اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > عبد اللـه كوران ينشد:يا أخي العربي ..قد جرعنا المرارة من كأس واحدة

عبد اللـه كوران ينشد:يا أخي العربي ..قد جرعنا المرارة من كأس واحدة

نشر في: 23 يونيو, 2010: 04:41 م

عبدالله الخطيبأقام يوماً (تيمورلنك) إحتفالاً في وادي (كانيجولا) الأخضر المزهر، بأبهة تفوق كل وصف، وكان الشاعر السمرقندي (ماني) أحد الحضور، وكان أدناهم الى مجلس تيمورلنك. سأل تيمورلنك بعدما لعبت برأسه الخمرة... يا كرماني، بكم تشتريني لو عرضت في سوق البيع؟
فأجاب الشاعر قائلاً، بخمسة وعشرين ديناراً.قال تيمور: بخمسة وعشرين ديناراً؟ وإستطرد تيمورلنك في كثير من الدهشة: - ولكن حزامي وحده يساوي هذه القيمة.فأجاب كرمانيإنما كنت افكر بحزامك وحده، لأنك انت نفسك لا تساوي فلساً واحداً.هكذا، خاطب الشاعر ملك الملوك، رجل الهول والشر تيمورلنك دون خوف، فليرفع مجد الشاعر، صديق الحق، فوق مجد تيمورلنك، ولنسبح بحمد الشعراء الذين لا يعرفون غير كلمة الحق الجميلة التي لا تهاب الجبروت والتوحش.(مقتبس عن مكسيم غوركي، حكايات من إيطاليا.)وشاعرنا العراقي الكردي من هذا الرعيل من الشعراء الخالدين.عبدالله بن سليمان بن عبدالله، ولد في حلبجة 1903، في تلك المدينة العروس التي أحرقها رجل الشر بالغازات المحرقة والسامة. و(كوران) إسم قبائل من الحضر كانوا على خصام تقليدي مع عشيرة الجاف الكردية، وما ذلك إلا بارقة وعي في ذهن الشاعر الشاب ومقت للروح العشائرية والتقليدية البالية والخصام العشائري.أكمل عبدالله كوران دراسته الإبتدائية في حلبجة، في المدرسة التي افتتحت في العهد التركي. وكان لطبيعة مدينة حلبجة التي تفاعل مع جمالها عبدالله كوران في طفولته الأولى الأثر الكبير في خلق الأحاسيس الرومانتيكية المرهفة من حب للطبيعة، وإحتواء جمالها الرائع والإندماج بها، فأصبح يحب بهجة الحياة على الرغم من البؤس واليتم المبكر الذي عاش أيامهما. ففي عام 1919 إضطر( سليمان بك) والد الشاعر إلى أن يهاجر من حلبجة الجميلة مع اسرته بعد إحتلال القوات البريطانية لها، الى إحدى القرى النائية في جبال (هورامان) وتوفي في السنة ذاتها.قام (محمد) الإبن الأكبر لسليمان، بالإشراف على تربية عبدالله، فأدخله المدرسة العلمية بكركوك، وأكمل عبدالله ثلاث سنوات فيها، إلا أن إغتيال (محمد) في عام 1921 إضطر عبدالله الصبي الى ترك الدراسة ليعمل من أجل إعالة والدته على الحياة وكسب قوت يومه، فكان عبدالله شجاعاً صاحب إرادة صلبة في التصدي لصعاب الأمور التي واجهته وهو في قمة المعركة من أجل الوجود والعيش.عمل كوران معلماً في عدد من قرى السليمانية (1925-1927)، ثم عمل في بعض دوائر الدولة. وقد كان مولعاً بالأسفار والتجوال، فسافر في أثناء الحرب العالمية الثانية الى فلسطين ليعمل مديراً للإذاعة الكردية التي فتحت هناك بترشيح من حزب (هيوا) الكردي في مدينة يافا(1942-1945). وقد كرّس عبدالله كوران جل وقت الإذاعة، لتوعية الناس ضد الخطر (الفاشستي) وضد الإستعمار بصورة عامة ما ضايق الإنكليز الذين أخذوا يسيئون التعامل معه، فاضطر الى ترك العمل والعودة إلى العراق، فأجبر على الإقامة في مدينة أربيل، وعمل في إحد مكاتبها محاسباً حتى نهاية عام 1950.يعلق الأستاذ حسين علي شانوف على ذلك قائلاً:((إن تلك السنوات نفسها إنما تشكل إنعطافاً أساسياً في نظرة الشاعر عبدالله كوران الى العالم، ونكاد لا نجد فيما نصادفه من قصائده أي أثر لفلسفة الخير المطلق والإنسانية المجردة التي كانت تطغى على أشعاره قبل هذه الفترة)).شهدت تلك الفترة تحولاً فكرياً عند كوران، صاحبه تحول من الشعر الرومانتيكي (شعر الحب والغزل والوصف) الى الشعرالثوري والنضال الوطني، وقد كتب في تلك الفترة من الزمن يقول: ((في سنة1950 أودعت السجن بتهمة باطلة وحرمت لمدة سنتين من الحرية بسبب قصيدة نظمتها بعنوان (اللحن الأحمر لكوريا البطلة) ضد الإحتلال الأمريكي، وبعد أن خرجت من السجن في عام 1952 عينت رئيساً لتحرير جريدة (زين) الكردية، لقد حولت الجريدة إلى جهاز منظم ضد الإستعمار والكفاح من أجل توطيد السلم)).تعرض الشاعر كوران بسبب كتاباته الثورية في جريدة (زين) إلى السجن والنفي و التعذيب، وقد كتب عن تلك الفترة من حياته يقول: (( يسمى خريف 1954 عهد إرهاب (نوري السعيد) الذي كان يمارسه ضد دعاة الحرية والسلم في العراق، ففي شهر أيلول من السنة ذاتها أودعت السجن مع من اودع، و أمضيت فيه سنتين، وبعد خروجي منه في عام 1956بقيت عاطلاً عن العمل، وفي هذه الفترة بدأت حملة إرهاب جديدة عنيفة ضد الوطنيين الأحرار لا لشيء سوى أنهم قاموا بفضح وتعرية المستعمرين الذين شنوا حرب السويس فأقتادوني إلى المحاكم (العرفية) فحكمت عليّ بالحبس لمدة ثلاث سنوات، أمضيت مدة المحكومية في سجون كركوك وبعقوبة، وعلى أثر قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 أفرج عني مع من افرج عنهم من السجناء السياسيين)).وقد عمل عبدالله كوران بعد خروجه من السجن رئيساً لتحرير مجلة (شفق)، ثم مستخدماً بإحدى دوائر الدولة في مدينة السليمانية. وتوجه بعد ذلك إلى بغداد وعمل (محاضراً) بالقسم الكردي بكلية الآداب ومحرراً بجريدة (آزادي)، ويعود قسم رائع من إبداع (كوران) الفني والنقدي إلى تلك الفترة الرائعة من حياته الشعرية وتطوره الفكري والفني، التي داهمه فيها مرض (السرطان) الخبيث، فسافر إلى الإتحاد السوفيتي للعلاج، ولكن دون جدوى فعاد إلى الو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram