وديع غزوانفتحت زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الاخيرة فرنسا آفاقاً جديدة من العلائق بين الطرفين , خاصة ان الجانب الفرنسي قد ابدى اهتماماً متميزاً بالزيارة تمثلت بلقاء الرئيس الفرنسي ساركوزي رئيس الإقليم الذي وصفه القنصل الفرنسي في أربيل بـ ( لقاء صداقة حميمة ) وانه لم يكن اعتيادياً تسيطر عليه المراسيم الدبلوماسية ,من دون ان نتجاوز اتفاقية التفاهم التي وقعها رئيس الإقليم مع وزير الخارجية الفرنسية كوشنير .
ومنذ فترة بدأت الجهات الفرنسية جهوداً مشهوداً لها , لإعادة العلاقات مع العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص الى ما كانت عليه , ليس في الجانب الاقتصادي فحسب على اهميته , بل في جوانب اخرى منها : التربية والتعليم والثقافة . ويبدو ان اتفاقية او مذكرة التفاهم التي شملت مجالات التنمية الزراعية والتربية والتعليم وتأمين الزمالات للطلبة وغيرها , ستكون بوابة لعلاقات مستقبلية اوسع تصب في مصلحة الطرفين . ومن المناسب الاشارة هنا الى حقيقة مهمة وهي ان علاقات كردستان بفرنسا قديمة وقد توطدت في زمن الراحل ميتران وعقيلته , التي استقبلها المسؤولون في كردستان بكل حفاوة ,تقديراً لدورهما الكبير في نصرة قضايا الشعب الكردي , لذا فمن الطبيعي وبحكم هذه الابعاد التاريخية ان تتطور هذه العلاقات الى آفاق رحبة اوسع لتشمل كل الصعد . وبالتأكيد فان مبادرة الرئيس ساركوزي بإفصاحه للرئيس بارزاني عن رغبته بزيارة إقليم كردستان وتوجيه رئيس الإقليم دعوة رسمية له , ستعزز فرص تحقيق انتقالة في العلاقات الفرنسية الكردستانية , ستنعكس نتائجها ايجاباً على مجمل العلاقات العراقية الفرنسية .ونعتقد ان تأكيد الرئيس بارزاني في كل زياراته الخارجية حقبقة ان كردستان جزء من العراق , والرغبة بتعميم تجربة الإقليم على بقية انحاء العراق , خاصة في جانب الاستقرار الامني , تكرس لحقيقة ربما يستهوي البعض تغافلها وهي ان اي نجاح يتحقق في الإقليم نجاح للعراق ككل , وهذا ليس كلاماً انشائياً بل اكدته مجريات الواقع , وقد حرص الكردستانيون على نجاح العملية السياسية في العراق الجديدانطلاقاً من ايمانهم بان بناء الوطن بشكل صحيح ,لايتم الا بمشاركة جميع المكونات .ما نأمله ونتطلع اليه هي علاقات يكون لفرنسا بصمتها في الواقع العراقي سواء ما كان منه في الجانب الاقتصادي ام التعليمي ام التربوي ام الثقافي الذي ما زال قاصراً ولا يرقى باعتقادنا الى مستوى ما يطمح اليه الشعبان العراقي والفرنسي .هناك قواسم مشتركة تؤسس لنموذج علاقة متميزة بين العراق ومن ضمنه كردستان وفرنسا نتمنى ان تستثمر لتعطي ثمارها في المستقبل القريب , علاقة يمكن ان تتوسع وتتجاوزالاطر الحكومية على اهميتها , لتشمل الفعاليات والمنظمات الجماهيرية و الشعبية .
كردستانيات: فرنسا و كردستان
نشر في: 27 يونيو, 2010: 04:57 م