إعداد / عمار ساطع  الحلقة السادسة عشرةكان كأس العالم لكرة القدم 1998  في فرنسا بطولة نموذجية ، فقد قدمت فرنسا تنظيما مثاليا تواكب مع حماسة دولة كاملة لإضفاء لون على المسابقة العالمية التي انتهت باحتفالات وأفراح صاخبة مع فوز المنتخب المضيف باللقب.فرنسا لم تكن قد فازت بأي ألقاب ببطولة كاس العالم قبل عام 1998
وربما تكون قد اقتربت منه في الثمانينيات من القرن الماضي بمنتخبها المتميز بقيادة النجم ميشيل بلاتيني وجان تيغانا وألان جيريس، ولكنها ودعت البطولة مرتين خلال هذا العقد على يد ألمانيا الغربية وركلات الجزاء الترجيحية، كما كان فوز فرنسا باللقب عام 1998 إشارة لبداية عصر جديد، فقد مثّلت فرنسا (أوروبا القديمة) ولكن لاعبيها كانت لهم جذور ممتدة بجميع أنحاء العالم التي شملت الجزائر (زين الدين زيدان)، وغواديلوب (ليليان تورام وتييري هنري)، ونيو كاليدونيا (كريستيان كاريمبو)، والسنغال (باتريك فييرا)، وغانا (مارسيل ديساييه)، وأرمينيا (يوري ديوركاييف)، وغينيا الفرنسية (برنار لاما)، والارجنتين (ديفيد تريزيغيه).كما دعم مفهوم تعدد الثقافات ببطولة كأس العالم 1998 زيادة عدد المنتخبات المشاركة بها من 24 إلى 32 وذلك عندما أصبحت بطولة كأس العالم صغيرة جدا بالنسبة لحجم الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي لم يكن يريد غياب المنتخبات الكبرى عن البطولة إلى جانب رغبته في إعطاء المزيد من المقاعد للمنتخبات الصاعدة، وقد ارتفعت حصة أفريقيا إلى 5 مقاعد وآسيا إلى 4  مقاعد.  من بين المناسبات الخالدة في كأس العالم 1998 فوز إيران 2 ـ 1 على الولايات المتحدة في مواجهة رياضية غير عادية بين دولتين لم تجمع بينهما أية علاقات دبلوماسية، وقد أقيمت المباراة في 21 حزيران بمدينة ليون أمام 39.100 متفرج، وتقدمت ايران بهدفين لحميد استيلي (40)، ومهدي مديفيكيا (84)، ثم سجل بريان مامبرايد هدف أميركا (87)، إلا أن ايران لم تستطع مواصلة طريقها حيث خسرت أمام ألمانيا (صفر-2)، وأمام يوغسلافيا (صفر-1)، وخرجت من البطولة.وشهدت البطولة حادثة قاتمة وحيدة عندما هاجمت مجموعة من مثيري الشغب الالمان الشرطي ديفيد نيفيل وضربته ضربا مبرحا خلال اشتباكات عنيفة بمدينة لنس الفرنسية، ولم يتعاف نيفيل قط من إصاباته، ومع ذلك، فقد واصلت منافسات البطولة طريقها وشهدت لقاءً تاريخيا آخر بين الارجنتين وإنكلترا في إطار مباريات دور الستة عشر فازت فيها الارجنتين بركلات الجزاء الترجيحية وتحول النجم الانكليزي الشهير ديفيد بيكهام إلى كبش فداء لخروج بلاده من البطولة. في الوقت نفسه سجل الفرنسي لوران بلان أول (هدف ذهبي) في نهائيات كأس العالم ليقود بلاده لدور الثمانية بالبطولة على حساب باراغواي. وفي 12 تموز، التقت فرنسا مع البرازيل في ملعب ( دي فرانس) أمام 80 ألف متفرج بقيادة الحكم المغربي سعيد بلقولة وهو أول عربي يقود مباراة نهائية بتاريخ المونديال، ساعده أشمت صالح والانكليزي مارك وارين، والرابع السعودي عبد الرحمن الزيد، وكانت البرازيل تسعى لإحراز لقبها الخامس بكأس العالم بقيادة نجمها رونالدو، ولكن قبل ساعة واحدة من بداية المباراة جاءت الأخبار المفاجئة بأن رونالدو سيبدأ اللقاء على مقاعد البدلاء، ثم وقعت مفاجأة أخرى في اللحظة الاخيرة وهي إدراج اسم رونالدو مجددا بقائمة اللاعبين الاساسيين في منتخب البرازيل، وفي الدقيقة (27)، فاجأ زيدان البرازيليين بهدف رأسي أتبعه بالثاني في الدقيقة 46 وارتفعت الغلة الى 3 بالوقت القاتل للمباراة بتوقيع ايمانويل بيتي لتخسر البرازيل المباراة (صفرـ 3)، وسط ذهول العالم، أما رونالدو الذي عرف لاحقا أنه أصيب بنوبة صرع قبل المباراة فقد كان ظلا لنفسه طوال اللقاء وترددت شائعات عن أنه شارك في المباراة بضغط من أحد الرعاة الذي لم يعلن عن اسمه حتى الآن.المباراة النهائية لكأس العالم 1998 المكان: ملعب دي فرانس في ضاحية سان دونيه في باريس الزمان: 12/7/1998 الحكــم: المغربي سعيد بلقولة الفريقان: فرنسا × البرازيل النتيجة: فرنسا 3 × البرازيل 0 مسجلو الاهداف: 27 زين الدين زيدان، 45 زين الدين زيدان و90 ايمانويل بيتي.أرقام وحقائق متفرقة* توج الكرواتي دافور سوكر هدافاً للبطولة برصيد 6 أهداف .* بات المنتخب الفرنسي سادس منتخب ينظّم البطولة ويفوز بلقبها .* شهدت البطولة رقماً قياسياً في البطاقات الحمر إذ بلغت 17 بطاقة كان نصيب الكاميرون ثلاثاً منها.* احتسبت خلال البطولة 17 ركلة جزاء كان نصيب الارجنتين والسعودية اثنتين لكل منهما.* شهدت البطولة تسجيل 171 هدفاً بمعدل 2.67 هدف في كل مباراة .* خرج منتخبا اليابان والولايات المتحدة الأمريكية من البطولة من دون أية نقطة.