TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من اجل التوازن!!

العمود الثامن: من اجل التوازن!!

نشر في: 29 مارس, 2022: 11:54 م

 علي حسين

في مثل هذه الأيام حيث تم انتخاب مثنى السامرائي ليمثل النزاهة في البرلمان، وفي هذه الساعات التي ينتظر فيها المواطن أن ينتبه له الساسة وينشغلوا بمعاناته بدلاً من معركة الكراسي، خرج علينا السيد نوري المالكي ليخبرنا أن جلسة الأربعاء لن تختلف عن جلسة السبت، لأن تشكيل الحكومة، مثلما أخبرنا، سيضر بالتوازن، ولم ينس أن يحذرنا "مشكوراً" من مخاطر كبيرة تنتظرنا لو تلاعبنا بالتوازن..

وأنا أقرأ حديث السيد المالكي توهمت أن الرجل يتحدث عن بلد آخر تحكمه جهة سياسية واحدة فقط، وليست أحزاباً طائفية . تكثر التحذيرات في بلاد الرافدين، فمرة يخبرنا جمال الكربولي بأن غيابه عن الساحة السياسية سيجلب للبلاد الكوارث، ومرة يهددنا النائب محمد الصيهود لو فكرنا مجرد تفكير أن نتخلى عنه، وتزداد حيرة الناس التي خرجت للانتخابات، ولا تدري ما ذا سيحدث، صحيح أننا نعيش عصر السخرية التي طالت كثيراً، إلا أن سخرية عن أخرى تفرق، فهناك من يسخر معنا وهناك من يسخر منا، وهناك من يريد أن يجمع السخرية بالتسلية.. في كل يوم نسأل أنفسنا: أين نحن من سباق الأمم نحو المستقبل؟، ومتى نخرج من عصر الوصايا لندخل عصر العمل والانتاج؟.. متى يشعر المواطن العراقي أن لبلاده مكانة في خارطة الدول السعيدة، لا محاولة، كلما حدثت أزمة نعود إلى شعارات الإصلاح وبيانات المواطنة ؟ .. في كل يوم نبتعد عن الاستقرار ونعود إلى عصر البيانات الثورية. يثرر نوابنا في الفضائيات وكأنهم يذكرونا بثرثرة نجيب محفوظ فوق النيل. يكتب نجيب محفوظ في أصداء السيرة الذاتية: "سألت الشيخ عبدربه التائه: متى يصلح حال البلد؟، فأجاب: عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة". والمشكلة ياسادة أن الجميع يريد من هذا الشعب أن يرفع شعار: في الخوف السلامة، وفي العجلة الندامة ، المهم أن يتحول هذا إلى مجاميع تخاف من خيالها. مطلوب منا جميعاً أن نصبح جبناء، وأن نمارس فضيلة الخوف، مطلوب منك ومني أن نحمل لقب مواطن "ذليل" بامتياز، مطلوب منا أن نراقب أصحابنا ليل نهار، وأن نتحول في لمحة بصر إلى مخبر سري، مهمته تنظيف البلاد من الذين يرفضون الانصياع لأوامر أصحاب السيارات المظللة والتواثي . حالنا اليوم لا يختلف عما جرى في رواية نجيب محفوظ "ثرثرة فوق النيل"، حيث لا يزال المواطن يشعر بالخوف على وطنه ومستقبله، فيما السياسي يُهندس حاله وأحوال أقاربه ومعارفه، ويفلسف لنا الفقر بأنه نعمة، والتخلف بأنه هداية.يكتب نجيب محفوظ على لسان عامر وجدي في رواية ميرامار: "منذ أن ظهرت عندنا الثورة والديمقراطية والناس تصفق وتغني على كل شيء".، ونحن والحمد لله منذ أن ظهر مشعان الجبوري أول مرة في قناته الزوراء ونحن نُغني للنزاهة والوطنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram