واسط / جبار بچاي
كشفت حكومة واسط المحلية عن البدء باعداد خطة كبيرة لإكمال مشروع المبنى الجديد لمنفذ زرباطية بعد توقف دام سنوات بسبب نقص الأموال، وأكدت أن هذا الاجراء يكون بالتنسيق مع هيئة المنافذ الحدودية بعد قرار لمجلس الوزراء قضى بالموافقة على تحويل اكماله الى المحافظة التي ستحصل على 50 % من واردته لدعم مشاريعها المختلفة.
ويعد منفذ زرباطية في محافظة واسط أحد أهم المنافذ مع جمهورية إيران وتتم من خلاله عملية التبادل التجاري بين البلدين إضافة إلى دخول وخروج الزوار من كلا البلدين، وشهد في السنوات الأخيرة عمليات تطوير وتأهيل متكررة بهدف استيعاب الزائرين وحركة التبادل التجاري إلاّ أنه بعد كل مرحلة تأهيل يهمل ثانية ما جعله يكون عرضة للانتقادات.
وقبل أكثر من ثمانية أعوام رصدت وزارة الداخلية مبلغ 56 مليار دينار عراقي لبناء منفذ جديد يكون الى جوار المنفذ الحالي وأعدت له تصاميم نموذجية وتمت المباشرة فيه من قبل إحدى الشركات العراقية لكن عمل الشركة تعثر ثم توقف كليا بسبب العجز المالي وعدم إيفاء وزارة الداخلية باطلاق تخصيصاته نتيجة الازمة المالية التي عصفت بالبلاد حينها. وقال محافظ واسط محمد جميل المياحي "لقد بدأنا بإجراءات استلام منفذ زرباطية لاعادة العمل به والاطلاع على مواعيد انجازه وإدخاله للخدمة وإضافة متطلبات أمنية وخدمية جديدة، كـشبكة طرق وكاميرات مراقبة وغيرها من متطلبات الخدمة وتعزيز الأمن".
وأضاف أن "المنفذ الحالي يعاني مزيداً من الإهمال وهو لايليق بأن يكون وجهة مميزة للعراق رغم الايرادات المالية التي يحققها للدولة نتيجة عملية التبادل التجاري بين العراق وايران". مشيراً الى "البدء فعليا بمرحلة جديدة تهدف الى إكمال مشروع المنفذ الجديد بعد موافقة مجلس الوزراء على تحويل عملية اكماله الى المحافظة التي ستحصل على 50 % من واردته لدعم مشاريعها المختلفة". مشيراً الى أن إدارة المحافظة تعول على نصيبها من ايرادات المنفذ لتخصيص جزء منها للمضي بعملية تطويره واستثمار المتبقي من تلك المبالغ لتنفيذ مشاريع عمرانية وخدمية في مختلف مناطق المحافظة وخاصة المناطق الحدودية المحاذية للمنفذ.
وأوضح أن "عملنا الآن يجري بالتعاون والتنسيق مع هيئة المنافذ الحدودية من اجل احداث تغيير جذري وحقيقي بأداء المنفذ لزيادة حجم التبادل التجاري، وسنتابع بشكل يومي ومباشر كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من أجل إنهاء المشاكل بكل تفاصيلها".
وذكر أن "حكومة واسط ستعمل بكل جهدها وتسخر كل الامكانيات المتاحة لتسريع العمل في المنفذ وتحديد موعد يكون قريبا لإنجازه وإدخاله للخدمة".
وقال "لقد بدأنا الشروع بتجهيز مخططات خط العبور التجاري ( transit الترانسيت) لتعزيز وتطوير عملية التبادل التجاري وفق آليات وتصاميم متطورة ومعدات حديثة كون منفذ زرباطية أهم المنافذ التي تتم فيه عملية التبادل التجاري بين العراق وايران ويلجأ اليه أغلب تجار البلدين لموقعه القريب من شبكات الطرق ونقاط التجارة المهمة بين الجانبين".
وبين المياحي أن "المرحلة المقبلة ستشهد وضع خطط ومشاريع لتطوير كامل منطقة المنفذ الحدودي خدمياً وعمرانياً وإدخال تحسينات تتماشى وأهمية المنفذ تجارياً وسياحياً، وما يمثله كونه أحد بوابات البلاد الشرقية الحيوية". واثنى على الدور الذي تقوم به هيئة المنافذ الحدودية للارتقاء بواقع المنافذ في المحافظات كافة واهتمامها الاستثنائي بمنفذ زرباطية".
وقال "خصصنا العام الماضي اكثر من اربعة مليارات دينار لإكمال تأهيل الساحة الحدودية وشبكة الطرق الخاصة بها وتنظيم عملها بما يكفل انسيابية حركة المركبات ونقل البضائع والمسافرين المارين خلاله من كلا البلدين".
لافتا الى أن "وزارة الداخلية حينما خصصت مبلغ 56 مليار لبناء منفذ جديد فأنها في ذات الوقت أعدت له تصاميم وخرائط حديثة بهدف جعله منفذاً متكامل الخدمات ويمكن مقارنته مع منفذ مهران الإيراني المقابل له".
وأوضح أن "التصاميم الجديدة للمنفذ ستضم عددا كبيرا من البنايات التي تشغل مساحة 90 دونما بضمنها أبنية لعدد من الدوائر المعنية كمختبرات ومحاجر وأبنية اتصالات ومصرف ودائرة للجوازات والأمن والكمارك إضافة الى منطقة التبادل التجاري والسيطرة الالكترونية وغيرها من المشيدات الاخرى الملحقة به". في غضون ذلك ذكر معاون مدير واسط حمزة الزركاني أن دائرته أنجزت "مشروع تأهيل الساحة الحدودية وملحقاتها في منفذ زرباطية الحدودي وتضمن العمل فيها اعمال تأهيل ساحة لوقوف شاحنات الحمل واعمال انشاء سياج من الكتل الخرسانية يحيط بها واعمال الانارة واماكن استراحة للعاملين مع ما تحتاجه من ممرات ومماشي ومرافق خدمية". مشيرا الى "انشاء طريق بطول 2٫55 كم يربط الساحة مع الطريق العام واستخدام مادة القير المحسنة بالبوليمر للعناية بنوعية الاكساء وعدم تأثره بالاحمال".
يذكر أن منفذ زرباطية في واسط افتتح أول مرة بعد أحداث نيسان 2003 لاستقبال الزوار وتنشيط عملية التبادل التجاري بين البلدين الجارين، ومر المنفذ في السنوات الأخيرة بمراحل تطوير وتأهيل وتوسيع لكنه مع كل ذلك لم يظهر بالمستوى المطلوب وظلت الانتقادات تتوالى عليه لاسيما من قبل الزوار الأجانب الذين يفدون لزيارة العتبات المقدسة في العراق سواء كانوا قادمين من إيران أم من الدول الآسيوية الأخرى.