اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قتلوا الوطن وأحيوا الصفقات!!

العمود الثامن: قتلوا الوطن وأحيوا الصفقات!!

نشر في: 27 مارس, 2022: 12:50 ص

 علي حسين

يخرج لك أحمد الجبوري الشهير بأبو مازن، القائد العام لحركة الإصلاح الجديد في العراق ببيان يرفض فيه الجلوس تحت قبة البرلمان، وتشكيل حكومة دون أن يستلم "المالات"، فيما يصر مثنى السامرائي على أن يتولى ملف النزاهة وأن تُحال له عقود التربية والصناعة قبل أن يخطو بقدميه إلى قاعة مجلس النواب، ولا تدري ماذا يريد النائب باسم خشان الذي لا يزال يضع قدماً مع الحكومة وقدماً أخرى في المعارضة.

أحزاب تريد منك أن تصفق للنواب الذين حضروا جلسة مجلس النواب، وأحزاب أخرى تؤكد أن البرلمان رجس من عمل الشيطان فلا تقربوه. ولا يزال أعضاء الكتلة الصدرية يصرون على تذكيرنا بأن الحياة الدنيا فانية، وأننا شعب يسعى للآخرة وليس للمستقبل!!.

في كل دول العالم التي تحترم مواطنيها تكون مهمة النائب أن يرتقي بالعمل الوطني، ويضع هموم الناس تحت المجهر، لكننا في هذه البلاد نشاهد كيف تحولت مهمة النائب من مشرع للقوانين إلى ناثر للجكليت فرحاً بغلق قبة البرلمان. سيقول البعض: يارجل ماذا تريد؟ هل تريد منا أن نلغي الانتخابات؟.. ونحفر بأيدينا قبراً للديمقراطية التي ستبلغ عامها العشرين؟، للأسف في كل انتخابات نطرح السؤال الذي لايزال يحير ملايين العراقيين: لماذا ندعو الناس إلى الانتخاب؟ هل من أجل أن نمنح النواب مزيداً من الأموال والصفقات؟ هل من أجل أن يعرف المواطن أن الديمقراطية عندنا مهمتها بث الخوف في نفوس الناس، والسخرية من آلام المواطنين، وغلق أبواب الرزق في وجوههم، وتعطيل مؤسسات الدولة وتحويلها إلى إقطاعيات، وإعادة البلاد إلى القرون الوسطى، وتمكين أشخاص لم يبلغوا سن الرشد السياسي من الحصول على ملايين الدولارات، وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة الوطن؟ ماذا حدث في هذه البلاد التي تتقاذفها الحكومات الفاشلة ويتربع على أنفاسها ساسة مهمتهم الذهاب بنا إلى المجهول؟.

منذ برلمان عام 2006 امتلأت حياتنا بمطوّلات وأغنيات حماسية عن موت المحاصصة، وفي كل ساعة تدخل أصوات جديدة إلى الساحة ترفع شعار "نموت، نموت، ونعبر الطوائف"، فماذا وجدنا في البرلمان اليوم؟ وجدنا أنّ معظم ساستنا يدافعون باستماتة عن استمرار العراق في موقع المتقدم في جدول البؤس والخراب العالمي! وهذه المكانة العالمية المرموقة وصل إليها العراق نتيجة حاصل جمع 328 نائباً لا يريدوننا أن نغادر عصر الانتهازية السياسية، وكما تعرف جنابك فإن وراء هذا الإنجاز الكبير منظومة متكاملة تحارب على أكثر من جبهة لكي تضع العراق في قاع سلّة بؤساء العالم، منظومة تعمل في تناغم بديع وتمارس برشاقة هواية التزلّج على سطح المحاصصة.

تُعرِّف الأمم المتحضرة، أو التي يتمتّع ساستها بالحد الأدنى من سلامة الحسّ الوطني، البرلمان بأنه المكان الذي يجتمع عليه كل المواطنين، لكن للأسف تحول البرلمان عندنا الى بورصة للمشاريع التي تدر الارباح وبالدولار حصرا..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram