محمد حمدي
اختبار حقيقي تجتمع فيه المسؤولية بعناصر النجاح والفشل معاً، ولا يمكن التبرّؤ منه وسوق الأعذار إن خسرنا الفرصة، وأجزم أن حديث الساعة رسمياً وجماهيرياً ينصبُّ باتجاه يوم المباراة التي سيخوضها منتخبنا الوطني مع شقيقه الإماراتي في الرابع والعشرين من الشهر الحالي برسم الدور الحاسم والمؤهل إلى مونديال قطر 2022.
وبمتابعة بسيطة، سنرى أن ثمّة مناشدات كثيرة جداً تطلقها المؤسّسات الرياضية والإعلامية وعدد من المسؤولين على حدّ سواء، وتعمل بدور الناصح الأمين الذي يُريد ويطالب ويخاطب الجمهور الرياضي الذي سيحضر المباراة وتنصح جميعها جماهيرنا التحلّي بضبط النفس الى أقصى درجة مُمكنة والالتزام بالانضباط والنجاح كضرورة قصوى في الاختبار الذي سنوضع فيه بعد موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على إجراء مباراة العراق على أرضه وبين جماهيره بعد طول انتظار والخشية من ضياع الفرصة الذهبية في تعزيز القرار فيما لو حدث أيّ ما يعكّر صفو المباراة لا سمح الله، وهو ما يُراهن عليه البعض للعودة الى المربّع الأوّل على رأي السياسيين هنا.
وقد رأينا أن الأمور برمّتها وضِعت في خانة الجمهور الرياضي الذي عليه أن يتحمّل المسؤولية، ويكون عند مستوى الحدث، ويعكس صورة حضارية راقية عن بغداد السلام وجميع مُدننا وجماهيرنا بصورة عامة الحقيقة وإن كنّا لا نختلف عن هذه الطروحات وأهمية الجمهور ملح المباريات، وأجمل ما فيها، بل أن الملاعب الكبيرة وجدت من أجله أصلاً، فإننا نذكر بجوانب أخرى تتعلّق بالإدارة المحترفة والتنظيم كفاصل كبير جداً للنجاح من دون شكّ والإدارة من الفندق للوفد الضيف، وصولاً الى الملعب والطريق واختيار جميع مفردات العمل، ومن يقوم عليه بحرفيّة متناهية، ومنها أيضاً اختيار المتطوّعين لتسهيل دخول الجمهور واستقراره في مقاعده وخروجه بهدوء، وتوزيع أمن الملاعب وغيرهم.
يبقى الأهم من وجهة نظر متمرّسة في حضور مباريات كثيرة جرت في البصرة وأربيل وكربلاء نجد أن أكثر ما يثير الفوضى والصخب والإرباك ويضرب الإدارة في الصميم هُم أفواج المُرافقين للمسؤولين المُدجّجين بالسلاح والجاهزين فوراً على افتعال الأزمات وقطع الطرق وإرباك الأحوال!
لنا في ذلك شواهد كثيرة جداً، فوجود هؤلاء وحضور المسؤولين بسيّاراتهم وارتالهم الفارهة هو الخطر الأكبر الذي يُهدّد سير المباراة ويثير تحسّس الجماهير وما لم يتم علاج هذه الظاهرة من الآن في مباراة ملعب المدينة الضيّق جداً بمساحة استيعاب السيارات والارتال فإننا لن نفعل أي شيء إيجابي يُذكر.
الجماهير العراقية مُنضبطة جداً ولا تثير أيّة مشكلة، ولكن الاستفزاز يثيرها ويحرفها عن الصواب، لذلك اقترح على الجهة الأعلى المتمثّلة بوزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم أن يكون تجمّع ارتال وسيارات المسؤولين في منطقة بعيدة عن الملعب، وأن يتم استصحابهم في موكب شرفي مُجتمعين بسيّارات موحّدة مع الوزير الى الملعب وبحماية مركزية من دون حضور طواقمهم وحماياتهم وهو أمر معمول به في كل مكان وزمان، وهي مناشدة نُطلقها بذات الكيفية التي تطلق الى الجماهير الكروية.
اشياء أخيرة لابد أن نشير اليها وتأثيرها الكبير وأوّلها الإعلام الرياضي الذي نسجّل له بفخر حالات استباقية للتحضير والترويج للمباراة المُقبلة وقد وصل صدى إعلامنا الى أقصى مكان مؤثّر في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي شهادة نجاح مسجّلة ومختومة باسماء الزملاء، وأيضاً سنسجّل بأرقى كلمات التعبير الرائع والاشادة لمجموعات المتطوّعين الشباب الذين سجّلوا نجاحات كبيرة جداً في اختبارات سابقة وآن لهم اليوم الافصاح عن امكانياتهم الكبيرة في مباراة ملعب المدينة وهم بأقصى درجات النشاط.