المثنى/ مصطفى الجوراني
هناك في أقصى غربي مدينة السماوة في المثنى قرب نهر الفرات، تقع ما تسمى بلؤلؤة الصحراء بحيرة ساوة التي تعد من أبرز معالم المحافظة، باتت تعاني الآن الجفاف دون حلول حكومية لمعالجتها.
وتمتاز البحيرة بغرابة مياهها، كونها إذا ما سحبت إلى الخارج تتحول إلى أحجار كلسية وكأنها ترفض مغادرة رحم البحيرة الأم.
ويواجه العراق أزمة مياه حادة، فقد أثر التصحر على 39% من مساحة البلاد، وساهم بانحسار المساحات الخضراء، كما شكل تهديداً على الأمن الغذائي، وبحسب تقارير صادرة عن الهلال الأحمر.
اشتكى العديد من المواطنين في المثنى، الإجراءات الحكومة بشأن جفاف البحيرة، التي تعد مصدراً سياحياً مهماً في المحافظة.
ثائر الميساني، أوضح في حديث إلى (المدى)، أن "هناك تقصيراً واضحاً وإهمالا قد يكون متعمداً بشأن ما جرى للبحيرة التي تعتبر لؤلؤة الصحراء في البلاد".
من جانبه، قال أبو عباس، إن "الأمور مؤسفة لما جرى للبحيرة، هذا دليل جديد على الإهمال الذي تتعرض له المحافظة من قبل الجهات المعنية".
وأضاف، أن "الحكومة مطالبة بالتدخل الفوري وطلب المساعدة من اللجان الأممية المختصة للعمل على إعادة المياه بأية طريقة."
في حين، قال الخبير المائي، نجم الغزي، في حديث إلى(المدى)، إن "بحيرة ساوة في محافظة المثنى جفت بشكل كامل"، مشيراً إلى أن "هناك العديد من المؤشرات سجلت بشأن أسباب الجفاف".
وأضاف الغزي، أن "المؤشر الأول يعود لسبب تكنوني متعلق بحركة الصخور في البحيرة"، لافتاً إلى أن "المؤشرات الأخرى تعود إلى استنزاف الموارد المائية في العراق".
إلى ذلك، يرى الخبير المائي والزراعي، خطاب الضامن، في حديث إلى (المدى)، "لا شك أن انخفاض مناسيب مياه نهر الفرات بشكل كبير خلال العامين الماضي والحالي هو السبب الرئيس لحالة الجفاف التي تمر بها بحيرة ساوة".
وأضاف الضامن، أن "العراق يمر بموسم جفاف غير مسبوق، إذ انخفضت مناسيب نهري دجلة والفرات بنسبة بلغت 73% وفقاً لتصريح أدلى به المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للبيئة سامي ديماس بتاريخ 22 آذار 2022، والسبب في ذلك يعود لانحسار الأمطار وارتفاع درجات الحرارة".
وتابع قائلاً، إن "سياسات تركيا وإيران هي أيضا من الأسباب وراء تقليص حصة العراق من تدفقات الأنهار الدولية".
وبشأن الحلول لمعالجة جفاف البحيرة، أوضح الضامن، أن "واحدة من الحلول العاجلة لمواجهة هذه الأزمة هي الإسراع بدعم الاستثمارات الزراعية في مجالات استغلال المياه الجوفية، فضلاً عن تحديث طرق الري التقليدية".
وختم حديثه بالقول إن "الحل الثاني يكمن في الإسراع بتدويل قضية سيطرة تركيا وإيران على مياه الأنهار الدولية التي تنبع منهما وتصب في العراق".