وديع غزوانليس من الصائب التهرب من المشكلة ,ووضع رؤوسنا بالرمل كما تفعل النعامة , فهناك تقصيرواضح في توفير الخدمات بما فيها الكهرباء, افضى الى هذه الاحتجاجات, غير ان معالجة هذا الامرتتطلب التعامل معه بحكمة ,
كما اشار الى ذلك رئيس الجمهورية جلال طالباني في بيانه الى الشعب فقال ( ان التقصير الحاصل في توفير الكهرباء والخدمات الاخرى يشكل في الظرف الراهن عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن , ويؤشر الى خلل الآداء والتنفيذ ) مؤكداً (ضرورة التعاطي بحكمة مع الملفات الساخنة و عدم استثمار المشاكل ومفاقمتها بل مساهمة الجميع في حلها ) .وماحدث في البصرة من تظاهرات , وما اعقبه وسبقه من حالات تذمرفي عدد من المحافظات ,علينا دراسته بإمعان, فهو مؤشر لامتعاض جماهيري واضح عن كل الممارسات الخاطئة , التي اضعفت العملية السياسية الجديدة , ومنعت تقدمها لتكون نموذجاً يرتقي لطموحات المواطنين ويتناسب وتضحياتهم , وهو في احد اوجهه تعبير عن رفض لسلوك سياسي عند البعض ,عرّض وما زال , احلامنا بعراق جديد الى انتكاسات بل الى الخطر في اكثر مناسبة . التظاهرات , ورغم ما صاحبها من حالات غير مقصودة , جاءت انتصاراً للعملية السياسية وخوفاً عليها من الضياع , بفعل تصارع بعض السياسيين غير المبررة وخلافاتهم على المناصب والمكاسب ,من دون ان يكترثوا بالاخطار المحدقة بالتجربة التي تتحين جهات عديدة فرص الانقضاض عليها . ولانظن من الحكمة في شيء ان يتم تسفيه دوافع المواطنين في التعبير عن آرائهم , ووضع العراقيل امام ممارسة هذا الحق حيث انهم انتصروا للعراق وتجربته الجديدة فانتصر لهم الرئيس طالباني عندما قال ( ان العراقيين الذين ظلوا طوال عقود محرومين من حرية التعبير عن آ رائهم , يحق لهم ان ير فعوا اصواتهم مطالبين بتوفير ابسط مقومات الحياة الكريمة , وهو حق يكفل الدستور ممارسته بمختلف الوسائل , بما فيها التظاهر السلمي من دون الإخلال بالأمن أو المساس بممتلكات الدولة التي هي في الواقع ملك الشعب كله .).كان حرياً ببعض الجهات الحكومية او هذه الكتلة السياسية او تلك ان لاتطلق الكلمات على عواهنها وان تحترم الارادة العفوية للمواطنين , بدلاً من محاولة إلصاق التهم والادعاء بوقوف اطراف وراء هذه التطاهرات , لان مثل هذا الامر قد يعني عدم الايمان مطلقاً بقدرة المواطن على التعبير عن ارادته , فهذا المواطن هو نفسه الذي تحدى الارهاب بكل انواعه وذهب الى صناديق الاقتراع في السابع من آذار ليعبرعن تمسكه بالخيار الديمقراطي واختيار من يراه مناسباً لتمثيله في مجلس النواب .نعم قد تحاول جهات استغلال حالة الغضب الشعبي وتوجيهها لصالحها , ما يفرض على الجهات المتخصصة الانتباه لذلك , من دون ان يصل الى حد سلبها هذا الحق , فـ( الدعوة الى الحكمة لاتعني ابداً كم الافواه وتعطيل الحريات ) وحماية حق الجماهير في التعبير , من خلال التظاهرات او الاعتصامات , كما يحدث في الدول ذات الجذور الراسخة بالتطبيق الديمقراطي . إذاًمطلوب اخذ الدروس والعبر مما حصل , والاعتر اف بالاخطاء التي حدثت , ومن ضمنها الابتعاد عن المواطنين , وتحمل المسؤولية بشجاعة , ومصارحة المواطنين بالحقائق وليس بالكلام المعسول والوعود غير الواقعية . صوت المواطن هو الحقيقة الصادقة والشفافة والناصعة فلا تصموا آ ذانكم عن سماعها .
كردستانيات: انتصروا للعراق الجديد
نشر في: 26 يونيو, 2010: 05:13 م