محمد حمدي
حالة غير مسبوقة من الشد والجذب يتبادلها اتحاد الكرة والجمهور وتوقّعات كل السيناريوهات المحتملة قبيل انطلاق مباراتنا التاريخية أمام منتخب الإمارات الشقيق ضمن المجموعة الآسيوية الاولى المؤهّلة لمونديال قطر 2022، ومردّ المشكلة إن صحّ التعبير هو الامكانية المحدودة لملعب المباراة الجديد في بغداد (ملعب المدينة) الذي يتّسع الى 32 الف متفرّج ومع ذلك سيتم تحديده بنسبة 70% فقط من القيمة الاجمالية للاستيعاب.
وحتى قبيل عشرة أيام من الموعد المرتقب في الرابع والعشرين من الشهر الحالي فإن الجماهير تتوافد بغزارة للسؤال والاستفسار عن آلية الدخول التي ستكون تحديداً عبر البوابات الإلكترونية، ولن تباع البطاقات التي أثير حولها اللغط حتى قبل ثلاثة أيام من اللقاء، ووفقاً للتوقّعات فإن المنافسة ستكون هائلة للحصول على العدد المحدود من البطاقات، والتي لن تزيد على 25 الف بطاقة مرخّصة للدخول في الوقت الذي تصل فيه الطلبات من محافظة أخرى وليست بغداد بما يناهز عشرة آلاف طلب، ناهيك عن الدعوات وحجز الاماكن التي يطالب بها عدد كبير من اصحاب الأولويات بالتواجد في الملعب وفي مقدمتهم المتطوعين الشباب وهم بالمئات أعلنوا عن استعدادهم لتأهيل وتنظيف الملعب قبل اللقاء المرتقب بهمّة ونشاط، وممثلي روابط الأندية المشجعين وعدد آخر لمؤسّسات مدنية ورسمية.
جميعنا يعلم أن التحدّي الحقيقي الآخر الأكبر والأخطر هو أن اللقاء سيكون مِفْصلاً تاريخياً كبيراً لإنهاء الحظر على الملاعب العراقية بصورة نهائية ولا يحتمل أي فشل فيه لا سمح الله خاصة وأن الاتحاد العراقي وجّه دعوات خاصة لشخصيّات رياضية دولية وعربية للحضور لمباراة المنتخب مع نظيره الإماراتي ضمن التصفيات المؤهّلة لكأس العالم 2022، ووفقاً للمتحدث باسم الاتحاد، أحمد عودة، فإن "الدعوات وجهت لرئيس الاتحاد الدولي جياني انفانتينو، ورئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم ، ورئيس الاتحاد القطري والخليجي حمد بن خليفة، ورئيس اتحاد غرب آسيا علي بن الحسين، وشخصيات خليجية وعربية أخرى، إلى جانب شخصيات رياضية وإعلامية عربية وخليجية والسلك الدبلوماسي للسفارات الأجنبية في العراق مع مطالبات بعضهم كما هو حال السفير الفرنسي بحضور ممثلي السفارة مع عوائلهم.
لا نريد أن نضيف أكثر من ذلك ونتوقّع بالطبع أعداداً مضاعفة ولنا خبرة في ذلك تعود الى الافتتاح الأول لملعب جذع النخلة في البصرة أو افتتاح ملعب كربلاء الدولي وملعب ميسان، إذ كانت أعداد الحضور فيها تفوق التوقعات بعشرة اضعاف أو أكثر حتى على المستوى الرسمي، ووُضِعَتْ وزارة الشباب والرياضة في حرج كبير لا يوصف في الوقت الذي ألقى اتحاد الكرة باللائمة والتبعات على ذمّة الوزارة!
الحقيقة إن كانت تلك المناسبات افتتاحيات لملاعب غير مرتبطة بأي حدث رسمي دولي فإن الحال يختلف اليوم تماماً والى أبعد الحدود، فالمباراة مع الإمارات تقام برسم تصفيات المونديال في العاصمة بغداد، ومجال الخطأ فيها غير وارد بالمرّة، ولنتذكرأننا نعدّ العدّة لبطولة خليجي 25، لا أريد أن أعيد التذكير مازلنا نمتلك بعضاً من ناصية الوقت للإعداد للمباراة، ومنها إقامة بروفة تجريبية لجميع الجهات المتساندة في العمل من رجال أمن ملاعب وحمايات ومتطوّعين وإداريين وغيرهم ليتسنّى الوقوف على جميع التحضيرات.
بقي أن أشير الى نقطة في غاية الأهمية لاسناد الحدث أيضاً في التعامل مع الإعلام المحلّي بالنسبة للجهة التنظيمية للمباراة، واستثمار صوت الإعلام في التثقيف وبثّ البيانات والاعلانات بصورة واضحة لا لبس فيها بكل ما يتعلّق بظروف المباراة.