TOP

جريدة المدى > سينما > " أمرو جان " و التكييف السينمائي الناجح

" أمرو جان " و التكييف السينمائي الناجح

نشر في: 23 يونيو, 2010: 04:47 م

عادل العامل[ في برنامج تلفزيوني استرجاعي، قالت المغنية السينمائية السبعينية عيشة بهوسل إنها و إن ظلت تغني من عام 1948، فإنها لم تستطع الحصول على جائزة قومية إلا في عام 1982. و كانت الجائزة على غنائها في فيلم عنوانه " أمرو جان “ Umrao Jan".]
يُعد فيلم " أمرو جان "، بالنسبة لمعظم رواد السينما الهندية، فيلماً إسلامياً اجتماعياً عن الماضي غير البعيد جداً و عن حياة المحظيات أو العشيقات.  فهناك قصر للمحظية، ثري إلى حدٍ ما لكنه ليس مسرفاً في الثراء كما في فيلم " بكيزة Pakeezah ". و جميع قصص المَحظيات تتَّسم بالحزن إلا أن ريخا ، التي مثلت دور المحظية في " أمرو جان "، بدت و كأنها تنقل سوداوية أو كآبة النساء من زمنٍ موغل في القِدم. و ما يجعل الفيلم حالةً خاصة أنه يستند على رواية أوردية عمرها 100 عام عنوانها ( Umrao Jan Ada أمرو جان عطا  ). و كان المؤلف، و اسمه ميرزا محمد هادي، قد ولد في عام 1857 في لاكناو. و علَّم و كتب الكثير لكنه يُعرَف اليوم بشكلٍ رئيس بروايته هذه ، المكتوبة في عام 1890، و التي تُرجمت إلى الانكليزية. و باعتبارها واحدة من الروايات الأولى في اللغات الهندية، فإنها تُعد عملاً مهماً إلى حدٍ ما. و في الحقيقة، فإن الفيلم ينطوي على تكييفات أو تعديلات معينة تعزز مكانة العمل. لكن الفعلة الشريرة لأحد الأوغاد، الذي يختطف طفلةً عمرها تسع سنوات من بلدة صغيرة و يستغلها في وكر للمحظيات في لاكناو، تحدث على نحوٍ أكثر إيلاماً في الرواية. فهي هنا، في الفيلم، لها اسمها، و تُعلَّم، إلى جنب فتيات أخريات، الموسيقى و الرقص. و في الوقت المناسب، يجري تقديمهن إلى حياة المضيفين أو الراغبين في اللهو و التسلية.  و تتحول أمرو جان إلى شاعرة. و يبدو تقليدياً أن المَحظيات في السنوات الأخيرة من الحكم المغولي ينبغي أن يكونن شاعرات أيضاً. و الرواية نفسها في صيغة شاعر، هو ميرزا، يُصغي إلى أمرو جان و هي تروي له حياتها الحزينة. و هناك نثار وافر من أشعار أمرو جان، التي تتقبل نصيبها القاسي المجبرة عليه باستسلام فلسفي معيّن بل و تبدو مستمتعة به أحياناً بسبب السطوة التي تمارسها على محبيها. و ينفجر التمرد و يُذبح الآلاف لكن أمرو جان و مثيلاتها يتمكَّنَّ من النجاة عن طريق التنقل بذكاء من ملجأ إلى آخر. و هذا البُعد مُزال في الفيلم؛ فهي هنا قصة بسيطة عن امرأة أخطأت. و خلال التمرد، تحاول أمرو جان الاختباء في بلدتها الأصلية. و تتعرف عليها أمها فتعانقها بعاطفة غامرة لكن الأخ يود منها أن تخرج من البلدة في الليلة ذاتها. و يحدث هذا بطريقة قابلة للتصديق في الرواية غير أن السينما تفلح هنا في خلق ميلودراما من موقف مثير. و لقد عاش المؤلف أحداث ذلك التمرد، لكن ليس هناك في عمله الأدبي الكثير عنه. فاتَّسمت  خلفية التمرد بالغموض في الفيلم أيضاً. و قد كان هناك في عام 1050 فيلم هندي بعنوان " 1857 ". و هو عنوان معبَّأ بأمور كثيرة لكن الفيلم كان يُظهِر أسرة نبيلة تُقتلع من حياتها لتعيش تحت شجرة خارج قلعة دلهي. و كانت سورايا هي إبنة النبيل. و كانت هناك قصة رومانسية و غناء ثنائي تحت الشجرة و حولها. ثي يأتي شخص ما و يُبلغ الأسرة بأنه لم يعد هناك قتال فتنتقل للعيش في القلعة. و كان فيلم " Jhansi ki Rani " هذا يتعامل مع التمرد بشيء من التفصيل. لكن الاثنين يفتقران إلى الأساس الأدبي.لقد تطلَّب الأمر أكثر من مئة سنة لتظهر قصة ذات فهم عميق حقاً عن التمرد. ذلك أن " تحليق الحَمام " لراسكين بوند قصة عن التمرد و هي أيضاً بصيغة السرد و تحكيها فتاةٍ مطاردة كانت في حالة هرب خلال أشهر التمرد. و قد تم تحويلها إلى فيلم أيضاً لكن بعنوان " جنون Junoon ".عن: The Hindu  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram