TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > سيمون دي بوفوار..أول طبعة غير منقحة لكتابها "الجنس الآخر"

سيمون دي بوفوار..أول طبعة غير منقحة لكتابها "الجنس الآخر"

نشر في: 26 يونيو, 2010: 05:05 م

ترجمة /ابتسام عبد الله عندما بدأت سيمون دي بوفوار في كتابة دراستها التي اعتبرت نقطة تحول للمرأة عام 1996 بعنوان ،الجنس الاخر، كان قد مضى عام وبضعة اشهر على منح المرأة الفرنسية حق التصويت، اما تحديد النسل فسيتم منعه قانوناً حتى عام 1967. والى الجوار سويسرا ، حيث لاتمنح حق التصويت حتى عام 1971، ومثل تلك الاوضاع القمعية تطلبت الاسراع في ظهور كتاب سيمون دي بوفوار الذي صدر في فرنسا عام 1949، واثار جدلاً حاداً حول حرية المرأة،
 كما انه صدر في الولايات المتحدة الاميركية عام 1953. ووضعت الفاتيكان "الجنس الاخر" ضمن الكتب الممنوعة ، كما احتج البرت كامو، متذمراً ان بوفوار صورت الرجل الفرنسي بشكل ساخر، في حين وصف الروائي فيليب ‘يولوجايز العمل بـ واحد من الكتب العظيمة القليلة في زمننا، اما العالم النفسي كارل مينينغر فقال: انه مفتعل ومثير للسأم، وفي عرضها للكتاب ذكرت المجلة الشهرية، الاتلاتيك، انه يتلاءم جداً مع الوجودية المثيرة للاشمئزاز. وخلال الشهر الحالي صدرت طبعة جديدة من الجنس الاخر، وتذكر جوديث ثورمان (في المقدمة الرائعة التي كتبتها) ان بلانش كنوف ، زوجة الناشر الاميركي لبوفوار سمعت عن الكتاب خلال رحلة لها الى فرنسا، وطلبت تقريراً عنه ومن خبير علم النبات ، هوارد م. بارشلبي، الذي قام بعدئذ بترجمته الى الانكليزية، على ان يكون مختصراً ومكثفاً، تعاني من اسهال حرفي ، وفي خلال ترجمة النص، حذف بارسلي 15% من الاصل الذي كان بـ 972 صفحة، وهكذا ظهر الجنس الاخر، مقتضباً ، مترجماً من قبل عالم نبات، لم يتخرج من الدراسات الفرنسية، ولكنه قاد جيلين من النساء الى عالم من الفكر النسوي ، ملهماً صدور كتب مهمة مثل "طقوس نسوية".. لبيتي مزيمان، وسياسية جنسية لكيت ميلليت. الجنس الاخر، طبعة انكليزية كاملة. ان الطبعة الجديد عن كتاب بوفوار ، يعتبر اول ترجمة له في انكلترا كما انها تتضمن الصفحات التي حذفت من الترجمة الاميركية الاولى ، وقامت بهذا العمل كونستانس برود شيللا مالوفاني.وفي هذا الكتاب تناقش بوفوار الاسباب التي أرغمت المرأة على تقبل دورها، الثانوي في المجتمع بالنسبة للرجل، بالرغم من انها تشكل نصف الجنس الانساني ، والجزء الاخر.. يعتبر مصدراً للمعرفة الواسعة، وتدعم فيه المؤلفة طروحاتها بالحقائق والبيانات ذي الصلة بعلوم البايولوجي والسايكولوجي والتشريح وعلم الاعراق البشرية، والاقتصاد والفسلفة والتراث الشعبي وعلم المناهج.. كما انها قامت عبر بحوثها بتوثيق حالات واوضاع المرأة في الازمنة التاريخية المختلفة، من العصر الحجري الى القرن العشرين، وفي احد فصولها الممتعة المرأة المتزوجة، تقدم مقتطفات من الروايات أو اليوميات التي كتبها عدد من الكتاب والكاتبات مدققة في طريقة تناولهم المرأة في اعمالهم ومنهم: فيرجينيا وولف، كوليت صوفيا تولستي ، مونتيغو، ستاندال ود. هـ .لورنس، (وفي بعض الحالات، كيف تعامل الكتاب مع زوجاتهم) ، كما انها تحث المرأة على مواصلة جهودها للانعتاق، لان تحرر المرأة –نصف الانسانية، سيؤدي الى شكل جديد من العلاقة بين الجنسين. والسؤال الذي يطرح مع صدور الطبعة الكاملة لـ "الجنس الاخر" هو كيف صمد هذا الكتاب لأكثر من نصف قرن؟ وكيف يمكن مقارنة الطبعة الجديدة هذه مع القديمة؟ عن هذا تقول الناقدة فرانسين دو بليسيكس، بأسف ان الكتاب الذي شغفت به وقرأته بحماس، ايام دراستي العليا، يبدو اليوم متخلفاً فقد كتب في مرحلة كان عدد العاملات من النساء قليلا، اما المناقشات بشأن دور المرأة في القوة العاملة، فيبدو متخلفا عن اوضاع المجتمعات في الوقت الحاضر، كما ان كراهية سيمون دي بوفوار للمؤسسات الزوجية والامومة.. خاصية اخرى اتسمت بها حركة تحرير المرأة في اعوامها الاولى – يبدو مبالغاً فيها ، كما ان بوفوار تقف ضد انوثة المرأة ، ودورها في المجتمع والمتعلق بعملية الاخصاب، الولادة وارضاع الطفل فيما بعد، فهي تصف تلك العمليات بـ "العبودية الثقيلة للارضاع" و "عبودية الامومة" وعبودية "خصوبتها" او وصفها لعلاقات الحب مع الجنس الاخر بتعبير، الخطر القاتل، ويبدو ان بوفوار لم يتضمن وقتا طويلا مع الاطفال او اللاتي في سن المراهقة ، وما تكتبه عن الفتاة في تلك المرحلة يدفعها الى الاحساس بالاشمئزاز من جسدها ورغباتها والدور المرسوم لها، مستقبلاً. وان كانت تأملات بوفوار في تلك اللعنة متشائمة (وفي الجنس الاخر، يجري التشاؤم عبر صفحاته مثل نهر مسموم) ، فان انعكاساتها بشأن العلاقات الجنسية والزواج، تجعلها نوعاً من اشكال التعذيب، وهي تختار أحسن الامثلة على ذلك، معظمها حالات اغتصاب، من اجل اثبات وجهة نظرها، مؤكدة ان ليالي الزفاف، تقرر والى الابد ـ برودة المرأة، عبر الواجبات التي تفرض عليها تجاه الرجل، واجبات هي مزيج من الميل والكراهية والقوانين والكسل والنفاق، وحتى الزواج الناجح برأيها، يعاني لعنة لايمكن التهرب منها وهي "الملل". اما آراء سيمون دي بوفوار بخصوص الامومة، فهي مرعبة، انها تسوية غريبة من النرجسية والايثار والحلم والاخلاص، والتكريس، ومن الملاحظ ان المرحلة الوحيدة من حياة المرأة التي كتبت بوفوار عنها بشكل طيب، هي تملك التي تصبح فيها أرملة، حيث تشعر المرأة فيها بالهدوء والسكينة الممتعة. بوفوا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram