اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ضحكات الشيخ وقهقهات المذيعة !!

العمود الثامن: ضحكات الشيخ وقهقهات المذيعة !!

نشر في: 14 مارس, 2022: 11:45 م

 علي حسين

أُصدّق مشاعر النائب البرلماني المخضرم، محمد الصيهود، حين يتحدث عن السيادة وأخواتها، وابتسم حيت اراه يشتم الفساد والمفسدين، واصفق له وهو يتباكى على حال العراق، فالرجل معذور لم يكن نائباً في ائتلاف دولة القانون منذ عام 2010 وحتى لحظة كتابة هذه السطور، ولم يكن على علم بالأموال التي نُهبت أثناء سيطرة ائتلاف دولة القانون على كرسي رئاسة الوزراء،

ولم يسمع عن المشاريع الوهمية التي حُوّلت أموالها إلى جيوب كبار المسؤولين، فقد كان مشغول البال بموضوعة السيادة التي أقمنا لها المهرجانات وألقينا الخطب، لكننا نصمت عندما نسمع السفير الإيراني في العراق يطالب بلاد الرافدين أن تسمع وتطيع، ويصر على ان القصف الايراني لا علاقة له بالسيادة، وكنا قد سمعنا مثل هذا الكلام من السلطان أردوغان عندما أخبرنا وهو يصافح إبراهيم الجعفري بأن قذائف الطائرات التركية لا تستهدف سيادة العراق، وإنما هي في نزهة داخل الأراضي العراقية، ولكثرة ما شاهدنا وسمعنا من تصريحات تبشرنا بأن السيادة خط أحمر،

اثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"!! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة السلطان أردوغان..عن اي سيادة يتحدثون وهم يسخرون من جندي عراقي بسيط راح ضحية حروب صدام ، ولم تكن له ناقة ولاجمل في هذه الحروب ، ولم يكن امامه سوى طريق واحد اما حبل المشنقة او نار الحروب .

يدرك النائب محمد الصيهود، وهو يضحك على الشباب الذين سحقتهم آلة القتل في الحرب العراقية الايرانية، أن العراقيين ذاقوا الظلم مضاعفاً حين حاول الجميع تحميلهم وزر الحرب مع إيران والكويت ، وذاقوا مرارة الدكتاتورية. واليوم يذوقون مرارة الخراب الذي كان الصيهود ولا يزال احد ابطاله .

حالة السخرية من آلالف العوائل التي راح ابنائها ضحايا الحروب بلغت حدا غير مسبوق فى تاريخ عمليات الاساءة لهذه البلاد . في اي بلاد يسمح لنائب أن يسخر من ابناء بلده وعوائلهم ، وفي اي اعلام تجلل ضحكة مذيعة وهي تستذكر مآسي الحروب وجروحها التي لم تندمل بعد .

ضحكة الصيهود والتي رافقتها ضحكة مقدمة البرنامج، أجدها اليوم تثير الأسى وايضا تثير الاشمئزاز من مرحلة التدهور التي وصلت اليها برامج " التوك شو " العراقية ، والتي تحولت الى منابر لبث الطائفية والكراهية وتسعى لصنع الجهل والغفلة لتبرير ضحكات نواب الشعب على مساكين هذا الشعب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram