عماد عبد اللطيف سالم
في تلكَ الليلة..
لا “تشي غيفارا” كان ينتمي إلى أحراشِ بوليفيا
ولا “الدالاي لاما” كان ينتمي إلى”التِبت»
ولا البطريقُ كانَ ينتمي إلى القطبِ الجنوبيّ
ولا الحزنُ كان ينتمي للعراق..
مثلما كان قلبي ينتمي إليك
في تلكَ الليلة.
كان الزمانُ جميلاً في تلك الليلة.
غير أنَّ الروحَ الآنَ
قد كفّت عن النبض
ولم يعُدِ القلبُ يجفلُ
كلما أقتلعوا نخلةً من بستانكِ البهيّ
وصادَروا رائحةَ الطَلْعِ من شفتيكِ البرحيّتين.
إنها أربعونَ عاماً.. أربعونَ عَقداً.. أربعونَ قرناً
لم تكُن كافيةً كما يبدو
لاكتشافِ الأشياءِ الصغيرةِ
التي غابت عن الروح
في تلكَ الليلة.
لذا ..
وفي الصَفِّ الأوّلِ من آخرِ العُمْرِ هذا
سأذهبُ إلى مدرسةِ الصحراء
لأتعلّمَ سبباً واحداً
يجعلُ ماءَ دجلةَ مُرَّ المذاق
وليس ثمّةَ بئرٌ واحدةٌ في الأفق.
في الصفِّ الأوّلِ من آخرِ العُمرِ هذا
سأعودُ إلى مدرسةِ الصُدْفةِ
لأتعَلّمَ سبباً واحداً
يجعلُ اللقاءَ بكِ مُمكناً
ومُدهِشاً
كما كان
في تلكَ الليلة.