بغداد/ يوسف فعلودّع المنتخب الايطالي المونديال الافريقي وهو يجر أذيال الخيبة والندم لخروجه المبكر من الدور الاول بخفي حنين عندما خسر بقسوة امام المنتخب السلوفاكي بثلاثة اهداف مقابل هدفين برسم الجولة الثالثة المجموعة السادسة . وجاءت الخسارة المؤلمة تعبر
 عن حقيقة المستوى الفني البائس الذي ظهر عليه لاعبو الآزوري في المباراتين السابقتين التي لم يحصد منها سوى نقطتين امام نيوزيلندا والباراغواي ، ولعب المنتخب الآزوري في مباراة سلوفاكيا بطريقة  4-5-1 طغت عليها السمة الدفاعية ، ولم تنفع المطالبات الكثيرة للإعلام الإيطالي وكبار اللاعبين السابقين للمدرب مارتشيلو ليبي بتغيير ستراتيجيته في اللعب وإقناعه باشراك مهاجمين في المباراة ،وعدم الاعتماد على  المهاجم كوينتا وحيدا وسط الكماشة الدفاعية السلوفاكية، لكن تلك المناشدات باءت بالفشل لرفض ليبي الاستماع لها ،لأنه عدّها تدخلاً في شؤونه الفنية .إصرار ليبي على الإستمرار بنهجه التكتيكي أدخل الآزوري في عنق الزجاجة ليدفع ثمن خروجه مبكراً بعروض كروية هزيلة عدّها الجميع الأضعف في تاريخ مشاركاته في بطولات كاس العالم منذ انطلاقتها في 1930 وحتى مونديال 2010.لاول مرة ظهر دفاع المنتخب الايطالي بهذا الوهن وارتكاب العديد من الاخطاء الفردية والجماعية لغياب التنظيم الجيد والمراقبة اللصيقة وعدم التمركز الصحيح ، وكان نقطة الضعف الواضحة في تشكيلة المنتخب على العكس مما كان يحدث سابقا حيث ان لاعبي المنتخب الإيطالي كانوا اهم أسباب تألق الآزوري في البطولات الدولية. وهذا الضعف في الدفاع استثمره لاعبو سلوفاكيا على أكمل وجه من خلال القيام بالضغط المتقدم على المدافعين الذين ارتكبوا خطأ شنيعا عندما بالغوا في تمرير الكرات بينهم وتم قطعها من قائد سوفاكيا هامسيك الذي مررها بدقة الى المهاجم فيتيك وجاء الهدف الاول منها لغياب العمق الدفاعي وإخفاق كانافارو في التعامل الصحيح مع الكرة .وكان الجميع يتوقع ان الهدف سيحفز لاعبي الآزوري على تقديم الأفضل ويجعلهم يندفعون إلى الأمام لإدراك التعادل ، لكن ( فاقد الشيء لا يعطي ) بسبب غياب اللاعبين الموهوبين عن تشكيلة المنتخب ما أدى إلى أن يعاني كثيرا في عملية البناء الهجومي . واستمرت السيطرة الميدانية للاعبي سلوفاكيا في منتصف الميدان برغم سعي لاعبي الثلث الوسطي للمنتخب الايطالي من قول كلمتهم لكن ضعف المهارة وغياب صانع الالعاب مكّن منافسيهم الذين يشاركون لاول مرة في المونديال ، وما اثّر على المقدرة الهجومية للازوري انتهاج اللاعب بمهاجم واحد كونيتنا الذي لا يجيد التحرك داخل منطقة الجزاء فضلا عن انه لا يمتلك القدرة على المراوغة والتخلص برشاقة وخفة من المدافعين .ولم يفعّل ليبي محور العمليات بعد ان استطاع فايس مدرب سلوفاكيا فرض إيقاعه التكتيكي وطبع بصمته الفنية على اجواء اللقاء وسط تفرج لاعبي الآزوري الذين كانوا بعيدين عن مستواهم الفني في المباريات.وفي الشوط الثاني أجاد المنتخب السلوفاكي استمرار سيطرته  الميدانية على مجريات اللقاء ، فيما فشل ليبي ترتيب أوراقه الفنية كما يجب عندما أهمل إشراك بيرلو اللاعب المهاري صاحب العقلية الرائعة في محور العمليات وصناعة الهجمات. وأدى الصعود غير المنظم للمدافعين الطليان إلى إرهاقهم وارتكبوا العديد من الهفوات التكتيكية التي جاء منها الهدف الثاني عن طريق فيتيك بعد ان خدع كانافارو بحركة رائعة مستثمرا تمركز المدافع الخاطئ لمراقبته الكرة من دون النظر الى المهاجم وفسح المجال امامه لتسديد الكرة الى الشباك من دون ضغط أو مضايقة من المدافعين وأحرز الهدف.واستدرك ليبي كثيرا وقوعه في الخطر وأشرك بيرلو في وقت متأخر ، وحال نزوله أجريت بعض التغييرات التكتيكية بعد ان منح بيرلو الثقة لزملائه ومدهم بالعزيمة على مواصلة المنافسة حتى الرمق الأخير ، وانتقلت السيطرة الميدانية الى الآزوري جاء الهدف الاول عن طريق دي ناتالي ، لكن سوء التنظيم الدفاعي وعدم إيجاد موازنة بين الدفاع والهجوم منح الافضيلة إلى المنتخب السلوفاكي الذي أحرز الهدف الثالث من رمية جانبية لعبت وراء المدافعين الى اللاعب القادم من الخلف الذي وجد نفسه بمواجهة حارس المرمى  حيث لعبها بمهارة عالية من فوقه الى الشباك قضت على أحلام المنتخب الإيطالي وأنهت مسيرته في المونديال ولم يغير تسجيل الهدف الثاني بشيء من الهزيمة المذلة ، وعجز لاعبو الآزوري المحافظة على اللقب الذي أحرزه في مونديال ألمانيا 2006 وظهروا مسلوبي الإرادة فاقدي العزيمة والإصرار على انتزاع الفوز ودقت ناقوس الخطر للكرة الايطالية التي دفعت ثمن اعتماد أنديتها على اللاعبين المحترفين من مختلف الجنسيات بينما لاعبوها يجلسون على دكة البدلاء في تلك الأندية بانتظار فرج المشاركة في مباريات الدوري.