TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : مياه الشرب تبذير وعطش

كلام ابيض : مياه الشرب تبذير وعطش

نشر في: 26 يونيو, 2010: 07:00 م

 جلال حسنمن غير الممكن تبرير أو تسويغ ، ما يقدم عليه بعض المواطنين بالاستيلاء على حصص الاخرين من الماء الصالح للشرب ، من خلال نصب ماطورات زراعية في الاحياء السكنية ، لشفط ماء الانبوب الرئيس وترك الاخرين ينتظرون  ساعات طوال دون جدوى .
ومن غير الممكن ايضا ان تستمر اخطاء وتجاوزات شائعة على الحق العام بعد ان اصبحت ظاهرة يمارسها الجميع بجهل وانانية ، لايحاسب عليها القانون ولا يؤنب عليها ضمير. جميع البيوت وبلا استثناء  تستخدم ماطورات ماء ، وتعمد ربات البيوت الى وضع الماطور في حالة تشغيل عند انطفاء التيار الكهربائي ، تحسبا لمجيئه ثانية لكي يسبق الاخرين بسحب الماء ، ، بغض النظر عن حاجة البيت وكمية الاسراف.ولكن المشكلة التي بدأت تتفاقم هذه الايام هي استخدام نوع من الماطورات الزراعية المستوردة يسمى (حرامي ) له قابلية سرعة الشفط  والعزم بالدفع الى اعلى سطح ، ورغم قباحة كلمة"حرامي " لكنها تنطبق على كل من يهدر ماء الشرب في اغراض تضر بحقوق الاخرين، خصوصا  من يربط ماطورا اخر أكثر دفعا لكي يغسل سيارته امام داره ، في أزقة ضيقة ، غير آبه بالناس بعد ان يملأ الشارع اوحالا وضيقا بالمرور ، " حرامي " كل من يمسك "صوندة " ماء  يرش بها الشارع تسلية او تمضية للوقت ، وكل من يترك الخنفية تصب الماء بدون وجع قلب.  والاغرب من هذا وذلك ملء احواض سباحة بلاستيكية بماء الشرب و باحجام مختلفة لتسلية الاطفال ثم تهدر الكمية  في مجاري الصرف . ان المهم في عمل امانة بغداد توفير المياه وهذا ما فعلته قبل أكثر من عامين بتأسيس شبكات ماء في أحياء كثيرة من بغداد ، والغاء الشبكات القديمة  وربطها بمنظمومة تجهيز جديدة  حسبت فيها كثافة الاحياء السكنية وكميات المياه المصروفة والضخ عبر انابيب واسعة وبقياسات دولية  بحيث تزيد عن الحاجة المحلية ، لكن الشركات المنفذة ، وزعت عدادات  المياه على الاهالي ولم تربطها في البيوت. ما سبب مشاكل للعدادين وهي طريقة التخمين بحساب الماء المصروف ، وحسب المزاج . ان وجود العدادات صار من المعالجات الضرورية للحد من الاسراف غير المبرر ، ولمعرفة كمية الاستهلاك الشهري ، والذي يفترض ان يحدد  بفواتير تسدد الى امانة بغداد ، وتتحدد معها  رسوم للمجاري بحيث  تتناسب طرديا مع كمية الماء المصروفة ، فضلا عن القيام بحملات لنصب عدادات  نظامية كما اعلمتنا امانة بغداد باستيرادها مقاييس بجودة عالمية وباعداد كافية . ان التساهل امام هدر الماء يحتاج الى إجراءات قانونية رادعة احتراما لجميع الناس وللامتناع عن الاخطاء الشائعة .rnjalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram