TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دراما نوفل العاكوب!

العمود الثامن: دراما نوفل العاكوب!

نشر في: 8 مارس, 2022: 12:01 ص

 علي حسين

في كل يوم تسجل الديمقراطية العراقية سابقة جديدة. ومنذ اللحظة التي أصدر فيها العلامة إبراهيم الجعفري مؤلفه الخطير "الديمقراطية في العراق" والذي تفوق على السادة جان جاك روسو والمرحوم هوبز والإنكيزي جون لوك ، فعلى مدى قرون لم يجرؤ مفكر أن يقدم خلاصة للديمقراطية مثلما قدمها الجعفري عندما قال: "من غیر الصحیح أن نتصور دیمقراطیة سیاسیة من دون دیمقراطیة".

على مدى سنوات اكتشف المواطن العراقي أن أحزاب الديمقراطية بدلاً من أن تصغي إلى الشعب ،أصرّت على أن تهدم الوطن وتقسّم العراقيين إلى قبائل ومذاهب ومناطق، وكانت مهمة القانون أن يدعو الناس نحو الدولة. فماذا حدث؟، تُنهب الموازنات، يقتل الناس بقاذفات العشائر وكواتم الدراجات، يشوى المواطن في حرائق المستشفيات، تُباع المناصب بالمزاد، ولا يحرِّك السيد المدّعي العام ساكناً، الذي بحسب معلوماتي المتواضعة يمثّل الحقّ العام، ورغم كلّ هذا العدد الكبير من ملفات الخراب، وكان آخرها حريق مستشفى الهندية، إلا أنّ المواطن العراقي لم يسمع صوتاً للمدّعي العام، وأجزم أنّ 99 بالمئة من العراقيين لايعرفون اسم المدّعي العام، هذا إذا كانوا يُصدِّقون أنّ هناك منصباً قضائيّاً اسمه الادّعاء العام. ثم إنني بكلّ صدق لستُ أعرف: هل صمت الادّعاء العام هذا تصرّف قانوني؟ .

في المقابل نعيش في اجواء كوميديا ديمقراطية ونحن نقرأ او نسمع أن جمال الكربولي الذي أطلق سراحه قبل أشهر، يعيش الآن في الأردن لإدارة أعماله التجارية، من دون أن يقول له المدعي العام يارجل نريد منك أن تعيد أموال الهلال الأحمر ، وأن تكشف الفساد في وزارة الصناعة التي حولها شقيقك أحمد الكربولي خلال أربع سنوات إلى شركة خاصة. هل ما جرى مع الكربولي غريب على هذه البلاد؟، فمَن شاهد منكم أحد حيتان الفساد يقدم للقضاء، ومن قرأ منكم خبراً يقول إن المدعي العام أصدر قراراً بالقبض على رؤوس الفساد؟.. فنحن في كلّ مرة نتجرّع الحقيقة بمذاقها المرّ، وهي أنّ لا شيء مهمّ في هذه البلاد سوى سلامة كراسيّ المسؤولين، ومن ثم فلا تسألوا عن المتسبّب في جرائق المستشفيات، مثلما لايحقّ لكم أن تسألوا أين وصل التحقيق في كارثة مستشفى الخطيب!

لو أحصينا الحوادث والكوارث التي تعرّض لها العراقيون خلال التسعة عشر عاماً الماضية سنكون أمام ما هو أبشع من التهريج والعبث. المهم ان لا ننسى ديمقراطية إبراهيم الجعفري ونمنح نوفل العاكوب ، فرصة جديدة للانتقال بنا إلى دراما جديدة تنقلنا من عصور التهريج إلى عصور الخراب.

تعلمنا مفاهيم العدالة الحقيقية أنه لا يمكن للبلدان أن تستقر والناس تجد أن السارق ومثير الفتنة الطائفية والقاتل والمرتشي ينجو من العقاب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram