من المتطرفين فيه قبل أن يقوم بخفض قواته من 90 ألف الى 50 ألف جندي بنهاية شهر آب من هذا العام. كانت زيارة العقيد جاسم تهدف الى اقناع مجاميع من السكان للتعاون مع الجيش العراقي الذي كان البعض من افراده يتعاملون بقسوة مع الناس في المنطقة حيث أنه اقترح عليهم ان السلطة الحكومية هي افضل لهم من الارهابيين الذين يختبئون هناك. يقول العقيد"انهم ليسوا فقط خارجين على القانون"فهو يؤكد انهم اكثر من مجرد كونهم خطرين. يقول عن البعض: انهم يقولون لأصحابهم عليكم ان تقتلوا الجنود والشرطة فهل تريد أن يقتل المزيد من الناس؟. كان العقيد يخفي عينيه وراء نظارته الشمسية لكنه لا يستطيع اخفاء هيئة الاحتقار التي تبدو على وجهه من جراء افعال اولئك المجرمين. ثم تقدم الى المجموعة الاخرى من الرجال حيث سار الجنود على جانبيه وامامه وخلفه وتم ايقاف الشرطة المسلحة والعربات العسكرية في كل زاوية في الحي وتم اقفال المدخل لمنع مرور السيارات فيه واغلق الشارع بالاسلاك الشائكة حيث القليل من الناس كان يجرؤ على الخروج من بيته. كان حي العامل معقلا لجماعة القاعدة في بلاد ما بين النهرين وهي مجموعة من الارهابيين وهو امر لايريد الحي المناقشة بشأنه، حيث كان السؤال عنهم يجاب بردود عصبية ومراوغة بسبب خوف البعض من التصريح باسمهم. خلال الاسابيع الماضية بدأت القوات الأمريكية بمحاولة قوية لاستئصال عمليات القاعدة في حي العامل، قبل ان تقوم القوات المقاتلة بالمغادرة هذا الشهر، وقال الجيش الأمريكي في بيان له: انه قام باعتقال الرجل المسؤول عن اغتيال قضاة عراقيين ومسؤولين في الشرطة وكان ايضا المسؤول عن التفجيرات ضد الشرطة والجيش العراقي ولم يتم الاعلان عن هوية هذا الارهابي. بعد عدة ايام تم اطلاق نار في حي مجاور على دورية للشرطة ادى الى مقتل اثنين من رجال الشرطة، وفي نفس اليوم نجا نائب المحافظ من انفجار على سيارته المدرعة،وفي اليوم الذي تلاه انفجرت قنبلة في سوق قرب حي العامل ادت الى مقتل شخصين وجرحت 27 آخرين. بعد بضعة ايام اعلنت القوات الامريكية القاء القبض على عضو كبير آخر من القاعدة مع عدة اشخاص آخرين، كانت هناك سيارات مفخخة يتم تفكيكها وأخرى تنفجر في كل يوم تقريبا.دورية العقيد جاسم شكلت مشكلة خاصة للناس في حي العامل حيث ان اخذ اي شخص الى مقر الجيش او الشرطة يعني أن الشخص قد غدا هدفا لجماعة القاعدة، اما الكلام مع الامريكان حتى ولو بكلمة"Hello"يمكن أن يعني الموت او التعرض للتعذيب. يقول المواطن ماجد رياض البالغ من العمر 40 عاما"ان لديهم الكثير من المساندين في هذا الحي لذا نشعر بالخوف، انها منطقة ساخنة"هذا المصطلح الذي غدا مرادفا لحي العامل. ومثل العديد يفرق احمد بين انواع العنف التي تحدث، فهناك ارهاب وهذا الارهاب لا يستهدف سوى المدنيين من السكان. مع قدوم الصباح كان حي العامل يعج بالجنود وضباط الشرطة وكان الناس ينظرون من خلال نوافذ دورهم مندهشين. قال البعض منهم: لقد كان هناك القليل من رجال الأمن حول المنطقة وهذا ما جعل من اعضاء القاعدة يتحركون بحرية في هذا المكان، حيث كانوا يبتزون اصحاب المحلات ويخيفون الناس الآخرين وتساءل احد السكان قائلا"ان الشرطة كانت تعرف ان هذه المنطقة خطرة فلماذا لم تتحرك اليها لتساعدنا؟". لكن محافظ نينوى اجاب: ان الامر كان معقدا فقوات الامن كانت تنتشر في كل مكان في الموصل، لكن توجد هناك مناطق غير آمنة، لذلك كان من السهل على ارهابيي القاعدة ان يقوموا ببعض الاعمال ومن ثم يختبئون بين السكان المدنيين في تلك المناطق مضيفا"ان مصطلح منطقة ساخنة لا يعني انه لايوجد رجال الجيش او الشرطة، فالحي تحت سيطرة الشرطة الاتحادية". لقد كانت القاعدة تعمل في حي العامل، اما لأن البعض من سكان الحي متعاطفون معهم او انهم خائفون منهم. لكن هناك الان 18 كتيبة من الجيش العراقي منسبة للعمل في الموصل بالاضافة الى مئات من ضباط الشرطة ونقاط التفتيش العراقية بالاضافة الى الدوريات التي تقوم بها القوات الامريكية. عن: نيويورك تايمز
منطقة ساخنة تعج بالجنود... وإطلاق سراح المعتقل مشكلة
نشر في: 22 يونيو, 2010: 07:30 م