ذي قار/ حسين العامل
سجلت محافظة ذي قار خلال الايام السبعة المنصرمة 4 حالات انتحار و5 محاولات اخرى فاشلة، وفيما حذرت منظمات رسمية ومجتمعية من ارتفاع غير مسبوق في حالات الانتحار خلال العام الجاري فاذ سجلت 30 حالة انتحار خلال الربع الاول منه، دعت الى استحداث مركز مجتمعي متطور لمساعدة الشباب على حل المشاكل التي تدفع بهم الى الانتحار.
ورصدت (المدى) خلال الايام السبعة المنصرمة العديد من حالات الانتحار في محافظة ذي قار من بينها انتحار طالب جامعي وإنقاذ شخصين من محاولة مماثلة في يوم الاربعاء 23 آذار الجاري، وانتحار شابة ووفاة امراة ستينية حرقا وانقاذ رجل خمسيني من محاولة انتحار في يوم الثلاثاء 22 آذار، وتسجيل محاولتي انتحار احداهما بتناول سائل تنظيف الاواني يوم الاثنين 21 آذار، وانتحار فتاة شنقا يوم الاربعاء 16 آذار، فيما اقدم زوج على حرق زوجته عبر سكب مادة البنزين عليها في يوم السبت 19 آذار الجاري واصيبت بحروق مختلفة رقدت على اثرها في المشفى. وقال رئيس منظمة التواصل والاخاء الإنسانية علي عبد الحسن الناشي إلى (المدى) إن "9 حالات تم تسجيلها ومحاولات انتحار خلال الايام السبعة المنصرمة"، مبينا ان "4 حالات انتحار كانت مؤكدة و5 حالات اخرى كانت محاولات انتحار تم انقاذ المُقدمين عليها في اللحظات الاخيرة".
وتابع الناشي، ان "حالات الانتحار اخذت تسجل ارقاما غير مسبوقة خلال الربع الاول من العام الجاري اذ تم تسجيل نحو 30 حالة انتحار".
وأشار، إلى أن "هذا يعني ان حالات الانتحار باتت تحصل بواقع محاولتي انتحار كل اسبوع بعد ان كانت محاولة واحدة في الاسبوع خلال الاعوام المنصرمة".
وكشف رئيس منظمة التواصل والاخاء "عن وجود محاولات انتحار اخرى فاشلة لم يكشف عنها لاعتبارات اجتماعية مختلفة"، منوها الى ان "حالات الانتحار الفاشلة هي مشروع انتحار قادم ما لم يجرِ تدارك دوافعها".
وعن دوافع الانتحار قال الناشي، إن "اغلب حالات الانتحار ناجمة عن مشاكل وخلافات اسرية ودوافع اقتصادية وبطالة وتعاطي مخدرات وفشل عاطفي وفشل دراسي، فضلاً عن الامراض النفسية وامور اخرى تتعلق بسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي".
وشدد، على أن "العنف الاسري والخلافات العائلية كانت من أبرز دوافع الانتحار نتيجة عدم تفهم رب الأسرة لمشاكل ابنائه من الشباب والمراهقين ومساعدتهم على حلها". وتشير مصادر مطلعة الى ان (35 %) من حالات الانتحار يستخدم فيها الضحية طريقة الشنق بالحبل أو الأسلاك، و(30 %) يستخدم إطلاق النار، فيما يشكل الانتحار حرقاً نحو (22 %)، في حين تتوزع بقية الحالات بين استخدام الآلات الجارحة والغرق وتناول السموم والعقاقير الطبية.
وازاء ذلك دعا رئيس منظمة التواصل والاخاء الإنسانية الى استحداث مركز مجتمعي متطور لمساعدة الشباب على معالجة المشاكل التي تدفع بهم الى الانتحار، مبينا ان "الشباب والشابات في ظل الظروف والازمات الراهنة والاوضاع الاقتصادية المتردية والمشاكل الناجمة عن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي باتوا بأمس الحاجة لمن يساعدهم على تجاوز ازماتهم".
واقترح الناشي، "تشكيل المركز من اصحاب القرار في الحكومة المحلية والمؤسسات الصحية ولاسيما النفسية منها ومنظمات مجتمعية وشخصيات اجتماعية ودينية".
ونوه، إلى أن "الشاب الذي يمر في ازمة لا يعرف الى اين يلجأ لمساعدته على حلها"، مؤكدا "استقبال عدد من الحالات الحرجة والعمل على معالجتها بجهود ذاتية وعبر الاتصال ببعض المسؤولين".
وكان مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار داخل عبد الحسين شناوة المشرفاوي قد طالب في حديث سابق إلى (المدى)، بـ "تشكيل لجان مختصة تعمل على الوقوف على اسباب تنامي ظاهرة الانتحار في المجتمع والحد منها"، مشددا على "اهمية مشاركة مختصين بعلم النفس والاجتماع لإعداد دراسات منهجية في هذا المجال"، لافتا الى ان "مشكلة الانتحار وتعاطي المخدرات باتت تشكل مخاطر كبيرة على المجتمع".
وكشفت بيانات المؤتمر الامني التاسع لقيادة شرطة ذي قار الذي عقد مطلع عام 2022 على قاعة مركز تدريب الشرطة وحضره عدد من المسؤولين الحكوميين والقادة الامنيين وممثلين عن محكمة استئناف ذي قار عن ارتفاع في معدلات الجريمة بواقع 17 بالمئة خلال عام 2021، فيما اشارت الى ارتفاع في جرائم الانتحار والمخدرات والسرقة، وانخفاض في جرائم القتل العمد.