اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أكثر من ابو مـازن !!

العمود الثامن: أكثر من ابو مـازن !!

نشر في: 30 مارس, 2022: 11:51 م

 علي حسين

كنت أنوي الكتابة عن تقلبات نوابنا "الأعزاء" وهم يدخلون شهرهم الخامس، وخلال هذه الفترة الذهبية التي عاشها العراق، وصل سعر النائب "المستقل" إلى أرقام خيالية تجاوزت المليون دولار عداً ونقداً، ودخلت جيوب النواب الذين يرفضون الاقتراب من قبة البرلمان ، اموال بالملايين ومعها الامتيازات والحمايات، فيما كشّر بعض النواب عن أنيابهم وأعلنوا أنهم لن يهدأوا قبل أن يحصلوا على حصتهم من الكعكة ،

وقد أخبرنا النائب أحمد الجبوري، الشهير بأبو مازن، أن السياسة لا علاقة لها بمصالح الوطن والناس وإنما حسب نظريته الثورية تعني المال والمناصب ، وقد قال لافض فوه " ماكو شي اسمه (لله يامحسنين)". وفي الوقت الذي تتسابق فيه مدن الدوحة ودبي وأبو ظبي في التنمية والإعمار ، تزدهر في البصرة عصابات الجريمة المنظمة وتحتل رئة العراق الاقتصادية المرتبة الأولى بالنزاعات العشائريّة.

الحديث عن ساسة العراق يجلب الهم والغم، ولهذا اسمحوا لجنابي ان يترك الجبوري ورهطه لتجارتهم ، ونستذكر زمناً جميلاً مضى عشناه مع عبد الحليم حافظ الذي مرت أمس "الأربعاء" الذكرى الـ"45" على رحيله، نتذكر المطرب، الذي ملأ ومازال يملأ حياتنا بهجة وسروراً، صوت يحرض على الحب ويزرع الحب وحب الحب. 45 عاماً من الزمن، ولا يزال العندليب الأسمر حاضراً في الذاكرة، كما في القلوب، اسم طاغٍ في مخيلة أكثر من جيل عربي، أغنياته تثير شغف العشاق والمحبين الذين يتذكرون عبد الحليم اليوم، ويتذكرون معه كتيبة الفرح والجمال التي رافقته، من كمال الطويل صانع البهجة في "على قد الشوق"، و"نعم ياحبيبي نعم"، إلى بليغ حمدي المتطرف في الفرح "خايف مرة أحب" ، و"الهوى هوايا"، مروراً بمحمد الموجي مجنون الغرام في "صافيني مرة" و"حبك نار"، إلى منير مراد وهو يرقص على كلمات "أول مرة تحب ياقلبي"، وليس انتهاء برصانة محمد عبد الوهاب في "توبة" و"ضي القناديل".

اخترق الشاب الفقير الحياة الفنية في مصر. وأصر على أن يقارع جميع الكبار، رفضته الجماهير أول مرة عندما صعد على المسرح عام 1952 ليغني صافيني مرة، فلم يكن أحد على استعداد لسماع هذا النوع من الغناء الذي يخلو من الآهات، لكنه يصر على أن يعيدها بعد عام لتصبح أغنية الموسم.

كان عبد الحليم حافظ علامة من علامات الزمن العربي، وعلماً من أعلام هذه الأمة التي استبدلت "صافيني مرة"، بمناهج التكفير، وكلمات الغزل بوصايا جهاد النكاح .

حاولت أن أتجنّب الكتابة عن العندليب في ذكرى رحيله. فعندما أكتب عن هذا الزمن أفقد ضوابط الكتابة، وأعود شاباً هائماً بين القصائد الرقيقة وعبقرية الفرح، بعيدا عن معارك الانتهازية السياسية ، والتي يُرفع فيها شعار ابو مازن " الكعكة للجميع " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram