عادل العامل[ في برنامج تلفزيوني استرجاعي، قالت المغنية السينمائية السبعينية عيشة بهوسل إنها و إن ظلت تغني من عام 1948، فإنها لم تستطع الحصول على جائزة قومية إلا في عام 1982. و كانت الجائزة على غنائها في فيلم عنوانه " أمرو جان “ Umrao Jan".]
يُعد فيلم " أمرو جان "، بالنسبة لمعظم رواد السينما الهندية، فيلماً إسلامياً اجتماعياً عن الماضي غير البعيد جداً و عن حياة المحظيات أو العشيقات. فهناك قصر للمحظية، ثري إلى حدٍ ما لكنه ليس مسرفاً في الثراء كما في فيلم " بكيزة Pakeezah ". و جميع قصص المَحظيات تتَّسم بالحزن إلا أن ريخا ، التي مثلت دور المحظية في " أمرو جان "، بدت و كأنها تنقل سوداوية أو كآبة النساء من زمنٍ موغل في القِدم. و ما يجعل الفيلم حالةً خاصة أنه يستند على رواية أوردية عمرها 100 عام عنوانها ( Umrao Jan Ada أمرو جان عطا ). و كان المؤلف، و اسمه ميرزا محمد هادي، قد ولد في عام 1857 في لاكناو. و علَّم و كتب الكثير لكنه يُعرَف اليوم بشكلٍ رئيس بروايته هذه ، المكتوبة في عام 1890، و التي تُرجمت إلى الانكليزية. و باعتبارها واحدة من الروايات الأولى في اللغات الهندية، فإنها تُعد عملاً مهماً إلى حدٍ ما. و في الحقيقة، فإن الفيلم ينطوي على تكييفات أو تعديلات معينة تعزز مكانة العمل. لكن الفعلة الشريرة لأحد الأوغاد، الذي يختطف طفلةً عمرها تسع سنوات من بلدة صغيرة و يستغلها في وكر للمحظيات في لاكناو، تحدث على نحوٍ أكثر إيلاماً في الرواية. فهي هنا، في الفيلم، لها اسمها، و تُعلَّم، إلى جنب فتيات أخريات، الموسيقى و الرقص. و في الوقت المناسب، يجري تقديمهن إلى حياة المضيفين أو الراغبين في اللهو و التسلية. و تتحول أمرو جان إلى شاعرة. و يبدو تقليدياً أن المَحظيات في السنوات الأخيرة من الحكم المغولي ينبغي أن يكونن شاعرات أيضاً. و الرواية نفسها في صيغة شاعر، هو ميرزا، يُصغي إلى أمرو جان و هي تروي له حياتها الحزينة. و هناك نثار وافر من أشعار أمرو جان، التي تتقبل نصيبها القاسي المجبرة عليه باستسلام فلسفي معيّن بل و تبدو مستمتعة به أحياناً بسبب السطوة التي تمارسها على محبيها. و ينفجر التمرد و يُذبح الآلاف لكن أمرو جان و مثيلاتها يتمكَّنَّ من النجاة عن طريق التنقل بذكاء من ملجأ إلى آخر. و هذا البُعد مُزال في الفيلم؛ فهي هنا قصة بسيطة عن امرأة أخطأت. و خلال التمرد، تحاول أمرو جان الاختباء في بلدتها الأصلية. و تتعرف عليها أمها فتعانقها بعاطفة غامرة لكن الأخ يود منها أن تخرج من البلدة في الليلة ذاتها. و يحدث هذا بطريقة قابلة للتصديق في الرواية غير أن السينما تفلح هنا في خلق ميلودراما من موقف مثير. و لقد عاش المؤلف أحداث ذلك التمرد، لكن ليس هناك في عمله الأدبي الكثير عنه. فاتَّسمت خلفية التمرد بالغموض في الفيلم أيضاً. و قد كان هناك في عام 1050 فيلم هندي بعنوان " 1857 ". و هو عنوان معبَّأ بأمور كثيرة لكن الفيلم كان يُظهِر أسرة نبيلة تُقتلع من حياتها لتعيش تحت شجرة خارج قلعة دلهي. و كانت سورايا هي إبنة النبيل. و كانت هناك قصة رومانسية و غناء ثنائي تحت الشجرة و حولها. ثي يأتي شخص ما و يُبلغ الأسرة بأنه لم يعد هناك قتال فتنتقل للعيش في القلعة. و كان فيلم " Jhansi ki Rani " هذا يتعامل مع التمرد بشيء من التفصيل. لكن الاثنين يفتقران إلى الأساس الأدبي.لقد تطلَّب الأمر أكثر من مئة سنة لتظهر قصة ذات فهم عميق حقاً عن التمرد. ذلك أن " تحليق الحَمام " لراسكين بوند قصة عن التمرد و هي أيضاً بصيغة السرد و تحكيها فتاةٍ مطاردة كانت في حالة هرب خلال أشهر التمرد. و قد تم تحويلها إلى فيلم أيضاً لكن بعنوان " جنون Junoon ".عن: The Hindu
" أمرو جان " و التكييف السينمائي الناجح
نشر في: 23 يونيو, 2010: 04:47 م