TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > محمد باقر الحلي ودوره الكبير في ثورة العشرين

محمد باقر الحلي ودوره الكبير في ثورة العشرين

نشر في: 27 يونيو, 2010: 04:27 م

رفعة عبد الرزاق محمد ما أن اقرا شيئا ً عن الثورة العراقية سنة 1920 . حتى يمرّ بذهني أسم له دوي ّ في حوادث الثورة والتحريض عليها . وله من القصائد الوطنية ما يعد في طليعة شعر الثورة . غير أن احدا ً لم يكتب عن هذه الشخصية الفذة ..
 انه السيد محمد باقر الحلي . ولعل من المهم بيانه , ان عددا ً من مؤرخي الثورة , اعتبره السبب الرئيس في اندلاع الثورة في منطقة الشامية , لتصبح مركزا للثورة كلها .      قال عنه السيد هادي مكوطر – أحد زعماء ثورة 1920 – ان ثمن السيد محمد الباقر كان يساوي مئات المدافع والرشاشات , فهو الوحيد الذي استطاع ان يلهب الحماس في الحجر الاصم . ولعل اهم من فصل موقفه في الثورة هو السيد محمد علي كمال الدين فيما كتبه عن الثورة ورجالها . وتناول شعره الثوري من كتب عن شعر الثورة واشاد به , غير أن مقالة مستقلة عن حياته ودوره في الثولارة , لم تقع عليها , على الرغم من خطورة الدور وأهميته . وسنقف في هذه المقالة السريعة على شيء من سيرته .    وهو السيد محمد بن باقر بن ناصر عزام المحسيني , ولد في الحلة , محلة الطاق , احدى محلات الحلة العريقة سنة 1894 ودخل كتاتيبها ثم درس بعض العلوم الدينية والعربية على يد عمه . وكان من رجال الدين المعروفين في مدينته وهو السيد حمود الناصر . كما درس بعض الشيء على يد الشيخ عبد الكريم الماشطة , الجه الحلي المعروف . ومنذ وقت مبكر بدت عليه علامات حب الادب      وفي أوائل الاحتلال البريطاني سنة 1917 عين معلما ً في مدرسة الحلة الابتدائية . واخذ فيها يبث في نفوس طلابه الروح الوطنية ونبذ الاحتلال الاجنبي وأنتهى الامر بسجنه من قبل سلطة الاحتلال  ثلاثة اشهر . زادت من ايمانه بموقفه الرافض للاحتلال . وسافر بعدها الى مدينة النجف لاكمال دراسته الدينية , فوجدها تعج بالنشاط السياسي المناويء للاحتلال . وكان امرا ً طبيعيا ً ان يدخل العمل السياسي والاتصال بزعماء الحركة الوطنية فيها .             وحدث ان زار اهله في الحلة , فوجد أثناء الزيارة اجتماعا ً وطنيا ً في جامع الحلة  , فشارك فيه ملقيا ً خطبة حماسية جريئة , اهلته لدخول السجن ثانية وللمدة نفسها التي سجن بها سابقا ً . غير انه استطاع هذه المرة الهرب من سجنه .      عاد الى النجف , في اجتماع وطني كبير في مسجد الهندي بألقاء خطبة ثورية وقصيدة وطنية مطلعها:ياشعب كيف حمى علاك يرام            وبنوك َ بعد العز ٍّ كيف يضام  ومنها هـــــم يطلبون على العراق وصاية ً     عجبا ً فهــــــــل ابناؤه أيتام     وقد أثارت هذه الابيات حماس الحاضرين واستعادوها مرات عديدة . وبعد هذا الاجتماع شعر السيد محمد باقر الحلي ان السلطة له بالمرصاد , فآثر الهرب الى منطقة المشخاب , والتجأ لدى السيد علوان الياسري الشخصية الوطنية والعشائرية الكبيرة , الذي رحب به وكرمه واسكنه في منطقة تدعى ( ام رغلة ) , ففتح فيها مدرسة لتعليم ابنائها , وكان من سرور السيد علوان الياسري ان سجل فيها ابنه عبد الحميد الياسري .    ويبدو ان صلته بالحركة الوطنية في النجفلم تنقطع , ويذكر السيد محمد علي كمال الدين في مذكراته ان الحلي كان مندوبا ً عن المكتب الوطني النجفي في منطقة المشخاب وفي اثناء وجوده في كنف السيد علوان اليلاسري , بدأت مقدمات الثورة العراقية سنة 1920 وسنذكر موقفه بعد قليل .    وبعد القضاء على الثورة وانتهاء حركاتها العسرية , هرب الكثيرون ممن اشتركوا في الثورة من زعماء وادباء وعلماء دين , فكان محمد باقر من جملة من هرب الى ( المحمرة ) , غير انه ما لبث ان عاد الى البصرة متخفيا ً بأسم مستعار , وعمل في التعليم . وبعد صدور العفو العام عن المشتركين بالثورة , غادر البصرة الى بغداد وعين معلما ً في المدرسة الجعفرية الاهلية , والتحق في الوقت نفسه بمدرسة الحقوق وتخرج فيها عام 1925 .     وأصدر في 7 ايلول 1924 . جديدة ( الأاب ) وهي جريدة انتقادية أدبية تصدر في الاسبوع مرة , ثم صدر منها عددان آخران وتوقفت من تلقاء نفسها . وفي 6 شباط 1925 اعاد الحلي اصدارها وكان السيد كامل السامرائي محررها ومديرها المسؤول , لكنها لم تعش طويلا ً وتوارت عن الانظار .    لقد أنطفأت جذوة الماس لدى السيد محمد باقر الحلي  بمرور الزمن , حتى لنجد خطبه في المجلس النيابي , وقد أنتخب نائبا ً عن الحلة ( حزيران 1939 – حزيران 1943 ) قد ضعف فيها الاندفاع الوطني , بل وقف بعض المواق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram