واسط / جبار بچاي
"عين الجبل" هي منطقة تقع بمحاذاة الحدود العراقية الإيرانية شرق زرباطية بمحافظة واسط، تنشق من خاصرة سلسة جبال زاكروس في المنطقة الحدودية؛ عين تتدفق منها المياه لذلك أطلقت عليها هذه التسمية.
تتميز عين الجبل التي باتت تجذب السياح المحليين بموقع جغرافي جميل، لكنها في الواقع تشكو نقص الخدمات وخطر المخلفات الحربية، فالطريق لها من مدينة زرباطية غير معبد لمسافة 13 كم ولا وجود لخدمات الماء والكهرباء غير ما توفره الطبيعة من مياه تنساب بين الوديان شتاءً وتجف في الصيف حيث الشمس نهاراً بينما في الليل يتعذر المبيت فيها، إضافة الى وجود العشرات من حقول الألغام التي تحيط المنطقة ما يجعل حياة السائحين في خطر.
السائحون يدعون الى المزيد من الإجراءات الحكومية لتطوير المنطقة والنهوض بها خدمياً لتكون منطقة سياحية جاذبة تدر أمولاً وتنعش الحياة في زرباطية وفي المنطقة الحدودية إضافة الى توفير الكثير من فرص العمل.
بالتزامن مع أعياد نوروز أنجزت الحكومة المحلية في المحافظة المرحلة الأولى من الطريق المؤدي الى العين حيث تم إكساء هذه المرحلة مع وعد بتقديم المزيد من الخدمات لها لتكون سياحية جاذبة.
"عين الجبل" ستكون فرصة استثمارية كبيرة أمام المستثمرين، هي منطقة سياحية جميلة مهمة يمكن أن تحقق إيرادات مالية كبيرة لمناطق الشريط الحدودي. يقول محافظ واسط محمد جميل المياحي مضيفاً "المشكلة الأساسية وجود الألغام والمخلفات الحربية التي تشكل خطرا كبيرا على حياة الناس ليس في زرباطية وحدها، بل في عموم مناطق الشريط الحدودي وهناك حاجة ماسة لجهد كبير لرفع تلك المخلفات لتكون المنطقة آمنة".
ويؤكد المياحي "لدينا خطط طموحة لتطوير المنطقة بالقدر الممكن ووفق الإمكانيات المتاحة وأول خطوة قمنا بها تعبيد المرحلة الأولى من الطريق الذي يربط مركز مدينة زرباطية بمنطقة عين الجبل السياحية والمناطق الأخرى".
مؤكداً أن "أفضل السبل لتطوير المنطقة هو الاستثمار وسنعمل على ذلك قريبا بعد طرحها كفرصة استثمارية مهمة وسنعمل على تذليل المعوقات وتسهيل كل الإجراءات أمام المستثمرين".
يقول مناف العباسي، وهو عضو سابق في المجلس المحلي لناحية زرباطية، إن "عين الجبل، بل زرباطية كلها أصبحت وجهة سياحية لدى الكثير من العراقيين وليس أهالي محافظة واسط فقط، وأخذت تنافس مناطق سياحة أخرى في البلد لطبيعتها الجميلة ومناخها الذي يتميز بالعذوبة فضلا عن قربها عن مركز مدينة زرباطية وبدرة وأيضا هي ليست بعيدة عن الكوت". وأضاف أن "ناحية زرباطية تستقبل يومياً المئات من السائحين ومن مختلف المحافظات، وباتت زرباطية وعين الجبل تدخل خط المنافسة سياحياً". موضحاً أن "التوجه الى منطقة زرباطية من قبل العوائل والشباب يعد عاملا مشجعا لأن تكون المنطقة فرصة استثمارية وإدارة المحافظة ماضية بهذا الاتجاه وهناك أفكار ورؤى لأن يتم طرحها أما الراغبين بالاستثمار".
واشار الى أن "إدارة الناحية سعت في الفترة الماضية الى القيام ببعض الإجراءات البسيطة في المنطقة لتسهيل توافد السائحين ومنها قص الطريق المؤدي لها وتوسعته باستخدام آليات البلدية لكن هذا غير كاف، كما قامت مفارز الدفاع المدني والهلال الأحمر ودائرة شؤون الألغام بوضع علامات إرشادية وأخرى للدلالة تتعلق بوجود حقول الألغام من أجل حماية المواطنين وعدم تعرضهم لخطر انفجاراتها".
من جانبه يذكر علي اللامي وهو من القرى المحاذية لناحية زرباطية أن "منطقة زرباطية وعين الجبل يمكن أن تغير بوصلة السياحة الداخلية نحوها وتغدو قبلة للسائحين العراقيين وحتى الأجانب". واستدرك "هذا الأمر لا يحصل في ظل الإجراءات والتعقيدات الروتينية ونقص الأموال ووضع المنطقة الحالي لكن بالإمكان تحقيقه عن طريق الاستثمار وهو أفضل السبل لتغيير واقع المنطقة كلياً".
وأضاف أن "نقص الخدمات واضح جدا في المنطقة التي تخلو من مياه الشرب والكهرباء والطرق ومحطات الاستراحة البسيطة وكل ذلك جعل بعض السائحين خاصة الشباب والفرق التطوعية أن يطلقوا حملات لتنظيف المنطقة من مخلفات السائحين أنفسهم وكذلك ساهموا بغرس الأشجار وهذه خطوات ايجابية يجب الدفع باتجاه توظيفها بشكل جيد".
وأكد اللامي على "ضرورة أن يسبق ذلك كله تنظيف المنطقة من حقول الألغام فوجودها يشكل خطراً على الأشخاص وسبق وأن حصلت حوادث مؤسفة جراء انفجاراتها على السائحين".
داعياً وزارة الدفاع ووزارة الصحة والبيئة ومن خلال الهيئة العامة للألغام الى القيام بحملة جادة لنزع الألغام الموجودة هناك والاستعانة بالجهود الدولية كون الجهد المحلي غير كاف من حيث القدرات الفنية والتخصيصات المالية. ويرى أحد أصحاب شركات السياحة والسفر في المحافظة أن "منطقة زرباطية أصبحت وجهة سياحية مفضلة عند الكثير من أبناء محافظة واسط والمحافظات الأخرى ومنها العاصمة بغداد حيث تفد إليها يوميا المئات من العائلات وعشرات المجاميع السياحية".
مشيراً الى أن "الاهتمام بالمنطقة السياحية في زرباطية يجب أن يكون جدياً من خلال طرح عين الجبل وما جاورها كمشروع استثماري بعيدا عن التعقيدات الإدارية والروتين الذي يؤدي الى نفور المستثمرين".
وأثنى على الخطوات الايجابية التي تقوم بها إدارة المحافظة والحكومة المحلية لتوفير الخدمات للسائحين لكنه قال إن "تلك الخطوات لا تزال بسيطة ويجب الاهتمام أكثر بهذه المنطقة وسنعمل نحن في شركات السياحة على الترويج لها عبر المجاميع السياحية".
من جانبها دعت رابطة سفاري واسط، وهي رابطة غير رسمية مهتمة بالجانب السياحي وإنعاش السياحة المحلية أصحاب الحملات والكروبات السياحية وحتى العائلات المنفردة إلى زراعة الأشجار في المنطقة وبواقع شجرة لكل سائح يفد الى منطقة عين الجبل.
وحث رئيس الرابطة أحمد ماجد الشمري الجميع على "ضرورة الاهتمام بالمنطقة وعدم ترك النفايات ومخلفات الطعام فيها مع ضرورة قيام كل مجموعة بتجميع تلك المخلفات في أكياس كي تسهل عملية رفعها".