احمد ثامر جهاد
افلام سينمائية عدة بين وثائقية وروائية انتجت خلال السنوات الماضية عن شخصية الضابط النازي الكبير في الغستابو «ادولف ايخمان» المسؤول عن الترتيبات اللوجستية السرية الخاصة بنقل الالاف من يهود اوربا الى معسكرات الابادة النازية.
عقب سقوط المانيا بيد الحلفاء هرب ايخمان أسوة بعدد غير قليل من الضابط النازيين الى دول مختلفة، استقر ايخمان في الارجنتين وعاش تحت اسم مستعار. في افلام سابقة ابتسرت الوقائع الحقيقية حينا وجري تحريفها حينا اخر، تم تصوير عملية اختطاف ايخمان من الارجنتين ونقله الى تل ابيب وتاليا محاكمته علنيا ( المحاكمة الشهيرة التي حضرتها الفيلسوفة حنا ارندت وكتبت عنها كتابها الشهير تفاهة الشر) على انها نصر للموساد الاسرئيلي في الاقتصاص من كبار الضباط النازيين المسؤولين عن الهولوكست. في هذا الفيلم الدرامي الالماني المتميز كتابة واخراجا وتمثيلا يعمد المخرج»لارس كروم» الى عرض القصة من وجهة نظر اخرى حافلة بتفاصيل لم يجر ذكرها سابقا، تتمحور تحديدا حول الجهود الكبيرة التي بذلها المدعي العام الالماني اليهودي «فريتز باور» في الوصول الى مكان اختباء ايخمان بعد سنوات من التقصي والتحقيق والمتابعة بمعية فريقه القانوني الخاص. وسط مضايقات عديدة من المسؤولين في اجهزة الامن الالمانية ينقل فريتز معلوماته السرية الى المسؤولين في اسرائيل ويشترط عليهم عند القاء القبض على ايخمان ان تتم محاكمته في المانيا ليكون عبرة للاخرين، وايذانا بكشف العديد من النازيين الذي انخرطوا في النظام الالماني الجديد وبقيت ولاءاتهم الحقيقية مصوبة نحو امجاد الرايخ الثالث.