وفاة الشيخ أمجد الزهاوي
في مثل هذا اليوم من عام 1967 ، توفي العلامة الشيخ أمجد الزهاوي ، من أشهر علماء الدين العراقيين ، ورئيس رابطة علماء العراق لسنوات طويلة ، وصاحب المواقف الشرعية والقانونية الجريئة .
وهو أبو سعيد أمجد بن الشيخ محمد سعيد مفتي بغداد بن الشيخ محمد فيضي الزهاوي مفتي بغداد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. و عائلة الزهاوي إحدى الأسر البابانية وتنتمي إلى الأمير سليمان الكبير رئيس الأسرة البابانية والذي أنشأ حفيده إبراهيم باشا بابان مدينة السليمانية وسماها باسم جده بابا سليمان.وهم من ذرية الصحابي خالد بن الوليد المخزومي. ولد أمجد الزهاوي في بغداد عام 1300 هـ، الموافق عام 1882م، وبها نشأ وتعلم القرآن ودرس على أبيه، وعلى يد علماء عصره. وتخرج من مدرسة الحقوق ومعهد القضاء العالي بإستانبول عام 1906 م، واشتغل حاكما في الموصل، ثم نقل إلى بغداد. ومن أشهر أساتذته محمود شكري الآلوسي، وعبد الوهاب النائب، وعباس حلمي القصاب، والعلامة غلام رسول الهندي . وقد كرس حياته لطلب العلوم الشرعية كالفقه والأصول، وله آراء شرعية وفتاوى مقبولة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. نيطت به وظيفة حاكم في محاكم العراق. ووظيفة رئيس المجلس التمييز الشرعي وعمل أستاذا في كلية الحقوق وكان يحاضر في دار العلوم العربية والدينية ، وله كتاب (الوصايا والفرائض).أنيطت به بعد وفاة مفتي العراق الشيخ قاسم القيسي عام 1955، مهام الفتوى إلا أنه رفضها رسميا . لم يكن الشيخ أمجد ينتمي إلى حركة أو حزب أو كيان، بل كان يحب الكل، ويعمل مع الكل من يعمل للإسلام أو ينفع المسلمين وكان يساهم مع كل الناس ومع كل الجهات لإنجاز العمل الخير ، حتى انه كان يقول ((لست مغفلاً حتى يخدعني أحد، أنا أعمل مع كل من يعمل للإسلام والخير) .
استقر أواخر أيامه في خدمة العلم والتعليم وكان له مجلسه الخاص في المدرسة السليمانية بمحلة البقجة ببغداد القريبة من السراي والقشلة ،وكان يختلف إليه فيه مختلف العلماء والأدباء وطلاب العلم، والكل بين سائل ومشتك ومستفت فلا يرد طلب وما عرف عنه غير السعي في خدمة الناس وعمل الخير والإخلاص . وتنقل عنه الكثير من الروايات والقصص لمساعيه وتصرفاته الطيبة. وكان كثير المطالعة ،يحب البحث والمراجعة لكتبه ، حيث يذكر عنه مطالعته للكتب قبل وفاته بساعة. توفي أمجد الزهاوي في يوم الجمعة 15 شعبان 1386 هـ، الموافق 18 تشرين الثاني 1967م، وشيع في موكب مهيب يوم السبت وحضره أعلام بغداد وسار فيه العلماء والوزراء ووفود من رجالات العشائر العراقية، وطلاب المعهد الإسلامي ،ولقد أمّ الناس بالصلاة عليه تلميذه الشيخ عبد القادر الخطيب ودفن في مقبرة الخيزران بمنطقة الأعظمية ، قرب قبر عمه الشاعر جميل صدقي الزهاوي