TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة : كوابيس الحامل..

جملة مفيدة : كوابيس الحامل..

نشر في: 28 فبراير, 2022: 12:29 ص

 عبدالمنعم الأعسم

الشعوب الحوامل للدوامات والكوابيس والازمات وصراع الارادات والاحلام الوردية والمفزعة مثل النساء الحوامل في شهرهن الاخير، إذْ ينهضن في منتصف الليل مفزوعات مما يرين في نومهن، وبعضهن، بحسب دراسة منشورة،

يفكرن بالاجهاض حين لا يجدن وسيلة للتخلص من الكوابيس. المغنية الامريكية «كاردي بي» قالت انها كانت تشهد في شهرها الاخير من ولادة طفلها أحلاما عجيبة، مجنونة، ومخيفة «مثل طبول حرب» اما الدكتورة «جولي ليفيت» وهي أخصائية أمراض نساء وتوليد وباحثة من مدينة شيكاغو فتتوقف عند اعراض الكآبة والاضطراب والخوف لدى الحوامل.. تلك الاعراض التي تظهر في سلوك الشعوب الحوامل للازمات والنزاعات العبثية، قبل ان تنقلب على اقدارها.

البديهيات المدرسية في علم المجتمع تلقي باللائمة على النخب التي تقود تلك الاقدار وتحمّل الجمهور اوزارها وانانياتها وأحلامها المريضة، وهذا ما يحدث للعراق والعراقيين بالالوان الطبيعية على يد ساسة المرحلة بكل محطاتها: هجوم وانسحاب، ثم ارهاصات يعقبها هجوم وانسحاب، ثم آلام وخذلانات تليها تهدئة مؤقتة، بعدها تنتقل المواجهة الى جبهة أخرى وملف آخر، وفي غضون ذلك من المستحيل للمراقب ان يحسب الخسائر في صفوف المتشابكين، لانها في الواقع لا وجود لها حين يكون الخاسر الوحيد هو الجمهور.

الانتصار على الآخر، الخصم، ونحن نتحدث عن كوابيس المرحلة، لا تصنعه الرغبات والاهواء. هكذا هي السياسة، فن الممكن. الممكن هنا جملة من المفاتيح المعقدة موزعة على الكثير من اللاعبين الذين لايثقون بنوايا بعضهم، كما ان مشكلة الثقة تتمثل في انها مثقوبة بامتيازات السلطة، ولا احد على استعداد لكي يعطي من حصته تكية واحدة ويخلد الى الراحة، والحال، فان المؤشرات تؤكد بان نفق هذه الدوامة طويل، ولا يبدو أثر للارهاق في صفوف اصحابها الذين صاروا يغيّرون طواقمهم ويتبادلونهم لتجديد الدماء والحماسات والهمم بما يدفع الدوامة الى ذرى جديدة والى كر وفر جديد.. فيما الحامل تتقلب تحت آلامها وشقائها واحلامها التي غدت كوابيس.. ولايهم ان ينال اصحاب الدوامة، جراء ما تلحقه بالضحية، سمعة لا تُشرّفُ أحداً.

***

استدراك

«إذا شبع المرء.. لم يجد للخبز طعماً».

مثل اسكتلندي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram