حازم مبيضين تسعى فضائية الجزيرة القطرية لتبرئة نهجها الإعلامي المثير للكثير من الشكوك، معتمدة على دراسة أعدها لها المركز متعدد المجالات في مدينة هرتسليا الإسرائيلية، وتبرعت بنشرها صحيفة القدس العربي اللندنية، والتي يلاحظ أن رئيس تحريرها ضيف دائم على شاشة الجزيرة،
وتزعم الدراسة أن التغطية الإعلامية التي تقوم بها تلك الفضائية، في إطار مخطط إستراتيجي معد بشكل جيد، أضرت بإسرائيل بشكل فادح، لأنها قادت حملة من التحريض ضد إسرائيل واليهود، كجزء من سيناريو معد جيداً على المستوى الإستراتيجي من قبل جهات معادية لإسرائيل، وتبشرنا الدراسة أن تلك الحملة، بدأت تجد لها مؤخرا مؤيدين في الغرب، المتهم بأن فيه معاقل تاريخية وتقليدية لمعاداة السامية.الدراسة غير البريئة تزعم افتقار الدولة العبرية لجهات قادرة على إدارة الصراع الإعلامي، وافتقارها لخطط إعلامية فعالة ومتكاملة على المستوى السياسي، وأنه لهذا السبب نجحت خطط فضائية الجزيرة في طرح مسألة المقاطعة على الأكاديميين الإسرائيليين في الجامعات والمؤتمرات الدولية، وفي إطارها اتخذت خطوات قضائية في دول أوروبية عند زيارتها من كبار مسؤولي إسرائيل المدنيين والعسكريين، وأنه رغم الأضرار التي سببتها هذه الخطوات لإسرائيل، فإنها لم تضع هذه القضية على جدول أعمالها الوطني. وتطالب الدراسة التي تروج لها الجزيرة ومن معها، إسرائيل بعدم الاكتفاء بالدفاع بل بهجوم قوي يقابل توجه الفضائية القطرية القوي والمتواصل الساعي لتدمير شرعية إسرائيل الدولية، ويفتح باباً عريضاً لمقاطعتها، ويتطلب ذلك، تغييرات تنظيمية وإجراء تحقيقات ومراقبة شاملة، وتوثيقاً ورداً سريعاً ومهنياً ونشاطاً إعلامياً في مؤسسات التعليم في أوروبا.مواجهة تأثير الجزيرة بحسب الدراسة المثيرة للشكوك، تحتاج إلى تغييرات أساسية في الدبلوماسية العامة لإسرائيل، وأخذ زمام المبادرة وعرض "الوجه الجميل" للدولة العبرية، وإبراز إنجازاتها ومساهمتها في المجالات العلمية والتكنولوجية والطبية والزراعية وما شابه ذلك، إضافة إلى تشكيل هيئة استخبارية تعنى بجمع المعلومات لمحاربة الإعلام المعادي، وكأن علينا ونحن لا نتوقعه منها ولا نطالبها به أن نصدق بسذاجة تتوهمها الجزيرة فينا أنها تقع في خانة الإعلام المعادي لإسرائيل، مع أن بعض أطفالنا الذين يتابعونها اقتربوا من إتقان اللغة العبرية لكثرة الضيوف اليهود على تلك القناة، ومع أننا لسنا ضد استضافتهم لنتمكن من معرفة كيف يفكرون فان الكثيرين يعتبرون ذلك تطبيعاً مجانياً، خاصة وأن معظم الضيوف المرحب بهم على تلك الشاشة هم من أعداء العملية السلمية ومن عتاة اليمين الصهيوني العنصري المتطرف. لا نطالب فضائية الجزيرة بتغيير سياستها ونؤمن بحقها في تبني السياسة التي تتناسب مع الأهداف التي أنشئت لتحقيقها، لكن من حقنا مطالبتها بعدم محاولة استغبائنا، بنشر دراسة إسرائيلية تشيد بدورها في فضح الممارسات السائدة في الأرض المحتلة على يد التعنت والتطرف الإسرائيلي، في الوقت الذي لا تفوت فيه فرصة مهما ضؤلت للتهجم على الدول العربية الراغبة بالسلام، وهي تخص بتهجماتها الرئيس الفلسطيني الذي يتبنى إستراتيجية سلمية معلنة، انتخبه شعبه على أساسها وعلى أمل أن تتحقق، في حين تتبنى طروحات حركة حماس اللفظية والبعيدة في مضمونها الحقيقي والعملياتي عن فكرة التحرير التي ترفع ألويتها غير الخفاقة.لن نصدق أبداً الدراسة الإسرائيلية، لأننا ندرك أهداف فضائية الجزيرة، ولان في رؤوسنا عقولاً تستطيع أن تفكر وتميز بين الغث والسمين، ولأننا نؤمن بالسلام دون مواربة ودون حاجة للاختباء وراء أصابعنا فالشمس لا يمكن حجبها بغربال.
خارج الحدود ..إسرائيل تروج للجزيرة
نشر في: 26 يونيو, 2010: 05:56 م