عبد الحسين الصالحيrnاستعد زعماء ورؤساء العشائر للثورة واستعمال القوة بعد أن رفضت السلطات البريطانية مطالب الشعب العراقي التي وقعوها في دار عبد الواحد الحاج سكر بامر من القيادة في كربلاء وان يلقوا بآخر حجة على السلطة المحتلة حقناً للدماء وكانت المطالب العراقية كالتالي:
أولاً: أن يمنح العراق استقلالا تاماً لا تشوبه أية شائبة.ثانياً: أن يتوقف القتال في الرميثة واطرافها حالاً.ثالثاً: أن يتخلى الحكام السياسيون مع جميع القوات البريطانية عن مراكز الفرات وبلداته إلى بغداد لتدور المفاوضات بين زعماء الأمة العراقية والسلطة البريطانية المحتلة بشأن تقرير مصير العراق بجو هادئ. رابعاً: أن يطلق سراح الميرزا محمد رضا نجل آية الله الإمام الشيرازي ويفرج عن احرار العراق المسجونين والمنفيين إلى جزيرة هنجام وغيرها كافة بلا استثناء دون قيد أو شرط. وقدموا هذه المطالب إلى الحاكم البريطاني الميجر نور بري وعندما رفضها تأهبوا للوثوب والقيام بالثورة وفي يوم الأحد 24 شوال 1338 هجرية الموافق 11 تموز 1920م تقدمت جيوش العشائر وهم آل فتلة واعقبتهم جيوش عشيرة آل إبراهيم تحت قيادة السيد علوان الياسري وشعلان الجبر وجيوش الغزالات تحت قيادة السيد هادي زوين وعلي المزعل ثم انقسمت قبائل آل فتلة إلى قسمين قسم توجه إلى حصار مدينة أبي صخير التي كان فيها ما يزيد على الثلاثمائة جندي بريطاني مع كامل عدتهم تحت قيادة الكابتن هوبكنس والضابط مايقوس. هجم آل فتلة على أبي صخير بقيادة عبد الكاظم الحاج سكر وحاصروا المدينة بعد أن استشهد من آل فتلة ثمانية عشر مقاتلاً وجرح ستة وعشرون مجاهداً وكانت هذه المواجهة اول معركة قام بها الثوار ضد الانكليز. ثم توجه القسم الثاني من مقاتلي عشيرة آل فتلة نحو الجانب الشرقي من ضفة الفرات يقصدون الكوفة فالحلة ثم بغداد تحت قيادة عبد الواحد الحاج سكر وعندما وصلوا إلى أبي صخير التحق بهم السيد علوان الياسري وحقق المجاهدون اول انتصار في الشامية حيث هجموا على الباخرة الحربية فاير فلاين فاضطرت للانسحاب إلى الكوفة ثم حرقها الثوار. واقعة الرارنجية في يوم 7 ذي القعدة سنة 1338هجرية وقعت معارك دامية في نواحي الرستمية التي تبعد عن الحلة اثني عشر ميلاً في جنوبها بين الجيش البريطاني والمجاهدين، ادت إلى القضاء على اكثر من ثلثي القوة البريطانية ومعداتها واشتهرت هذه الواقعة بالرارنجية وترك الجيش البريطاني ما يزيد على الألف قتيل واكثرهم من الانكليز وغنم الثوار اثنين وسبعين رشاشاً من نوعي (فيكرس ولويس) ومدفع عيار 17 بوند وأرزاقاً واسرى بلغ عددهم 160 اسيراً منهم 79 بريطانياً والباقون من الجنود الهنود وبعد انتهاء معركة الرارنجية قرر الثوار أن يرسلوا المدفع المذكور إلى الكوفة لتحطيم باخرة فايرفلاي التي كانت في الشط مقابل الثوار الذين حاصروا القوة البريطانية في الكوفة فضربوا الباخرة بقذيفتين الأولى اصابتها والثانية اشعلت فيها النيران فاحرقتها ثم غرقت . أما خسائر المجاهدين في واقعة الرارنجية فقد بلغت 158 جريحاً و84 شهيداً. وفي يوم 18 ذي الحجة يوم عيد الغدير وهو من اكبر اعياد الشيعة الإمامية اجتمع مجلس قيادة الثورة الذي كان مقره في كربلاء المقدسة وقد أشرنا سابقاً بنفي بعض أعضاء هذا المجلس إلى جزيرة هنجام وقرر تشكيل حكومة مستقلة وكان اول قراراته تعيين مدينة كربلاء المقدسة مركز لواء والنجف الأشرف قضاءاً تابعاً إلى كربلاء كما قرر تنصيب السيد محسن أبي طبيخ متصرفاً للواء كربلاء وتعيين السيد نور السيد عزيز الياسري قائم مقام لقضاء النجف وتلحق به الكوفة حتى أبي صخير ويكون راتبه الشهري ألف روبية وقد تبرع السيد أبو طبيخ متصرف كربلاء برواتبه إلى الثوار لسد نفقات عوائل المجاهدين ولم يبق من تلك المخصصات شيئ فكان هذا أول منصب رسمي وتشكيل حكومة عراقية مستقلة في كربلاء المقدسة ونصب عليهم حاكماً منهم وعمّها الفرح ولمس العراقيون أول ثمرة من ثمرات الثورة العراقية الكبرى تحققت باستقلال وخروج كربلاء عن طاعة الانكليز وهذا نص البيان الرسمي لمجلس قيادة الثورة: اجتمع المجلس الحربي بتاريخ 18 ذي الحجة سنة 1338هـ بمدينة كربلاء وتذاكر فيما يخص تنظيم شؤون المدن والمراكز التي حررها الثوار فقرر جعلها مناطق وجعل لكل منطقة متصرفاً يعين من قبل هذا المجلس وهو يعين موظفين لمنطقته يبقون مؤقتين حتى تسن القوانين من قبل مجلس الأمة التشريعي وذلك بعد تطهير البلاد من الحكومة المحتلة ويقوم المتصرف باعمال الإدارة ويراجع المجلس الحربي بكل ما يهمه ويحتاج للمراجعة به وتكون وظائفه حسبما ينص به النظام الذي سيكون معمولاً به حتى يجتمع المجلس التأسيسي في بغداد إن شاء الله والذي سيشترك فيه عموم اهالي العراق وبطريقة الانتخاب وقد قسم المجلس الحربي المناطق فجعل مدينة كربلاء منطقة وألحق بها طويريج والنجف وأبا صخير والشامية مع نواحيها وعين المجلس السيد محسن أبي طبيخ متصرفاً لهذا اللواء على أن يكون راتبه الشهري ألف روبية وبذلك يبلغ ليستلم وظيفته. التواقيع - أعضاء المجلس الحربي وبعد أن بلغ السيد أبو طبيخ وأذيع قرار المجلس في صحن الحسين الشريف واطلع عليه أهالي كربلاء خرج أبو طبيخ من داره متوجهاً إلى مق
من أوراق ثورة العشرين
نشر في: 27 يونيو, 2010: 04:29 م