عبدالله السكوتييحكى ان صديقين جاءا من خارج بغداد ليدرسا في مدارسها، فقال احدهما للاخر: فلان (آني رايح انزل بالقسم الداخلي، واذا مالكيت مكان، استأجر فد غرفه، وانته وين رايح تنزل؟ فقال الثاني والله آني رايح انزل عد ناس كرايبنه)، فقال له صديقه: ومادرجة قرابتك بهم فقال:
(خال امي ماخذ منهم مره)، فقال الاخر هذه قرابة بعيدة جدا واخشى ان يتثاقلوا منك، فقال صاحبنا: (يمعود لاتخاف عليّ آني ذكي ومن اول اشارة خفيفة افتهم همّه متعاجزين مني، واشيل اغراضي واجي يمك) ولم يتعد الامر يومين واذا بصاحبنا يحمل اغراضه ويطرق باب صديقه، فقال له: ماالخبر؟ فرد عليه لقد فهمت من اشارة خفيفه جدا، فسأله ماهي قال: (شفتهم ذبوا غراضي بالشارع).ونحن الان نريد ان نشير اشارة خفيفة لما حدث في الامتحانات الوزارية في الجامعة التكنولوجية للصف السادس العلمي وبالتحديد في المركز الامتحاني رقم 17 و18 في الساعة العاشرة واربعين دقيقة من يوم الاحد في امتحان اللغة العربية في القاعة الاولى والثانية في قسم الكهروميكانيك من المركز الامتحاني 17، حيث دخل وكيل وزير التربية وقد سبقه المصورون ورجال الحماية، فامتلأت القاعة بهم، وبدأت الكاميرات تضرب بانوارها على العيون، تكلم وكيل الوزير بايجاز وسأل الطلبة عن الاسئلة وهل هي صعبة ام سهلة، وقال ان الوزارة وفرت الماء والكهرباء، طبعا الكهرباء تابعة للجامعة والمولدات كذلك، الامر الذي حدث ان السيد الوكيل نسي ان الاسئلة مكتوب عليها الوقت ثلاث ساعات، فقام متبرعا واضاف للامتحان نصف ساعة من عنده وقال ان ذلك يشمل ايضا درس اللغة الانكليزية، من الطبيعي ان الامر يكون مقبولا لو انه سبق بدراسة ومن ثم عمم بقانون، والامامعنى ان يكون وقت الامتحان الوزاري للسنين الطويلة السابقة ثلاث ساعات وهل ان هذه الثلاث ساعات جاءت بقرار ارتجالي ام انها سبقت بدراسة من لدن متخصصين وعلماء نفس وغيرهم، اغلب وقت الامتحان يهدر من قبل الطلاب المهملين في الاسئلة الفارغة، والصفنات التي (لاتودي ولاتجيب) والطالب المجتهد ينتهي من الاجوبة في ساعتين فقط ومن ثم يبدأ المراجعة لربع ساعة اخرى ويقوم بتسليم الدفتر الامتحاني، اما المتصيد بالماء العكر فينتظر، علّ احدهم تأخذه الرحمة به وينجده من مأزق وضع نفسه به بعد ان اضاع الوقت طوال السنة الدراسية، الذي حدث ان المفاضلة وفي السادس العلمي على الجامعات المهمة تكون بانصاف الدرجات والنصف ساعة التي اعطيت في الجامعة التكنولوجية لم تعط لغيرها وحتى انها لم تشمل غير مراكز بداخل الجامعة بدليل ان الكهرباء قطعت في الساعة الثانية عشرة، وان القاعات والمراكز الاخرى اخليت تماما، وحتى القوات الامنية انسحب جزء كبير منها ؛ وانا في هذا لدي سؤال: الطالب مسؤولية من؟، ولو لاسامح الله حدث فعل اجرامي في النصف ساعة هذه من يتحمل مسؤولية الحادث. ان الوقت ليس ملكا لاحد ليهبه كيف يشاء، وقد وهب الامير مالايملك وهو قرار ارتجالي لم يراع الدقة والمساواة مابين الطلاب وكانت فرصة ان تكون هذه النصف ساعة مسرحا للغش او المشاكل اذا ماعلم بها طلاب المراكز الاخرى في داخل نفس الجامعة ؛ انه ارباك حقيقي للعملية التربوية وعطاء في غير محله وهبة ربما تعرض الامتحانات الى خلل كبير، وسيكون امام الطالب اذا مازاره الوزير متسع من الوقت ليطالب بنصف ساعة اخرى، ونحن ندعو الجهات المسؤولة في وزارة التربية الى دراسة ماقام به وكيل الوزير واقرار هذه النصف ساعة اذا ماكانت ضرورية وتعميمها على جميع المراكز، اما اذا كان القرار انفراديا وعاطفيا ليس له اية علاقة بالعلم والتطور العلمي فعليها ان تتخذ اجراءاتها وتمنع قرارات فردية كهذه في المستقبل.
هواء فـي شبك..(اشارة خفيفة)
نشر في: 23 يونيو, 2010: 07:01 م