TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: أكون أو لا أكون!

كلمة صدق: أكون أو لا أكون!

نشر في: 7 مارس, 2022: 11:47 م

 محمد حمدي

اختبار حقيقي تجتمع فيه المسؤولية بعناصر النجاح والفشل معاً، ولا يمكن التبرّؤ منه وسوق الأعذار إن خسرنا الفرصة، وأجزم أن حديث الساعة رسمياً وجماهيرياً ينصبُّ باتجاه يوم المباراة التي سيخوضها منتخبنا الوطني مع شقيقه الإماراتي في الرابع والعشرين من الشهر الحالي برسم الدور الحاسم والمؤهل إلى مونديال قطر 2022.

وبمتابعة بسيطة، سنرى أن ثمّة مناشدات كثيرة جداً تطلقها المؤسّسات الرياضية والإعلامية وعدد من المسؤولين على حدّ سواء، وتعمل بدور الناصح الأمين الذي يُريد ويطالب ويخاطب الجمهور الرياضي الذي سيحضر المباراة وتنصح جميعها جماهيرنا التحلّي بضبط النفس الى أقصى درجة مُمكنة والالتزام بالانضباط والنجاح كضرورة قصوى في الاختبار الذي سنوضع فيه بعد موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على إجراء مباراة العراق على أرضه وبين جماهيره بعد طول انتظار والخشية من ضياع الفرصة الذهبية في تعزيز القرار فيما لو حدث أيّ ما يعكّر صفو المباراة لا سمح الله، وهو ما يُراهن عليه البعض للعودة الى المربّع الأوّل على رأي السياسيين هنا.

وقد رأينا أن الأمور برمّتها وضِعت في خانة الجمهور الرياضي الذي عليه أن يتحمّل المسؤولية، ويكون عند مستوى الحدث، ويعكس صورة حضارية راقية عن بغداد السلام وجميع مُدننا وجماهيرنا بصورة عامة الحقيقة وإن كنّا لا نختلف عن هذه الطروحات وأهمية الجمهور ملح المباريات، وأجمل ما فيها، بل أن الملاعب الكبيرة وجدت من أجله أصلاً، فإننا نذكر بجوانب أخرى تتعلّق بالإدارة المحترفة والتنظيم كفاصل كبير جداً للنجاح من دون شكّ والإدارة من الفندق للوفد الضيف، وصولاً الى الملعب والطريق واختيار جميع مفردات العمل، ومن يقوم عليه بحرفيّة متناهية، ومنها أيضاً اختيار المتطوّعين لتسهيل دخول الجمهور واستقراره في مقاعده وخروجه بهدوء، وتوزيع أمن الملاعب وغيرهم.

يبقى الأهم من وجهة نظر متمرّسة في حضور مباريات كثيرة جرت في البصرة وأربيل وكربلاء نجد أن أكثر ما يثير الفوضى والصخب والإرباك ويضرب الإدارة في الصميم هُم أفواج المُرافقين للمسؤولين المُدجّجين بالسلاح والجاهزين فوراً على افتعال الأزمات وقطع الطرق وإرباك الأحوال!

لنا في ذلك شواهد كثيرة جداً، فوجود هؤلاء وحضور المسؤولين بسيّاراتهم وارتالهم الفارهة هو الخطر الأكبر الذي يُهدّد سير المباراة ويثير تحسّس الجماهير وما لم يتم علاج هذه الظاهرة من الآن في مباراة ملعب المدينة الضيّق جداً بمساحة استيعاب السيارات والارتال فإننا لن نفعل أي شيء إيجابي يُذكر.

الجماهير العراقية مُنضبطة جداً ولا تثير أيّة مشكلة، ولكن الاستفزاز يثيرها ويحرفها عن الصواب، لذلك اقترح على الجهة الأعلى المتمثّلة بوزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم أن يكون تجمّع ارتال وسيارات المسؤولين في منطقة بعيدة عن الملعب، وأن يتم استصحابهم في موكب شرفي مُجتمعين بسيّارات موحّدة مع الوزير الى الملعب وبحماية مركزية من دون حضور طواقمهم وحماياتهم وهو أمر معمول به في كل مكان وزمان، وهي مناشدة نُطلقها بذات الكيفية التي تطلق الى الجماهير الكروية.

اشياء أخيرة لابد أن نشير اليها وتأثيرها الكبير وأوّلها الإعلام الرياضي الذي نسجّل له بفخر حالات استباقية للتحضير والترويج للمباراة المُقبلة وقد وصل صدى إعلامنا الى أقصى مكان مؤثّر في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي شهادة نجاح مسجّلة ومختومة باسماء الزملاء، وأيضاً سنسجّل بأرقى كلمات التعبير الرائع والاشادة لمجموعات المتطوّعين الشباب الذين سجّلوا نجاحات كبيرة جداً في اختبارات سابقة وآن لهم اليوم الافصاح عن امكانياتهم الكبيرة في مباراة ملعب المدينة وهم بأقصى درجات النشاط.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram