TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > نافـذة من موسـكو..المتطوعون الأجانب في الحرب الاوكرانية

نافـذة من موسـكو..المتطوعون الأجانب في الحرب الاوكرانية

نشر في: 13 مارس, 2022: 11:32 م

 د. فالح الحمـراني

سيتمكن المتطوعون الأجانب من المشاركة في االعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى جانب الجيش الروسي. ووفقا لمعطيات وزير الدفاع الروسي فقد أعرب حوالي 16 ألف مواطن من دول الشرق الأوسط عن اهتمامهم بالذهاب إلى أوكرانيا أصبح هذا معروفًا بعد اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الذي عقده فلاديمير بوتين في 11 آذار.

كما أيد الرئيس مبادرة وزارة الدفاع لنقل الأسلحة الغربية التي تم الاستيلاء عليها إلى قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا من جانب واحد أثناء النزاع. ويدور الكلام على وجه الخصوص عن المجمعات الأمريكية Javelin وStinger. وفي اليوم نفسه، التقى الرئيس الروسي في موسكو بنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي أطلعه على “التطورات الإيجابية” في عملية التفاوض مع الجانب الأوكراني.

في غضون ذلك بدأ الحراك الدبلوماسي في بذل الجهود لإيجاد تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية. وانضمت الصين لأول مرة على أعلى مستوى إلى المباحثات المتعلقة بأوكرانيا. وحتى الآن، يلعب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وكذلك الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، دورا نشطا في عملية التشاور. ووفقا لمصادر صحفية فقد طرح الطرفان على الجانب الروسي مبادرة تدعو إلى وقف العملية العسكرية والانسحاب من أوكرانيا مقابل تمتع أوكرانيا بصفة الحياد، والاعتراف بالقرم كجزء من روسيا وباستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين ذات الأغلبية الروسية، أو تجميد هذا الوضع.

وعقد فلاديمير بوتين قبل بدء المحادثات الروسية ـ البيلاروسية اجتماعا ميدانيا مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، نوقش خلاله عدد من القضايا العسكرية. على وجه الخصوص، أيد رئيس الاتحاد الروسي فكرة إرسال متطوعين أجانب على استعداد للانضمام إلى العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا. ووفقًا لوزير الدفاع سيرجي شويغو، تم بالفعل استلام أكثر من 16 طلب من دول الشرق الأوسط وحدها. وقال فلاديمير بوتين: “إذا رأيتم أن هناك أشخاصا يريدون المجيء ومساعدة سكان دونباس على أساس طوعي، خاصةً ليس من أجل المال، حسنا، فأنتم بحاجة إلى مقابلتهم في منتصف الطريق ومساعدتهم على الانتقال إلى منطقة الحرب” ويبدو أن الموقف الروسي يأتي بمثابة رد على التحاق المتطوعين الأجانب في القوات العسكرية الأوكرانية كما تحدثت أنباء عن احتمال نقل “ الإرهابيين” من سوريا لمحاربة القوات الروسية . وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إن العدد الإجمالي للأشخاص الذين تقدموا بطلبات للانضمام إلى الفيلق الدولي الذي تم إنشاؤه خصيصًا يقترب من 20000 شخص.

ووافق فلاديمير بوتين خلال الاجتماع، أيضا على نقل الأسلحة التي استولى عليها الجيش الروسي في أوكرانيا إلى جمهورية دونتسك ولوغانسك. بالإضافة إلى ذلك، رآكم الجانب الروسي كمية كبيرة من المعدات الأوكرانية: الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية، كل هذا سيكون قادرا أيضًا على زيادة الفعالية القتالية لميليشيات الجمهوريتين، وفقا لوزارة الدفاع.

كما اقترح سيرجي شويغو تعزيز الحدود الغربية لروسيا على خلفية تعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو. وشدد على أن “هيئة الأركان درست كل الإجراءات التي يتخذها الغرب لتعزيز قواته قرب حدودنا الغربية”. - يقومون كل يوم بدفع المزيد والمزيد من الوحدات الجديدة، وهذا يحدث على خلفية حقيقة أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يهددهم في هذه الحالة. ومع ذلك، يبدو لنا أنهم، يستغلون هذا الوضع، يريدون ملء منطقتنا الحدودية على الجانب الآخر إلى أقصى حد بالقوى والوسائل، وبالطبع على ما يبدو، لفترة طويلة. طلب فلاديمير بوتين تقريرًا منفصلاً حول هذا الموضوع. وأكد أنه سيتم اتخاذ قرار بعد مناقشته.

كان الموضوع الأوكراني أيضا محور الاهتمام لأول اجتماع شخصي بين فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو منذ بداية العملية الخاصة الروسية. في الجزء المفتوح من المحادثة، أعلن رئيس الاتحاد الروسي عن “تطورات إيجابية” في المفاوضات مع الجانب الأوكراني. ومع ذلك، لم يكشف الرئيس عن التفاصيل في حضور الصحفيين.

كما أعرب الرئيسان عن ثقتهم في أن موسكو ومينسك ستتمكنان من التغلب على ضغوط العقوبات التي يمارسها الغرب الجماعي الآن على كلا البلدين. وقال فلاديمير بوتين: “لكن، كما قلنا من قبل، كانت المحاولات للحد من تنميتنا، واحتوائها، تُبذل دائما، ويتم إجراؤها الآن - الآن على نطاق أوسع، بالطبع، هذا واضح”. وأضاف: - أنا متأكد من أننا سنتجاوز هذه الصعوبات، وعلى العكس من ذلك، سنكتسب المزيد من الكفاءات، والمزيد من الفرص للشعور بالاستقلالية والاكتفاء الذاتي، وفي النهاية سيكون ذلك مفيدًا كما كان في السنوات السابقة.

ووصف أليكسندر لوكاشينكا العقوبات الغربية بأنها “مقززة” لأنها، في رأيه، غير شرعية على الإطلاق وتتعارض مع العديد من الاتفاقيات الدولية. على خلفية التشديد المستمر للإجراءات، وكما يؤكد الباحث السياسي أزدار كورتوف فإن تنسيق إجراءات البلدين على غاية الأهمية، وأشار الخبير: على سبيل المثال، إلى أنه من المتوقع الآن حدوث ارتفاع حاد في أسعار الأسمدة المعدنية، وتظل روسيا وبيلاروسيا أكبر موردي هذه المنتجات في السوق العالمية.

واقترح ألكسندر لوكاشينكو تنظيم اجتماع لزعماء منظمة معاهدة الأمن الجماعي ودول الاتحاد الاقتصادي في موسكو لوضع قرارات مشتركة لمواجهة العقوبات. في الوقت نفسه، خلال المحادثات، أعاد لرئيسان مرارا الذاكرة إلى تجربة الاتحاد السوفيتي، والتي، في رأيهما، طورت بنجاح وحققت نجاحا تحت ضغط مستمر من الخارج أعاد بوتين الأذهان إلى أن الاتحاد السوفيتي عاش طوال الوقت في ظل ظروف العقوبات، وتطور وحقق نجاحا هائلاً. وحتى بعد عام 1990، استمرت العقوبات المفروضة على روسيا ثم انتقلت عقوبات من زمن الاتحاد السوفيتي إلى فترات جديدة وحديثة. هذه هي ما يسمى بقوائم كوكوموفسكي، والقيود في مجال التقنيات العالية. كل هذا كان ولا يزال. وقالت صحيفة “ موسكوفسكي كمسمولسك” “ صرح فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو علانية بأنه وبسبب العقوبات الغربية، سيتعين على روسيا وبيلاروسيا العودة إلى الحقبة السوفيتية. ومع ذلك، ولا يرى أي من القادة شيئا في مثل هذا التحول في التاريخ”. وشدد بوتين: “أن العقوبات ستؤدي إلى زيادة السيادة الاقتصادية لروسيا وبيلاروسيا المتحالفة معها. وحتى بدون عملية خاصة في أوكرانيا، فإن القيود التي أعلنها الغرب كانت ستفرض بطريقة أو بأخرى. لكن الممارسة الذي انتهجته روسيا في السنوات الأخيرة أظهرت أنه حيث فرض الغربيون قيودا علينا اكتسبنا كفاءات جديدة وأعدنا الكفاءات القديمة إلى مستوى تكنولوجي جديد. بالطبع، أصبحنا أقوى بهذا المعنى “. وقال لوكاشينكو “أنا شخص سوفيتي، وأنتم من الحقبة السوفيتية”، مشيرا إلى بوتين “كنا دائما تحت العقوبات في ذلك الوقت وعشنا وتطورنا بشكل جيد.»

ناقش الرؤساء أيضا ما يحدث في أوكرانيا من وجهة نظر أخلاقية. وأعلن الرئيس البيلاروسي عن “ارتياح الضمير” بعد بدء العملية الخاصة. ووفقا له، فإن الجانب الأوكراني خطط لمهاجمة ليس فقط دونباس، ولكن أيضا القوات الروسية والبيلاروسية. وأصبحت تصرفات موسكو، وفقا لألكسندر لوكاشينكو، إجراءً ضروريا. وعلى وفق الرئيس البيلاروسي فقد فإن القوات المسلحة الأوكرانية كانت تحضر لإطلاق النار بشكل وقائي على القوات الروسية والبيلاروسية أثناء أجراءهما المناورات الأخير، ولو لم تبدأ روسيا في العملية العسكرية الخاصة لكانت القوات الأوكرانية قد هاجمت قوات البلدين - بيلاروسيا وروسيا، التي كانت في المناورات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. نوزاد الهيتي

    اتعجب من كاتب يحمل شهادة دكتوراه يسمي الغزو الروسي عملبه عسكرية وهي بالمصطلح العلمي الدقيق احتلال وغزو

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram