TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > خوزيه ساراماغو: لستُ عبقرياً .. أنا أقوم بعملي فقط!

خوزيه ساراماغو: لستُ عبقرياً .. أنا أقوم بعملي فقط!

نشر في: 26 يونيو, 2010: 05:01 م

ترجمة / عادل صادقتوفي الكاتب البرتغالي الشهير خوزيه ساراماغو عن 87 عاماً في بيته على جزيرة لانثاروت الأسبانية يوم الجمعة المصادف 18 حزيران. و كان هذا الكاتب، الذي يحمل بطاقة الانتساب للحزب الشيوعي البرتغالي و الفائز بجائزة نوبل في عام 1998، مثار جدل عبر مشواره الأدبي الطويل ، و أعماله التي غالباً ما تتضمن الانتقاد القاسي للتاريخ البرتغالي، و الفكر المحافظ، و الدين، و تُغضب السلطات الحاكمة. و كانت أعماله الأدبية تدمج الواقعية السحرية و التعليق السياسي اللاذع.
و قد صرح خوزيه سوكراتيس، رئيس الوزراء البرتغالي للصحافيين بهذه المناسبة، " أعتقد بأن هذه خسارة عظيمة للثقافة البرتغالية، و قد جعلت أعماله البرتغال فخورةً به، و سيترك موته ثقافتنا أكثر فقراً ". و قال الرئيس أنيبال كافاكو سيلفا إن ساراماغو " سيكون على الدوام مرجعيةً في ثقافتنا ". و في السنة الماضية فقط، كان ساراماغو قد أغضب الكنيسة الكاثوليكية حين قال في مناسبة إطلاق آخر كتابٍ له، ( كين Cain )، إن الكتاب المقدس " كتيّب للأخلاق السيئة ... و كاتالوغ لما هو أسوأ في الطبيعة الإنسانية ". و كانت مواجهاته مع السلطات البرتغالية متكررة، مما يوضح السبب في أن شعبيته في الخارج ربما كانت أعظم منها في الوطن. و لقد اختار ساراماغو الذهاب إلى المنفى في عام 1992 بعد أن استبعدت الحكومة البرتغالية روايته ( الانجيل وفقاً ليسوع المسيح ) من الدخول الرسمي لنيل جائزة أدبية، و عاش في لانثاروت في جزر الكناري منذ ذلك الحين. و كانت الرواية، التي تصور يسوع بكونه ابن يوسف، و ليس الله، قد تعرضت لهجوم من الفاتيكان و اتهم ساراماغو الحكومة البرتغالية بممارسة الرقابة.لقد نال ساراماغو الشهرة متأخراً في مسيرته الأدبية إلا أنه من دون أي شك الشخصية الأدبية الحديثة الأبرز من أدباء البرتغال، و هو الذي تُرجمت أعماله إلى 25 لغة عالمية. و في عام 2008، تم تحويل روايته (العمى) إلى فيلمٍ مثير من إخراج المخرج البرازيلي فيرناندو ميريليس، و تمثيل جوليان مور و مارك رَفالو.و قد كتب ساراماغو روايته الأولى في عام 1947 لكنه انتظر بعدها حوالي 35 سنة قبل أن يُصدر أعمالاً تحظى بالاستحسان النقدي مثل ( Memorial do Convento ) التي تدور حول دير مافرا للراهبات خارج ليشبونة، و التي وصفها السينمائي الايطالي الشهير فيديريكو فيليني ، المحب للصور الوافرة، بأنها واحد من الأعمال الأكثر إمتاعاً التي قرأها على الإطلاق. و قد حُولت القصة، و هي فنتازيا حول عاشقين يحاولان الإفلات من التحقيق بآلة طيران، إلى أوبرا إيطالية الأسلوب و قُدمت في لاسكالا في ميلانو عامَ 1990. كان ساراماغو قد ولد في أسرة ريفية فقيرة في إقليم ألينتيخو الجنوبي من البرتغال يوم 16 تشرين الثاني 1922. و كان من الفقر بحيث لم يكن يستطيع أن يدفع مصاريف الجامعة و كان عمله الأول عامل معادن. و هو الذي يعزو تعاطفه مع المظلومين ــ و تتضمن شخصياته خادمات فنادق، و فلاحين، و ضحايا للاضطهاد ــ إلى أصوله المتواضعة. و قد سُئل مرةً في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء عن تفسيره لنجاحه في أن يُصبح الكاتب البرتغالي الحي الأفضل شهرةً، فهز رأسه بسأم قائلاً " لستُ عبقرياً، أنا أقوم بعملي لا أكثر ". و أسلوب ساراماغو الغنائي، الذي ينسج معاً الفنتازيا، و التاريخ البرتغالي و التهجمات على الفقر و القمع السياسي، قد أدى إلى مقارنات بكتّاب أميركيين لاتينيين مثل غابرييل غارثيا ماركيز، الحائز أيضاً جائزة نوبل. غير أن ساراماغو كان ينكر أن يكون هناك تأثير كهذا، قائلاً إن أساتذةً قدماء مثل الأسباني ميغيل دي ثيربانتس و الروسي نيكولاي غوغول قد أثّروا فيه أكثر. و قال " إن الأدب الأوروبي ليس بحاجةٍ لأن يستعير الواقعية السحرية و الفنتازيا من أميركا اللاتينية. فأي بلد من بلدان العالم يمكن أن تكون له جذوره الواقعية السحرية ". و يمكن أن يكون أسلوب كتابته صعباً، باستغنائه أحياناً عن الفوارز و النقاط التقليدية و عن قواعد اللغة. لكنه متجذر في إحساس عميق باللغة و إيقاعاتها. و لقد قالت مؤسسة بوبل في عام 1998 إن الجائزة مُنحت ساراماغو " الذي يجعلنا بأمثاله و حكاياته الرمزية المدعومة بالخيال، و الحنان، و السخرية، قادرين باستمرار مرةً بعد أخرى على الإمساك بالواقع المراوغ ".  و بالرغم من معتقداته الشيوعية ــ و كان ضيفاًً لدى القائد الكوبي فيدل كاسترو في وظائف رسمية عديدة ــ فقد كان يقول إنه لا يكتب كي يخدم أي إيديولوجيا أو نشاط سياسي. و أخيراً فإن من أعماله البارزة الأخرى يمكن الإشارة إلى ( الطوف الحجري ) 1986، و هي قصة رمزية عن الانعزالية التي ينفصل بها شبه الجزيرة الإيبيرية مادياً عن أوروبا، و( تاريخ حصار ليشبونة ) 1989 عن ليشبونة القرون الوسطى، و (الكهف) 2000. و كان ساراماغو متزوجاً من الصحافية الأسبانية بيلار ديل ريو، التي ترجمت كتبه إلى اللغة الأسبانية.عن / Reuters

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram