TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: بشائر الانتصار قريبة

باختصار ديمقراطي: بشائر الانتصار قريبة

نشر في: 27 مارس, 2022: 11:37 م

 رعد العراقي

أكاد أجزم أن يوم غد الثلاثاء ستكون الجماهير العراقية قاطبة تحت ضغط الترقب والإثارة وهي تتابع لقاء أسود الرافدين وشقيقه المنتخب السوري في ختام الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة الأولى المؤهّلة لنهائيات كأس العالم قطر 2022 وهي تُمنّي النفس بفوز قد يخطف به المركز الثالث ومواجهة الكنغر الاسترالي لاحقاً لحسم بطاقة المُلحق الآسيوي.

بالتأكيد أن المباراة لن تكون سهلة المنال برغم إن "نسور قاسيون" لم يعد يمتلكون أي حظوظ في المنافسة، لكنّها ستكون حريصة على الظهور المُشرّف، ومحاولة تسلّق الترتيب العام في المجموعة، وإثبات مكانتها التي أهتزّت كثيراً بعد سلسلة من النتائج السلبيّة غير المتوقعة خلال رحلة التصفيات، لكن الأمر أيضاً لن يكون يسيراً عليهم مع حزمة الاندفاع والرغبة والأمل الذي تجدّد في نفوس لاعبي منتخبنا الوطني بعد الأداء الرجولي أمام المنتخب الإماراتي واقتناصهم أهم ثلاث نقاط انعشوا بها الآمال ووضعوا قدماً بثقة في مسار المنافسة على بطاقة الملحق.

نعم من هزم الإمارات خارج الديار وواجه أصعب الظروف النفسية والإدارية، وحمل على اكتافه مهمّة إطلاق أفراح الملايين من العراقيين قادر بلا شك على تجاوز المنتخب السوري، وكتابة ملحمة كروية جديدة تثبت أن العزيمة والتحدّي باتت علامة فارقة تزيّن ضمير وروحية اللاعب العراقي متى ما استفزّت دواخله الوطنية.

المهمّة تتطلّب قدراً كبيراً من التكتيك الفكري الذي يوازن بين التحفيز الذهني بالاندفاع وبين الانضباط وتوزيع الجهد البدني الذي يضمن البقاء في دائرة اليقظة والتركيز حتى نهاية المباراة وهو ما يسهل عملية تنفيذ الواجبات المرسومة والسيطرة على أرجاء الملعب والتمسّك بزمام المبادرة في تسيير المباراة بالأسلوب الذي يضمن الوصول لمرمى الخصم بأقصر الطرق مع غلق أي منافذ يمكن أن تشكّل تهديداً قد ينسف الجهود أو يُحدِث مفاجأة غير محسوبة!

الملاك التدريبي برغم حجم الضغوط التي يواجهها إلا أنه من الضروري التنبيه على مسألة في غاية الأهمية وهي الثبات والهدوء في منطقة القيادة والابتعاد عن الانفعال لأي سبب يؤدي إلى استفزاز اللاعبين ممّا يفقدهم تركيزهم أو يدفعهم الى ارتكاب الأخطاء أو الدخول في مشاحنات لا مبرّر لها وخاصّة مع الطاقم التحكيمي حتى وإن سجّل عليه ارتكابه أخطاء تحكيميّة فليس من الحكمة بمكان أن نجازف بخسارة لاعب أو نتيجة مباراة قد تكون بمتناول اليد ولا تحتاج إلا الإتزان وحُسن التصرّف.

دعونا في الساعات القادمة أن نضبط مجسّات المشاعر والأماني ولا نخرج بها إلى حدود الضغط النفسي المؤثّر على الكادر التدريبي واللاعبين، فكرة القدم لا يمكن التحكّم بها بحسابات محدّدة طالما أن هناك عوامل أخرى قد تكون أكثر تأثيراً هي من تحدّد النتيجة وقد يكون من الانصاف أن يتحمّل الجميع من إعلام وصحافة رياضية وشارع كروي مسؤولية الدخول بصمت تحليلي أو انتقاد تسقيطي والابتعاد عن رفع سقف المطالبات من اللاعبين باعتبار المباراة مسألة حياة أو موت.

باختصار:الثقة بأسود الرافدين راسخة بعُمق جذور تاريخ العراق فكلّ الوطن الآن هو بضمير المنتخب الوطني وحين نستحضر مواقف سابقة كانت مُحرجة مرّت على الكرة العراقية سنجد أن هناك شواهد تثبت ان الحلقة كلّما ضاقت وأشتدت الظروف قساوة كلما نجح الأسود في أن يخرجوا منها بقوة وأكثر ثبات مزهوين بالنصر.

دعوهم يخوضون اللقاء بلا ضغوط، وانتظروا منهم بشائر الانتصار قريباً، وخطف بطاقة التأهّل من أرض الإمارات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram