جهاد مجيد
خضير عبد الامير واحد من القصاصين والروائيين العراقيين الذين لهم تاريخ طويل في الابداع السردي فله عطاء ثر وقيم انجزه عبر عقود القصة العراقية المهمة
التي بلغت فيها اوجها وحققت فيها جل منجزاتها ببراعة كتابها المتميزين الذين كان خضير عبد الامير واحدا منهم وهو واحد من القصاصين القلائل المخضرمين في تاريخ القصة العراقية اذ بدأت رحلته الابداعيةالطويلة منذ خمسينيات القرن الماضي لتستمر حتى بواكير القرن الحالي مترعة بانجازات قصصية وروائية حملت في ديمومتها الزمنية منجزات القصة العراقية التي تقطعت في مراحل المحن العاصفة بالثقافة العراقية ومنها القصة فعطاء خضير عبد الامير ظل يحمل ارهاصات التجديد والتطور في القصة العراقية في كل العقود التي ظهر فيها وكان واحدا من ممثليها في اغزر مراحلها كميا وفنيا وتؤخذ قصصه مع العينات القصصية لافضل النماذج القصصية من لدن نقاد القصة المهمين ولكن وللاسف والاسى الشديدين يتعرض هذا المبدع الواهب غزير العطاء الى الاهمال والنسيان طيلة العقدين المنصرمين دونما سبب من تلك الاسباب التي ادت الى اقصاءاو هجر بعض الادباء الساحة الثقافية بعد 2003فما كان الرجل يوما بارزا في تمثيل أي حزب سياسي وهذا هو سر بقائه بمنجى من التغييب في العقود العاصفة في تاريخنا الثقافي والسياسي لذا عبر نتاجه العقود التي تقطعت فيها مسيرة الابداع العراقي واني اراه مع ثلة قليلة من القصاصين المخضرمين امثاله تصح عليهم تسمية الجيل الضائع في القصة العراقية لا سواهم كما ذهب الباحث الراحل عبد الاله احمد وربما تصح تسميتهم بالجيل العابرللاجيال من هؤلاء مثلا غانم الدباغ وغازي العبادي وموفق خضر ومنير عبد الامير الذين صعدوا الى قافلة القصة منتصف الخمسينيات ولم ينزلوا منها كما فعل زملاؤهم الخمسينيون الاقحاحبل واصلت نصوصهم تدفقها ومنافستها لنصوص من تلاهم من كتاب في عقود الستينيات والسبعينيات والتسعينيات ليترجل موفق خضر و العبادي والدباغ منها بعد ان تركوا اعمالا مهمة في القصة والرواية وتبعهم فيما بعد منير عبد الامير وليواصل خضير عبد الامير مسيرته القصصية حتى بواكير القرن الحالي .ولعله الان اقدم قاص عراقي وربما عربي ايضا بين ظهرانينا فقد نشر اولى قصصه في جريدة الشعب عام 1954.
خضير عبد الامير ابن المحلة البغدادية العريقة التي تمكن من تجسيد حيواتها في الكثير من نتاجه السردي وانفتح على تقنيات السرد الحديثة التي كرستها القصة العراقية في ثورتها الفنية منتصف الستينيات كالرمزوالاسطورة والفانتازيا والتناص والتداخل وكثافة اللغة ومن اجمل مجاميعه القصصية(عودة الرجل المهزوز)ومن رواياته المهمة (ليس ثمة امل لكلكامش)التي درست عربيا على مستوى اكاديمي منذ سبعينيات القرن الماضي ورواية (هذا الجانب من المدينة)ورواية (رموز عصرية) التي اختيرت مع افضل مئة رواية عربية في القرن العشرين من قبل اتحاد الكتاب العرب .اصدر خمس روايات واثنتي عشرة قصة . ولمجموعة (عودة الرجل المهزوز )حكايتان الاولى ان ابن المحلة البغدادية العريق حين جلب رزم نسخها الكثيرة بعد انتهاء طبعها الي بيته القابع في زقاق بغدادي ضيق لاتدخله العجلات خرج ابناء المحلة من مقر فريقهم الرياضي –مقهى المحلة- وترك اقرانهم الاخرون قطع الدومينو والطاولي في (فزعة بغدادية)لمعاونة ابن محلتهم الكاتب خضير عبد الامير في نقل كتابه حيث يريد .وهو من ادلة علاقته الحميمية بمحلته واهلها .
اما الحكاية الثانية فعن هذه المجموعة كتبت اول مقالة نقدية قصصية ونشرت في ملحق مجلة الكلمة اليتيم الذي اصدره الراحل المبدع حميد المطبعي في بغداد اواخر الستينيات او اوائل السبعينيات لااذكر بالضبط وقد احتجب عن الصدور لكونه غير مجاز _والكلمة ذاتها لم تكن مرخصة كمجلة بل كحلقات دورية وهي عملية التفاف ذكية وبطولية تحسب لاصحابها الذين لم يتهيأ لهم نيل اجازتها كمجلة. وقد ضمت مجموعة(عودة الرجل المهزوز) قصصا ناضجة حقا منها؛ورقة الاحتجاج العاشرة,قصة رجل,وعودة الرجل المهزوز التي حملت المجموعة اسمها ومن هذه المجموعة اختار النا قدان فاضل ثامر وياسين النصير نموذجا ضمن ست عشرة قصة في انطولوجيتهما للقصة العراقية .وكان من الاسماء الابرز في المجموعة المختارة التي ضمت اسماء كانت ماتزال في يداية مشوارها الادبي واكتسبت فيما يعد موقعا لها في المشهد القصصي وبعضهم هجركتابة القصة ولم ينجزفيها شيئا يذكر .
انه لاجحاف كبير وجحود قاس ان ينسى هذا المبدع الاصيل ويهمل عطاؤه الثر والثري انها دعوة لوجه الحق والحقبقة .