TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البكاء على اطلال الخراب !

العمود الثامن: البكاء على اطلال الخراب !

نشر في: 9 مارس, 2022: 11:08 م

 علي حسين

باتت مواعيد البكاء على الأطلال تتكرّر كثيراً هذه الأيام، وكأن البعض يريد استعادة لحظة السيدة أم كلثوم وهي تصدح بصوتها: "إسقني وأشرب على أطلاله"، الجميع يعتقد أن العراقيين خذلوه وأن أيامه كانت كلها خير ورخاء.

منذ أيام وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تذرف الدمع على عصر عادل عبد المهدي الذهبي، وقبل أيام خرج علينا من يطالبنا بأن نتذكر الخير الذي كنا نعيش فيه أيام حكم نوري المالكي وهناك مَن يجد أن العملية السياسية فشلت لأنها لا تريد أن تعطي رجلا بحجم محمود المشهداني حقه، فمنصب رئيس برلمان، وعرّاب صفقات "المالات" فمكانه دائم في قلوب العراقيين.

ليست هذه المرة الأولى التي ببكي فيها أحزاب وشخصيات على الاطلال ، وايضا ليست المرة الاولى التي تساهم هذه الكيانات في بث الخراب ، فقد فعلتها قبل سنوات حين مهّدت الطريق أمام نهب مئات المليارات، وحين صمتت على الخراب، وعندما كافأت حسين الشهرستاني على ضياع أموال الكهرباء، ومهدت الطريق أمام رحلة سعيدة قام بها ماجد النصراوي إلى أستراليا .

في كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تبرر الفشل وتحلل نهب المال العام، وفي مجتمع يراد له أن يعيش البؤس والحرمان، وأحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام، نجد المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمّن له حياته وحاجياته وينشر الأمل والتسامح.

بالأمس أيضا ضحك العراقيون، بعد أن كان العالم يضحك على ما يجري في بلاد الرافدين، ضحكوا على نواب يفترشون الارض امام بيت نائبة يطالبونها بمحاسبة افراد حمايتها الذين اعتدوا بـ " التواثي " على شاب عراقي جريمته الوحيدة انه يحب العراق ، وبدلا من ان يذهب النواب الاهعزاء الى البرلمان ليطالبوا بمحاسبة النائبة ، اكتفوا بان فرشوا الحصران تنديدا بالجريمة التي تم اهمالها من الجميع

أسوأ أنواع الكوميديا هي الضحك على المتفرجين، لا على الأحداث، في هذه الأيام أثقلت صفحات النقاش الذي يعلو كل يوم مجالس سياسيينا حول "كنز علاء الدين المدفون تحت كراسي البرلمان "، وأسوأ أنواع العاملين في السياسة، هم الذين فقدوا الإحساس بروح المواطنة، لأنهم سوف يفعلون ما يشاؤون أو ما تشاء لهم المحاصصة.

لست مطالباً بأن أكتب بحثاً عن سنوات الخراب، أنا لا أملك سوى هذه الشرفة المتواضعة التي أريد أن أقول من خلالها، إن مثل هذه الألاعيب هي المسؤولة عن ما فقدنا من نفوس وثروات وعن الزمن الذي أضعناه في صراع طائفي وصل إلى كرسي الفراش، وعن الدعوة إلى نبذ العلم ومطاردة الكفاءات، والخروج من سباق التنمية ومنافسة بلدان العالم المتحضر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram