TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > الأشكال والمضامين في مسرح ناظم حكمت

الأشكال والمضامين في مسرح ناظم حكمت

نشر في: 25 يونيو, 2010: 04:33 م

د . شاكر الحاج مخلفكتب ناظم حكمت في تلك الفترة أهم أثاره الأدبية وأروعها وكانت تعبر عن نضوج في المضمون وتطور في استخدام الأشكال الفنية ففي عام 1940 نظم ملحمة “ حرب الاستقلال التركية “ والتي نشرت بعد وفاته عام 1965
 وهي تتحدث عن بطولة وتضحيات أبطال مغمورين من الجماهير والذين استطاعوا أن يحققوا نصرا كبيرا للأتراك على قوات اليونان وحلفائهم وتم إجلاؤهم وسوقهم إلى البحر، وتشكل تلك الملحمة الطويلة مع ملحمة “ الشيخ بدر الدين “ أهم روائعه الشعرية، كما نظم في تلك الفترة قصائده المطولة المعروفة باسم “ مشاهد البشر في بلادي “ وفيها يعرض أنماطا بشرية بعضمتها وضعفها وأخطائها وقد استمد مادة تلك القصائد المطولة من رسائل زوجته ومن شخصيات رفاقه في السجن وحكاياتهم عن ماضي حياتهم وأحلامهم وكذلك أخبار وقصص عن ذكريات حرب الاستقلال وعن إسهامهم فيها فكان يذهب إلى مكان الشخص الذي يريد أن يستمد منه معلوماته ويثير شجونه ثم ينتحي جانبا دون أن يلفت أليه النظر ويدون ملاحظاته ، وهناك أجزاء كثيرة من أحاديث تلك الشخصيات ضمنها قصائده دون أن يتناولها بشيء من التغيير،كان يؤمن بأن الشعب هو المرجع المهم في تطوير اللغة وإبداع الشعر وبقية الفنون والآداب فهو يقول “ : أن فنان الشعب وقبل كل اعتبار أن يفهمه الشعب وأن يكون فنانا للشعب بمعنى الكلمة ويحمل اللقب باستحقاق أكيد “ ومن هذا المنطلق عرض قصائده “ مشاهد البشر في بلادي عدة مرات على فئات مختلفة من نزلاء السجن وبدل الكثير من مواضعها التي لم يكن فهمها يسيرا عليهم وأعاد كتابتها بطريقة أوضح ، وفي العام 1948 كتب أهم أعماله المسرحية وهي  “حكاية حب أو شيرين وفرهاد “ والتي نشرت في تركيا عام 1954 كما كتب رسائل السجن من عام 1942-1952 وكذلك سيمفونية موسكو والتي نشرت عام 1959 والقرن العشرون التي نشرت في عام 1945 ، يرى ناظم حكمت إن الشاعر الحديث يجب أن يناضل من أجل أن يقول الحقيقة بدون زيف أو تلفيق “ إن الشاعر لم يهبط فجأة من سماء التحليق بالغيوم ، بل إنما هو مواطن يخوض غمار الحياة ويواجهها بثبات وشجاعة ، هناك أقلام تستقر كالأوسمة الوطنية الكفاحية على الصدور وأقلام صفراء تافهة تستقر آخر المطاف بين أكداس القمامة. مازلنا عبيداً، ويوجد لنا سادةمازالت الجدران ذوات الحجارة الملعونة المغطاة بالفطرتفصل أبناء الأرض إلى جماعتينالعبيد...، والسادة.مازال السيد يصدر الأوامر، ومازال العبد يكدح.مازال العبيد محرومينحتى من فضلات وبقايا موائد السادة الفضية،ومن خبزهم الأبيض مثل الثلجمن أباريقهم المملوءة بالخمر.مازلنا نمضي مساء كل يوم في ظل العبوديةنمضي إلى بيوتنا حاملين قليلاً من الخبز الحاف،وحين يتسلل المطر من ثقوب اسطحة منازلنانرتجف تحت لحفنا الممزقةمنتظرين الشمس حتى نأخذ منها قسطا من الدفءمثل قطيع من الكلاب المريضة المندسة ببعضها،محاريثنا ومطارقنا مع كدحنا الطويل،مع معاولنا الدائبة على الأنين منذ قرون،قد أفرحت قلب التربة السوداءوتكللت الشجرة المعروفة باسم الدنيا بالأزهار والورودمثل حسناء فتية طرية تستسلم للعاشق.نحن نموت جوعاً تحت هذه الشجرةأما السادة فيجمعون كل ثمراتها واحدة واحدةوهم يبرزون أنيابهم المفعمة بالتهديد ...السادة، الاغوات، الأولياء، النساكليخنقوا جميعاً بين أحضان الظلام والفراغ الأبديين،يكفينا نهج بسيط، قانون واضح، حق جليعلى طريق النور للأرواح الطاهرة هو: من يعمل يأكل استخدام الحكاية القديمة والفلكلور لبناء مسرحيات على جانب كبير من الأهميةحرب التحرير الشعبية والأهوال التي رافقتها والظروف الصعبة التي واجها الشعب التركي، انعكست تأثيراتها في الأدب الجديد ووجدت لها صدى كبير في القصة الواقعية التي أعلن عن ميلادها بعد تلك المرحلة بفترة وجيزة ، وخاصة القصة القصيرة التي بدأت بتناول المشاكل اليومية والظروف القسرية المحيطة بالإنسان التركي، وفي هذا المجال يعد ظهور “ عمر سيف الدين “ أول من طرق باب القصة القصيرة في الأدب التركي، بعد ذلك انطلق تيار الواقعية الحديثة على أيدي أدباء بدؤوا بمعالجة مشاكل إنسان الأناضول وجوانب الصراع في حياته، كما استطاع عزيز نسين وكتاب آخرون عن طريق المزج بين الحكاية والنكتة الظريفة في قصص قصيرة استأثرت باهتمام القراء والنقاد كما أتخذ كتاب آخرون من مشاكلهم اليومية مادة لقصص جيدة ، وظهرت قصص كتبت بأقلام كتاب ذوي انتماءات فلاحية تحدثت عن آمال وآلام سكان الريف التركي وكادحي المزارع والإقطاع، والتي اعتبرت تيارا قويا ومؤثرا في القصة التركية من أمثال “ يشار كمال “ إلا أن ثمة قصاصين آخرين استلهموا قصصهم من حياة الناس وحقائق الحياة التركية ، وفرضوا كل ذلك من خلال تجارب إنسانية ، فكانت قصصهم تمثل بحق حياتهم الخاصة ضمن إطار الحياة التركية العامة مضافا أليها تصويرا بارعا للواقع التركي ، أن الأدب التركي الذي يمتلك ماضيا عريقا في حقل القصة القصيرة أخذ يمتلك أيضا ناصية الرواية، فقد خرجت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram