TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ما بعد أنقرة.. ما قبل العفو!!

العمود الثامن: ما بعد أنقرة.. ما قبل العفو!!

نشر في: 28 فبراير, 2022: 12:06 ص

 علي حسين

ينقسم العراقيون هذه الأيام إلى قسمين: واحد يهيم عشقاً بالسيد فلاديمير بوتين الذي اكتشف البعض "والحمد لله" جذوره العراقية، وآخر يرى في الحروب خراباً ومآسي عانى منها العراق على مدى عقود، وهناك بين هذا وذاك مَن يسخر من آلام الناس ويجد نفسه وقد تحول إلى دون جوان ،

يمني النفس بعودة عصر الجواري في كتابات ومنشورات مقززة ونكات سمجة تسيء لنساء أوكرانيا.. ووسط دبابات بوتين وسلاحه النووي، وصورة ملكة جمال أوكرانيا تحمل السلاح، عشنا لحظات مع مسرحية بعنوان " العفو عند المقدرة " كان بطلها رئيس الجمهورية الذي وجد أن من واجبه أن يشفق على شاب هوايته المتاجرة بالمخدرات ، وفي الجانب الآخر كانت صورة رئيس مجلس النواب العراقي وليس التركي ومعه السيد خميس الخنجر وهما يوسطان الرئيس التركي ومدير مخابراته، ولا تسألني ماذا يفعل رئيس برلمان العراق في تركيا ؟ ولكني أستطيع أن أقول إن المسألة، أولاً وأخيراً، تتلخص في عبارة لا يريد البعض ان يقولها واعني بها : "انعدام الوطنية". عندما تنتظر قوى سياسية أن تتدخل إيران في حل أزمتها، وعندما نشاهد رئيس البرلمان العراقي يتوسل الأتراك للوقوف إلى جانبه، فأنا وأنت أيها المواطن المغلوب على أمره سندرك جيداً أننا نعيش وسط خراب سياسي . هل توجد كلمة في القاموس أفضل من كلمة "انعدام الوطنية"؟ ، لماذا لأن ساستنا لم يدركوا، أن عليهم أن يذهبوا أولاً وأخيراً إلى فقراء مدن العراق.

تحتل الأحزاب السياسية الحاكمة عدداً من المحافظات والوزارات تضاف إليها المنطقة الخضراء، لكنها عندما تواجه مسألة تنظيمية أو إعادة تقييم أو خلاف سياسي، فإنها لا تذهب باتجاه الناس التي انتخبتها، وإنما تتجه أعينها شرقاً وجنوباً وشمالاً.

كنا نعتقد أن لدى الساسة العراقيين طريقاً للخروج بالبلاد الى المستقبل ، فإذا بنا نقرأ في الأخبار أن محمد الحلبوسي ومعه غريمه السابق خميس الخنجر يعقدون اجتماعاً مع مدير المخابرات التركية في أنقرة لمناقشة أسهل الطرق في تشكيل الحكومة العراقية، في الوقت الذي تتجه أنظار البعض من الساسة، صوب طهران في انتظار إطلاق صفارة الحكومة.

ألم يحن الوقت لمراجعة أخلاقية شاملة تجعلنا نطرح السؤال المهم: هل يجوز أن نجد أحزاباً تستولي على المناصب وتتقاسم المغانم، وأعضاؤها ينعمون بأعلى الرواتب وبأرقى الامتيازات، لكنها تناقش قضاياها في دول الجوار، ولا قانون يقف بوجهها، لأنها في عرف هذه الأحزاب علاقات ستراتيجية؟.

لا يمكنك أن تعرف من هو الوطني في العراق، ومع مَن، ولا لماذا، ولا إلى متى! في أميركا ودول أوروبا "الكافرة" ينسحب مرشح من معركة الرئاسة،عندما يُكتشف أنه غشّ في دراسته الثانوية، وليس في"الوطنية!".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    طغمة الحكم الرثة تعتبر الخيانة ، مجرد وجهة نظر يجب مناقشتها في (مطابخ) بيوت الجوار .. إذا لم تستح أفعل ما شئت !!!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram