TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > ناظم حكمت..شاعر الحب في منعطف الحرب والسلام

ناظم حكمت..شاعر الحب في منعطف الحرب والسلام

نشر في: 25 يونيو, 2010: 04:38 م

حميد لفته ناظم حكمت نبض حياة وسحر جذاب ومحبة وحميمية وجمال أخاذ تسري في عروقي منذ ان تعرفت على قدر من تاريخ حياة ونضال وكفاح هذا الشاعر الكبير هذا القلب والانسان الخالد الذي لايموت وهوينبض بالمحبة والمودة للانسانية جميعا وبون استثناء والذي نذر نفسه وشعره
 وكل تفاصيل حياته من اجل قضية عادلة وهدف سام الا وهو تحقيق حرية وانعتاق وسلام العالم عبر تحقيق الاشتراكية حلم الشعوب. ولابد للعالم العربي عموما بكل فئاته وشرائحه وبالأخص مثقفيه كما أرى ان يكون ممتنا للروائي والمناضل الكبير حنا مينة لم بذله من جهد ودراسات مفصلة تغطي الكثير من شخصية ونضال ونتاج ناظم حكمت. حتى اني أصبحت نتيجة لذلك لااستطيع ان أراهما أقوالا وصورا ومنتجا أدبيا منفردين بل علمين من اعلام الفكر والنضال والشعر والأدب تجمعهما وحدة المنهج الفكري وحب الانسان.وفاء مني لروحي وبهجتي ومتعتي بسمو وانسانية وثراء ناظم حكمت في ذكرى رحيله الرابعة والأربعين الا ان أضع مع كل الأحرار في العالم أكالىل الزهور على ضريح ناظم حكمت واذكر المطلع وأتحف من يطلع على بعض النماذج والمختارات من رياض ماقاله وأشعاره وعظيم أفعاله..... وبعض مما قيل بحقه وهو كثير شاعرا ومناضلا وانسانا  وبمناسبة ذكرى الرحيل استذكر قول الشاعر الكبير الراحل رسول حمزاتوف في حتمية الموت وخلود مايتركه من اثر بعده حيث يقول:( كلنا سنموت لن نعيش الى الأبدوذلك معروف وهو ليس بجديد لكننا نحيى ليبقى بعدنا اثر بيت أو شجرة أو كلمة اوممر)ومما قاله ناظم بخصوص الموت(أمنا الطبيعة ستعلن ساعة الانصراف ذات يومقائلة: لقد انتهي الضحك والبكاء ياولديوستعاود الحياة التي لاترى ولاتتكلم ولاتفكر دورتها اللامحدودة)وتنفيذا لمقولة أمنا الطبيعة ودع ناظم حكمت الحياة وتوقف قلبه عن الخفقان في 3\6\1963 توقف قلب الشاعر الذي قال عنه حنا مينة(يكفي ان نقول ناظم حتى نقول الانسان) وفي سبب موته يقول حنامينة( الذي يقرؤون رسائل ناظم حكمت وهو في السجن أو قصائده المكتوبة في تلك الحقبة رسائله المكتوبة الى كل واحد منا وكذلك قصائده المكتوبة من اجل كل واحد منا لن يتساءلوا مم مات ناظم بعد ذلك في الثالث من حزيران 1963 انه لم يمت الا من الحب حب الانسانية العظيم)فما الذي سيفعله شهيد الحب الانساني لو بقي على قيد الحياة حيث يجيب عن هذا التساؤل قائلا(اذا بقيت سالما سأكتب على الجدران وفوق الأرصفة في الساحات العامة اشعاري وسأعزف على الكمان في ليالى العيد لمن يبقون من المعركة الأخيرة وكذلك سأعزف على الأرصفة المغمورة بضياء ليلة رائعة للذين يغنون أغاني جديدة للناس الجدد والخطوات الجدد)وشرط ناظم على الموت لكي يكون عادلا يجب ان تكون الحياة عادلة يعني ان يحيى الانسان حياة مليئة بالسعادة والحرية والرفاه والمحبة حيث يقول (حتى يكون الموت عادلا لابد للحياة ان تكون عادلة)فلأجل عدالة الحياة لأجل غد الانسانية المشرق يعزف ناظم ألحانه ويكتب أشعاره بعد ان تخلع الانسانية رداء الحروب والاستغلال والعبودية حيث الخلاص وتجاوز وحشية الرأسمالية بالغد الاشتراكي السعيد حتى يرى الانسان مالم يراه ويقول مالم يقله بعد حيث يقول:( أجمل البحار: ذلك الذي لم يزره احد بعدأجمل الأطفال: ذلك الذي لم يكبر بعدأجمل أيامنا: تلك التي لم نعشها بعدأجمل الكلمات: التي وددت قولها لكهي تلك التي لم اقلها بعد)وناظم يعرف تماما هدفه وكذلك يعرف عدوه وعدو الفقراء والمعدمين الذين تبني قضيتهم حيث يدعو لوحدة وتماسك وتكافل قوي البناء والكفاح من اجل الحرية والعدالة والسلام حيث يقول(البرجوازية قتلت اثنين مناأماتت اثنين لن يموتا مناالبرجوازية دعتنا للمعركةوقد قبلنا الدعوةفنحن كما نعرف ان نضحك بفم واحدنعرف ان نحيا ونموت كواحدكلنا من اجل واحدناواحدنا من اجل كلنا)وهو يصف أعداء الحياة لحبيبته ولزوجته ويدعوها للتفاؤل والكبرياء والعنفوان الانساني والأمل والثقة بالنصر حيث يقول:( أنهم أعداء الأمل ياحبيبتينعم أعداءالمياه الجاريةوالأشجار المثمرة الىانعةوالحياة المتدفقة المتطورة ذلك لان الموت طبع بصماتهعلى جباههم: هم مثل الأسنان المنخورة هم مثل اللحم المتهرئانهم محكومون بالانهيار الى غير رجعةعندئذ ياحبيبتي سوف ترين بكل تأكيدملائكة الحرية تحوم في أجواء بلادنامرتدية أحلى ازياءهامتلفعة ثياب العمال)ان ناظم حكمت لايرى الحرية الاوهي مرتدية ثياب الطبقة العاملة انطلاقا من منهجه الماركسي باعتبار ان تحرر الطبقة العاملة وحريتها ستحرر الانسانية جميعا من التعسف والقهر والديكتاتورية والاستغلال .ان شاعرنا الكبير يدعو كافة نساء العالم وخصوصا نساء المناضلين والمكافحين من اجل غد الحرية والسلام ان يكنن رايات للثورة فخورات فرحات غير حزينات ولا منكسرات متفائلات وجميلات بجمال بيرق الثورة والمبادئ السامية التي من اجلها عذب وسجن وتشرد أزواجهن وأحبائهن حيث يقول مخاطبا زوجته بأرق وأسمي وأكثر العبارات وثوقا بالنصر وتحدي قوي الظلم والظلام :-(اخرجي من الصندوق ذلك الفستانالذي كنت ترتدينه حيث التقينا أول مرةارتديه ومري كوني مثل أشجار الربيعأشكلي القرنفلة التي أرسلتها في الرسالة من السجنفي شعركارفعي جبهتك العريضة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram