د. صلاح كَرميانولد الشاعر الخالد كَوران في مدينة حلبجة عام 1904. توفي والده وهو في صباه قبل انهائه الدراسة الابتدائية حيث أضطر لتركها. لكنه عاود الدراسة في المدرسة العلمية بكركوك عام 1921. عمل معلما في أرياف كوردستان لفترة من الزمن.
نقل إلى دائرة النقل والمواصلات. سافر إلى فلسطين في أثناء الحرب العالمية الثانية ليعمل مديراً للقسم الكوردي في إذاعة الشرق الأدنى في مدينة يافا بترشيح من حزب (هيوا) الكوردي من (1942-1945) من خلال عمله في تلك الإذاعة كان كَوران يقوم بتحريض الجماهير الكوردية ضد النازية. وقد كرّس جل النشريات الإذاعية لتوعية الناس ضد خطر النازية بصورة خاصة وضد الإستعمار بشكل عام. مما ضايق الإنكََليز الذين أخذوا يسيئون التعامل معه. فاضطر الى ترك العمل والعودة إلى العراق، فأجبر على الإقامة في مدينة أربيل، وعمل في احد مكاتبها محاسباً حتى نهاية عام 1950. اعتقل مرات عديدة في الاعوام 1951، 1954 وظل بعد ذلك مراقباً من قبل السلطات، ثم اعتقل وسجن لمدة سنة واحدة بتهمة نشاطه مع مجموعة انصار السلام. واعتقل مرة أخرى إثر مشاركته في تظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وبقى متنقلا بين السجون لمدة ثلاث سنوات. فمن سجن السليمانية الى سجن كركوك ثم سجن الكوت وبعقوبة ونقرة السلمان والنفي إلى قضاء بدرة حتى قيام ثورة 14 تموز عام 1958. استعاد حريته بعد ثورة تموز و عمل مستخدماً في دائرة الإسكان في السليمانية. وأصبح مسؤولاً لتحرير مجلة ”به يان“ أي الشفق. طرد من عمله في دائرة الإسكان بحجة تغيبه عن الدوام، في حين انه كان في مشاركة فعالة في مؤتمر نقابة المعلمين الكورد في شقلاوة. ثم انتقل الى بغداد وتولى تحرير جريدة آزادي (الحرية) وعين محاضراً في قسم الأدب الكوردي - كلية الآداب (جامعة بغداد). أحدث كَوران ثورة في الشعر الكوردي المعاصر، مثله مثل الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب والمناضل التركي الشاعر ناظم حكمت. لكنه وفي ذروة تألقه الادبي وابداعه الفني أصيب بسرطان المعدة وعلى اثرها اجريت له عملية جراحية في عام 1961. سافر بعدها إلى الاتحاد السوفيتي السابق للعلاج ولكنه رجع إلى وطنه دون أمل في الشفاء وهو يكابد معاناته ورحل إلى عالم الخلود يوم 18 / 11 / 1962.لكَوران عدة مجموعات شعرية أهمها : (به هشت و يادكَار) أي الفردوس والذكرى. (فرميسك و هونه ر) أي دموع و فن. (لاوك و به يام) أي الموال والخطاب. (سروشت و ده رون) أي الطبيعة وأعماق النفس. وله ترجمات من الأدب العالمي.قد لا يكون في الطينما يُغوي البذرةَ على الإنفلاق...ولا في النهرِما يُغري المحّارَةَ بمغازلةِ الساحل...ولكنْ حتماً، هنالك محراثٌقادر على عقد الأُلفة بين الطين والنهر..وبين المحّارةِ والبذرةِمثلما يعقد العشقُ الإلفةَ بين القلب والقلبومثلما تعقد قمصانُ الشغيلةِالالفةَ بين زرقة النهرِواخضرارِ الحقول...ليقوم حبلٌ من المسّراتِيمتدُّ من قمة جبل (بيره مكرون)الى آخرِ نخلةٍ في (جيكور)ننشر عليه راياتِ أعيادنامُرددين أناشيد (عبدالله كوران)وترانيم (بدر شاكر السياب) كان ذلك مقطعا من قصيدة بعنوان (إمتلاء) للشاعر يحيى السماوي، ارتأيت أن استهل الحديث عن حياة شاعرنا الخالد كَوران الذي فاق شهرته الوسط الثقافي والجماهيري الكوردي، وعن مدرسته الشعرية وتجربته الريادية في المجالات الادبية والثقافية الاخرى. لم يكن كَوران شاعراً مبدعاً ومثقفاً واعياً فحسب بل كان في نفس الوقت صحافياً ناجحاً وكاتباً مسرحياً بارعاً ومترجماً لروائع شعراء كبار، حيث كان يجيد عدة لغات: كالعربية والفارسية والتركية والانكَليزية.تميزت حياة الشاعر كَوران بالبؤس والحرمان. فقد عاش طفولة بائسة بعد رحيل والده، حيث اضطر الى ترك الدراسة والرحيل من بلدته حلبجة. وانتقل الى كركوك بمساعدة أخيه الاكبر ليدخل المدرسة العلمية فيها. ولكنه اضطر الى ترك الدراسة ثانية بعد اغتيال اخيه الذي كان يعيلهم، للبحث عن العمل لمواجهة صعوبات المعيشة ورعاية أمه. ولكن رغم تلك الظروف الصعبة التي واجهها في مسيرة حياته، الاّ ان كَوران تصدى لها بشجاعته وقدرته وتفاؤله بالمستقبل واعتبرها تحدياً كبيراً وامتحاناً لارادته واستمر في تحديه بمواصلته الدراسة والعمل وتحقيق ذاته. وبعد خوضه لتلك التجارب المريرة، واكتسابه لخبرات متعددة في اثناء عمله معلما في الريف الكوردستاني لاكثر من عشر سنوات، وتفاعله مع الناس والطبيعة الخلابة، ومن ثم انتقاله للعمل في بعض الدوائر الرسمية. انتسب للعمل وكما أسلفت، للع
عبد اللـه كوران.. شاعر الانسانية والمحبة والجمال
نشر في: 23 يونيو, 2010: 04:34 م