TOP

جريدة المدى > سينما > أسطورة الملك آرثر

أسطورة الملك آرثر

نشر في: 23 يونيو, 2010: 04:49 م

عبد الكريم يحيى الزيباريبعد ألف سنة من العمر التقريبي لهذه الأسطورة انبثقت بريطانيا في أعظم إمبراطورية (1500- 1900م) وأسهمت في تكوين أستراليا وكندا والهند ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية وجزر الهند الغربية ودول الكومنولث الثلاث والخمسين. الشعب والساسة يريدون تاريخاً، والأكاديميون والعلماء، لا يهمهم سوى الحقيقة، في ردِّهم ليس ثَمَّـة إلا الأسطورة التي تقول:
"منذ زمنٍ بعيد حكمَ بريطانيا ملكٌ اسمه أوثر بندراكون، وقبل موته أمرَ مستشاره وساحره ميرلين، أنْ يختار ملكاً جديداً، وفي يوم الميلاد المجيد جمعَ ميرلين الفرسان النبلاء في ساحة لندن، وأشارَ إلى السيف المغروز في الصخرة، كانت الكتابة على السيف: "الشخص الذي يسحب السيف من الصخرة، سيكون الملك المناسب لبريطانيا"، حاول الفرسان أن يسحبوه، لكنَّه لم يتحرك، فقط آرثر تلميذ ميرلين استطاع أن يسحبهُ خارجاً".أجمعَ المؤرخون على أنَّ هذه الأحداث لم تقع، وبقيَ سؤالٌ واحد: "هل وُجِدَ شخصٌ اسمه آرثر؟ القصص كثيرة وأقربها إلى الحقيقة: كان للسنتيين قائداً شجاعاً اسمه آرثر، يمكن أنْ يكون مصدراً للأسطورة، أمَّا مدينة كاميلوت، فلم يجدوا لها أثراً واحداً، يوتيوبيا الفرسان النبلاء، المدينة الفاضلة، لم يبق منها غير تخمينات ضعيفة حول غلاستونبوري، أو آثار قلعة كادبوري في سومرست، أو مجموعة أحجار كبيرة، سقف وجدران، يسمونها "حجر آرثر/ Arthur's Stone" حيث المارد الذي قتله الملك آرثر ودفنه تحت هذه الحجارة، كما عثرَ المنقِّبون على قطعة صغيرة من اللوح الحجري، في جزيرة " تينتاغيل " كتب عليها اسم أرتوجنوف/Artognov. لكن الأسطورة تشير إلى أنَّ ولادة آرثر كانت في أرخبيل تينتاغيل، حيث توجد آثار حضارة قديمة تعود إلى القرن الخامس الميلادي، حيث انحسار نفوذ الإمبراطورية الرومانية عن بريطانيا، وانقسمَ المؤرخون إلى رأيين: الملك آرثر شخصية حقيقية بالفعل، ولكنه قائد الحامية الرومانية في جزيرة "تينتاغيل" وليس ملكا، ويعتقد آخرون أنَّهُ ملك قاوم غزو القبائل الألمانية. وبين هذين الرأيين صيغت الكثير من الروايات والقصص والحكايات الشعبية، والأوبرا، والأفلام المتحرِّكة، والقصائد، واللوحات، والمنحوتات، والمسرحيات والأفلام السينمائية، أشهرها(الفارس الأول/1995)إخراج جيري زوكر، بطولة سين كونري بدور آرثر، وريتشارد كير بدور لانسلوت، الذي يقع في غرام زوجة آرثر جوليا أورماند التي قامت بدور جينيفر، التي تظهر كأنثى، وتدور الأحداث حول انقلاب أحد أعضاء المائدة المستديرة (بن كروس بدور مالاجانت) ويشنُّ هجوماً على كاميلوت. لم يرد ذكرٌ للملك "آرثر" في كتاب أو أثر قبل كتابي جيوفري مونماوث(1100- 1155م)، ففي كتابهِ "تاريخ ملوك بريطانيا"، وهو كتاب أدبي، وصفٌ مقتضب للملك آرثر، وكاميلوت، وسيفه السحري، وأنَّهُ لم يهزم أبداً، ثم كتب جيوفري ديواناً شعرياً(نبوءات مرلين/ Prophesies of Merlin) وذكر آرثر في قصيدتين، كتلميذ للساحر ميرلين. وبين الفينةِ والأخرى يحدث أحد المؤرخين ضَجَّة مفتعلة ضمن محاولات يائسة لإثبات حقيقة آرثر، مرةً باكتشاف قبرهِ في جزيرة أفلون السحرية، الخيالية، المعروفة الآن باسم غلاستونبيري، حيث دُفِنَت مع زوجته الثانية الشقراء جينيفر، ومرة باكتشاف مخطوطة لراهب في أحد الأديرة، وفرضيات كثيرة منها أن جزيرة "كاميلوت" اختفت بشكل مفاجئ في منتصف القرن السابع، بهزة أرضية، أو بسبب ارتفاع منسوب المياه في البحر، لكنَّ بعض الأكاديميين يميلون إلى أنَّ آرثر قائد روماني قاومَ غزو القبائل السكسونية الألمانية.فيلم الملك آرثر 2004 أخرجهُ أنطوان فوكوا وكتبه ديفيد فارنزوني، بطولة كلايف أوين بدور آرثر، والبريطانية كيرا ناتالي بطلة قراصنة الكاريبي، بدور جينيفر، التي تظهر كفارس، ولون كرافد بدور لانسيلوت، وراي ونستون بدور بوريس، تمَّ التصوير في انجلترا وايرلندا وويلز. يبدأ الفيلم بانتهاء الاحتلال الروماني لبريطانيا عام 467 م، وبزواج آرثر من جينيفر، وإعلانهِ ملكاً، بعد دحرهِ الغزو السكسوني، ورغم مطالبة المنتجين الذين قدموا ميزانية وصلت إلى تسعين مليون دولار، بتقديم فيلم دقيق من الناحية التاريخية، خالٍ من الخرافات وقصص الفروسية التي سطَّرها الأدب، بهدف تغيير صورة الملك آرثر من البطل الإنكليزي الأسطورة، إلى ضابط في جيش الإمبراطورية الرومانية، وتحويل صورة فرسان المائدة المستديرة إلى مُجنَّدين جبراً يأملون انتهاء خدمتهم الإلزامية، لسلب الغلاف الأسطوري لهذه الشخصيات وتقريبهم من الحقيقة التاريخية، وشباك التذاكر لا يكذب، أجبرهم على تجاوز بعض المفارقات الدون كيشوتية، فتجاوزت الإيرادات مائتي مليون دولار. يبدأ الفيلم بسرد تاريخي على لسان لانسيلوت(كنت مجرَّد ولد صغير)ويسأل القائد الروماني(ما هي فترة الخدمة؟ - خمسة عشرَ عاماً، لا تتضمَّن الشهور التي ستقضيها للوصول إلى القاعدة). ويكمل لانسيلوت سرده(وجهتنا كانت بريطانيا، الجزء الجنوبي تحديداً، الأرض التي قسِّمت إلى ثلاثة وسبعون حائط شُيِّدَت قبل ثلاثة قرون، لحماية الإمبراطورية من القبائل السكسونية من الشمال، لذا وبعد انتهاء رحلتنا، شَقَقنا طريقنا واخترنا من بيننا قائد روماني في ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram